هل الأوْلى البدء في التعلم بأحكام القرآن أو تُعلَّم العقيدة أولاً ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خير وبارك الله فيكم . شيخنا الفاضل جزاك الله خير وبارك الله فيك على الوقت الذي تخصصه لأجل الرد على الأسئلة . نسأل الله أن يحفظك من كل شر . شيخنا الفاضل أرجو منك أن تعطيني سعة صدرك للرد على هذه الأسئلة لأنها متعلقة في مسجدنا ونحن بحاجة للإجابة وجزاك الله الجنة . هناك بعض طلاب العلم اختلفوا بين أفضلية البدء في العلم ، فمنهم من قال البدء في تعليم الناس هو تعلم أحكام القران والتلاوة والتجويد والترتيل ، ومن ثم بعدهما يشرع بتعلم العقيدة ، والبعض الآخر قال : يجب البدء في دراسة العقيدة أولا لأنها الأساس ولأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالعقيدة فأيهما على صواب وأصح من الآخر ؟ وجزاك الله خير وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير . http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بِمثل ما دعوت . الذي يُنصح به طالب العِلْم ابتداء : أن يعتني بِكتاب الله عَزّ وَجَلّ . قال ابن عبد البر : الْقُرْآنُ أَصْلُ الْعِلْمِ ، فَمَنْ حَفِظَهُ قَبْلَ بُلُوغِهِ ثُمَّ فَرَغَ إِلَى مَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فَهْمِهِ مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ ؛ كَانَ ذَلِكَ لَهُ عَوْنًا كَبِيرًا عَلَى مُرَادِهِ مِنْهُ ، وَمِنْ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَنْظُرُ فِي نَاسِخِ الْقُرْآنِ وَمَنْسُوخِهِ وَأَحْكَامِهِ ، وَيَقِفُ عَلَى اخْتِلافِ الْعُلَمَاءِ وَاتِّفَاقِهِمْ فِي ذَلِكَ ، وَهُوَ أَمْرٌ قَرِيبٌ عَلَى مَنْ قَرَّبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْظُرُ فِي السُّنَنِ الْمَأْثُورَةِ الثَّابِتَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَبِهَا يَصِلُ الطَّالِبُ إِلَى مُرَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ وَهِيَ تَفْتَحُ لَهُ أَحْكَامُ الْقُرْآنِ فَتْحًا ، وَفِي سِيَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنْبِيهٌ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ فِي السُّنَنِ ، وَمَنْ طَلَبَ السُّنَنَ فَلْيَكُنْ مُعَوَّلُهُ عَلَى حَدِيثِ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَزَائِنَ لْعِلْمِ دِينِهِ وَأُمَنَاءَ عَلَى سُنَنِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . اهـ . ولأن طالب العِلْم إذا اشتغل بالعلوم المختلفة ، شَغَله ذلك عن القرآن وتعلّم أحكام التلاوة ، وربما يأنف إذا كبُر في السِّنّ أن يتعلَّم أحكام التجويد ونحوها . وقد رأيت ذلك في بعض الأساتذة ممن نالوا الشهادات العُليا ، وقراءتهم للقرآن ليست مضبوطة ، وقد تجد في أولادهم من هو أحسن منه تلاوة ! بل رأيت بعضهم لا يُحسِن سُنن الصلاة ؛ لأنه قد يكون انشغل بالتعلّم والدراسة والتدريس عن التطبيق العملي ، وربما يأنف عن الجلوس في حلقات العلماء . ولا يليق بِطالب عِلْم أن يُصلِّي بالناس أو يقرأ القرآن وهو يلحن أو يُخطئ في قراءته ، أو لا يُحسِن تجويد القرآن . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 01:36 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى