ساهمت بمبلغ كبير في مركز لتحفيظ القرآن ، فهل يُجزئ هذا عن الزكاة ؟
ساهَمَتْ بمبلغ كبير في مركز لتحفيظ القرآن ، فهل يغني هذا عن الزكاة ؟
السلام عليكم ، قبل أشهر ، ساهمت إحدى الأمهات بمبلغ مالي كبير ، بالآلاف ، من أجل أحد مراكز تحفيظ القران ، فهل يجب عليها إخراج الزكاة ؟ أم أن ما فعلته في الأشهر المنصرمة يغني عن ذلك ؟ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إخراج الزكاة لا بُدّ أن تكون النيّة قبل إخراجها وليس بعد إخراجها ؛ فتُخرَج الزكاة على أنها زكاة ذلك المال . ولذلك لا يصِحّ إسقاط الدَّين عن شخص بِنيّة الزكاة ؛ لأنه لا بُدّ مِن تَمليك الفقير للمال . كما لا يجوز صرف الزكاة في مراكز تحفيظ القرآن . والعلماء لا يُجيزون صَرف الزكاة في بناء المساجد والمدارس ، ولا في شراء المصاحِف . وقد حَكى ابن عبد البر الإجماع على ذلك ؛ فقال : وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لا يُؤَدَّى مِنَ الزَّكَاةِ دَيْنُ مَيِّتٍ ، وَلا يُكَفَّنُ مِنْهَا ، وَلا يُبْنَى مِنْهَا مَسْجِدٌ ، وَلا يُشْتَرَى مِنْهَا مُصْحَفٌ ، وَلا يُعْطَى لِذِمِّيٍّ وَلا مُسْلِمٍ غَنِيٍّ . اهـ . وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الزكاة : لا يجوز صَرْفها إلى غير هؤلاء الأصناف الثمانية ؛ كبناء المساجد والمدارس ، وتكفين الموتى ، ووقف المصاحف وكتب العلم ، وغير ذلك مِن جهة الخير . اهـ . وسُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : هل تجوز الزكاة لبناء المساجد ، حيث يقول الله تعالى: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) ؟ فأجاب رحمه الله : الصحيح أن المراد بِقوله سبحانه : (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) عند أهل العلم هُم الغُزاة والجهاد في سبيل الله، فلا تُصْرَف في المساجد ولا المدارس عند جمهور أهل العلم . وذهب بعض المتأخرين إلى جواز صرفها في المشاريع الخيرية ، ولكنه قول مرجوح ؛ لأنه يُخَالِف ما دَلَّت عليه الأدلة ، ويُخالِف ما مضى عليه أهل العلم . اهـ . وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لا تُدْفَع الزكاة في بناء المساجد ، ولا في إصلاح الطرق ، ولا في بناء المكاتب وشِبه ذلك . وسبق الجواب عن : تَعَثرتْ في أداء الدَّين ، هل أسقطه عنها وأحتسبه مِن الزكاة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1878 والله تعالى أعلم . شعبان 1437 هـ |
الساعة الآن 06:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى