لا نستطيع ترْك الدراسة المختلَطة ، لعدم وجود بديل أو دراسة مفصولة الجنسين
 

شيخي الفاضل عبد الرحمن رحمك الله في الدنيا والآخرة
وإني أشهد الله على حبك وأتمنى رؤيتك ولكن قدر الله وما شاء فعل
شيخنا عندما أسمع جوابكم فإني أرتاح له وأطمئن والحمد لله
لذا سألك أحد الأخوة عن اللباس والدراسة المختلطة فأجبت أنه لا يجوز الدراسة المختلطة مهما كان
شيخي وحبيبي وأستاذي عبد الرحمن
أنا (وكثير مثلي) أعيش في دولة إسلامية (أو هكذا يجب أن تكون) قد لا أكون مبالغا إن قلت أن أحدنا لو عاش في دول الغرب لكان يستطيع ممارسة دينه بشكل أيسر وأفضل (ولا حول ولا قوة إلا بالله) فإذا كان سأل أحد الأخوة أن الدراسة مختلطة فعندنا كل شيء مختلط (نستطيع أن نقول أنها سلطة) وأنا صادق جاد غير هازل فالدراسة مختلطة والأعمال مختلطة والشوارع حتى بعض المساجد (نعم ولا أبالغ عندنا مساجد أثرية فإن المشرف عليها وزارة السياحة) بل إنك لا تستطيع أن تظهر شعائر دينك بالشكل المطلوب لأنك ستوسم (بالإرهاب والتطرف والطائفية و و) بل قد تكون العواقب وخيمة (إن كان الشيء بالاستهزاء فقط فأهلا وسهلا لكن أمور أخرى) وإن أردنا أن نذهب إلى بلدان عربية خليجية شقيقة فلن يستقبلونا لأسباب واهية تحكمها قرارات دولية وأقليمية وأمريكية وصهيونية (وأنت شيخي فاهم علي ولا أريد التفصيل) بل صاروا يطردون من عندهم
شيخي هذا غيض من فيض
فإن فعلنا ما قلته في فتواك فالأحرى بنا أن نذهب إلى الجبال فنرعى الغنم (وهذا إن استطعنا) أو نقعد في بيوتنا ننتظر أحدا يعطينا حسنة أنا لم أبالغ بل قلت عين الواقع
شيخي لا تظن أن الأمور ميسرة في كل مكان ولا تنظر إلي كأني أعيش معك بنفس البيئة التي تعيش فيها ونحن نعمل بقول الله _تعالى_ (فاتقوا الله ما استطعتم) بل إن عين المصيبة أن مشايخنا (وللأسف) مشايخ للبدع والقبور والنط والقفز (أقصد قفز الصوفية) والسذاجة أو مشايخ لتحليل الحرام أو تحريم الحلال (فهمكم كفاية)
بعد هذا العرض التفصيلي (أعلم أنه ممل ومؤسف)
أفتونا مأجورين أسأل الله أن يباركم بعمركم و يلهمكم الحق
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:

آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأحبك الله الذي أحببتني فيه .

أخي الكريم :
أنا لا أعيش في جَزيرة نائية !
وأعرف الواقع المرير الذي أشرتَ إليه - حفظك الله - .
والواقع المرير يجب تغييره ، وليس تطويع الأحكام الشرعية له .
لقد جاء الإسلام والناس في جاهلية وشَرّ ، ثم بدأ الخير ينتشر حتى عمّ أقطار الأرض .
ولكن متى ؟
حينما غيَّر القوم ما بأنفسهم .
وسُنّة الله أنه لا يُغيِّر ما بِقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم .

ربما نريد أن تتغير الدنيا ونحن لم نُغيِّر مِن أنفسنا شيئا !

ووالله إن فِرار الإنسان بِدينه يعيش في جَبل خير له مِن أن يُفتن في دِينه .
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ . رواه البخاري .

بل لئن يُقتَل خير له مِن أن يُفتَن في دِينه .
قال عزَّ وَجَلّ : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) وقال جل جلاله : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) .

ولا يستقيم الاستدلال بقول الله عزَّ وَجَلّ : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ؛ لأن من اتَّقَى الله تَرَك ما حرَّم الله ، ولا عُذر لأحد في ارتكاب ما حرَّم الله ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْء فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْر فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ . رواه البخاري ومسلم .
فلم يَقُل عليه الصلاة والسلام في الـتَّرْك والانتهاء : فانتهوا ما استطعتم ! وإنما قال : " نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْء فَاجْتَنِبُوهُ " .


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض