منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=39)
-   -   كنت أمارِس العادة السريِّة ولا أعرِف حُرمتها ثمّ تُبت منها فماذا عليَّ ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11214)

راجية العفو 19-12-2012 04:43 PM

كنت أمارِس العادة السريِّة ولا أعرِف حُرمتها ثمّ تُبت منها فماذا عليَّ ؟
 

السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الله يجزاك يَا شيخ خير الجزاء ويبارك في علمك وينتفع بك الإسلام والمسلمين
الله يسعدك تجاوب على أسئلتي وقسم بالله إني في هم ما يعلمه غير الله سبحانه وتعالى
السؤال الأول : أنا لما كان عمري تقريباً 9 سنوات كنت أنا وبنت خالي نزني بعض والله إني ولا هي نعرف الحكم وكنا نسوي بعض حرام وإحنا غافلين لما جاء عمري 11 سنة وبلغت تركنا هذا الشيء ولكن رحت أسوي العادة السرية وأنا وربي إني ما أعرف أنها حرام ولا أدري عن الحكم أو إن هذا الشيء ربي ما يحبه وما يجوز حتى كنت ما أدري إن اسمها كذا العادة السرية وكنت أسويها لحد ما طلع دم وكنت أتألم منها وبعدين لما جاء عمري 14 تركتها وبعدين عرفت إنها حرام وإنها ما تجوز وربي إني خائفة من عذاب ربي وإن ربي غضبان علي وقسم بالله ما كنت أدري عن الأحكام اللي سويته شيء غير لما جاء عمري 16 عرفت كل شيء وكنت أسمع عن العادة السرية بس ما أدري أيش معناها كنت غافلة . والحين يَا شيخ هل علي إثم عما فعلته وارتكبت من حرام أنا وربي إني تبت إلى الله والحمد لله أنا الآن ملتزمة أسأل الله لنا ولكم الثبات . وهل لما أتزوج تأثر علي بشيء ؟ وأنا الآن عمري 18 سنة وهل علي كفارة عما فعلته ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الحمد لله الذي مَنّ عليك بالتوبة .

ومِن كَرَم الله وفضله أنّ مَن تَابَ تابَ الله عليه ، وكفّر عنه سيئاته ، بل مِن كرَم الله أن يُبدِّل الله سيئاته حسنات ، كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) .

روى
الإمام مسلم من طريق سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا ، وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا ، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو لَحَسَنٌ ، وَلَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَة . فَنَزَلَ : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) ، وَنَزَلَ : (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) .

وقال عَمْرو بن الْعَاص رضي الله عنه : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ ، قَالَ : فَقَبَضْتُ يَدِي ! قَالَ : مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ . قَالَ : تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟ قُلْتُ : أَنْ يُغْفَرَ لِي . قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا ؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ رواه مسلم .

قال الإمام القرطبي : فلا يَبْعُد في كَرَم الله تعالى إذا صَحَّت توبة العبد أن يَضَع مَكان كُلّ سَيئة حَسَنة . اهـ .
وقد قَبِل الله توبة قاتِل المائة نَفْس . كما في الصحيحين .

ونادى الله عَزّ وَجَلّ عباده الذين أسرفوا على أنفسهم ، فقال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ أن اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .
فناداهم بِوصْف العبودية ، وذَكَر جَلّ جلاله الرحمة مرّتين ، والمغفرة مرّتين .
وفي الحديث : النَّدَم تَوْبَة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة مفتوح ، فقال : إن الله عز وجل جَعَل بالمغرب بابًا مسيرة عَرْضه سبعون عاما للتوبة لا يُغْلَق ما لم تطلع الشمس مِن قِبَلِه . رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه ، وحسنه الألباني والأرنؤوط .

وقال عليه الصلاة والسلام : إنَّ الله يَقْبَل تَوْبَة العَبْد مَا لَم يُغَرْغِر . رواه الإمام أحمد ، وقال شُعيب الأرنؤوط : إسناده حَسَن .

وقال عليه الصلاة والسلام : ثلاث إذا خَرَجْن (لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض . رواه مسلم .

بل إن الله عَزّ وَجَلّ يَفْرَح بِتوبة عبدِه أو أمَتِه إذا تابوا .
قال عليه الصلاة والسلام : لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ ، ثُمَّ قَالَ : أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ؛ فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ . رواه البخاري ومسلم .

وليس هناك ذَنْب لا تسعَه رحمة الله وعَفوه ومَغفرته ؛ فقد نادى الله عزَّ وَجَلّ الذين قالوا قَولاً عظيما تَكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتَخِرّ الجبال هدًّا ، الذين زعموا له الصاحبة والولد ؛ ناداهم بقوله : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

وليس عليك كفارة لِمَا مضى مِن الذنوب .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 01:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى