هل يجوز للرجُل إذا كان مُقعَدا أن يؤمّ زوجته وهي قائمة ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في شيخنا المبارك وجزى الله خيرا القائمين على هذا المنتدى الطيب
وبعد
لي سؤل شيخنا الكريم أنا معاق أجلس على كرسي متحرك فهل يجوز لي أن أصلي بزوجتي في جماعة مع العلم أني أصلي جالسا وهي واقفة
وجزاكم الله كل خير

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت ، وعافاك الله ، وأعظم أجرك .

نعم ، يجوز أن تقتدي بك زوجك ، وتُصلّي واقفة ولو كنت جالسا ؛ وتَصفّ وراءك ، ولا تصفّ إلى بِجانبك .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بالناس في آخر حياته جالسا ، وهم قيام .
قال الإمام البخاري : قال الحميدي : قوله : " إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا " هو في مرضه القديم ، ثم صلى بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جالسا والناس خلفه قياما لم يأمرهم بالقعود ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالآخِرِ فَالآخِرِ مِنْ فِعْلِ النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .
وآخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم أنه صلى جالسا ، وصلى أبو بكر بصلاته قائما والناس مِن خَلفه قيام .

وقال ابن عبد البر عن صلاة أبي بكر بِصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس قِيام : وَفِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإِمَامِ : " وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا " مَنْسُوخٌ ؛ لأَنَّ هَذَا الْفِعْلَ كَانَ سُنَّةً فِي عِلَّتِهِ الَّتِي مَاتَ مِنْهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وقال عنه النووي : قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْحَابُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ : هَذِهِ الرِّوَايَاتُ صَرِيحَةٌ فِي نَسْخِ الْحَدِيثِ السَّابِقِ ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " ، فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي مَرَضٍ قَبْلَ هَذَا بِزَمَانٍ حِين آلَى مِنْ نِسَائِهِ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض