منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفقه العـام (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=12)
-   -   هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15813)

راجية العفو 21-11-2016 05:16 PM

هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟
 

السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟

و بارك الله فيكم.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

نعم ، بينها فَرْق .

فالْحَسَد مذموم شَرْعا ، إلاّ ما كان على سَبيل الغِبطة ، وما كان باعثه التنافس في الخيرات ، وليس فيه إثم ولا بَغي ، ولا تَمَنِّي زوال النعمة .
وهذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : لا حَسَدَ إِلاّ فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ . رواه البخاري ومسلم .

والتنافس إذا لم يكن فيه إثم ولا بغي فهو مطلوب شرعا .
قال الله تعالى : (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)
وكذلك المسارَعة إذا كانت في الخيرات ، فهي مطلوبة شرعا .
قال الله تعالى : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) .
وقال عَزّ وَجَلّ : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) .
وقال تبارك وتعالى : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) الآية .

قال ابن القيم : والفرق بين المنافسة والحسد ؛ أن المنافسة المبادرة إلى الكمال الذي تُشَاهِد مِن غَيرك ، فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه ، فهي مِن شَرَف الـنَّفْس وعُلُوّ الْهِمّة وكِبر القَدْر .
وقال : والحسد خُلُق نَفْس ذَميمة وَضِيعه ساقِطة ، ليس فيها حرص على الخير ، فَلِعَجْزِها ومَهَانَتها تَحْسد مَن يَكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها ، وتتمنى أن لَو فَاتَه كَسْبها حتى يُساويها في العَدَم !
وقال أيضا : فالحسود عدو النعمة ، مُتَمَنّ زوالها عن المحسود ، كما زالت عنه هو . والمنافِس مُسابِق النعمة مُتَمَنّ تمامها عليه وعلى مَن يُنافِسه ، فهو ينافس غيره أن يعلو عليه ، ويُحِبّ لحاقه به أو مجاوزته له في الفضل . والحسود يحب انحطاط غيره حتى يُساويه في النقصان . وأكثر النفوس الفاضلة الخيرة تنتفع بالمنافسة .

وقال : وقد يُطْلق اسم الْحَسد على المنافسة المحمودة ، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا حَسد إلاّ في اثنتين : " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وأطراف النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فَسَلّطه على هَلَكَته في الحق " . فهذا حَسد مُنافسة وغِبطة يَدلّ على عُلو هِمّة صاحبه ، وكِبر نفسه ، وطلبها للـتَّشَبُّه بأهل الفضل . اهـ .

وسبق :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11644


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



الساعة الآن 02:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى