أسئلة في غاية الأهمية: أَبِدَعٌ هي؟ و ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم بارك الله فيك، لدي أسئلة مهمة عن أشياء تحدث في المسجد و الجامعة هنا في بلاد الغرب و لا أعرف ما حكمها... و بما أنك حفظك الله عضو في مركز الدعوة و الإرشاد...لعلي أجد عندك من الإرشاد ما يشفي الغليل بإذن الله: ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ في المسجد: ~ قام الشيخ بتلاوة القرآن خلال الميكرفون و بصوت عالي من صلاة العشاء و حتى بدأت صلاة التراويح (تلاوة في غير صلاة)...و الناس طبعاً حينما يدخلون...بعضهم يريد صلاة العشاء أو غيرها...لكن القراءة مستمرة و الصوت عال جداً مما يعيق تركيز المصلين. ~ بعد إنهاء التلاوة قال: "صدق الله العظيم...الفاتحة" ثم شرع الناس بتلاوة الفاتحة؟!!! ~ أثناء التراويح...يتوقف الإمام بعد كل أربعة ركعات و يقومون بدعاء...لكن يتغنون فيه و كأنه ترانيم لا دعاء؟؟!! علماً أن هذا المسجد مسجد لأهل السنة و الجماعة...يعني لم نخطئ في العنوان! ما الحكم و ما هو الواجب؟ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ في الجامعة، نظم بعض المسلمين برنامجاً لقيام الليل و بعض الدروس و المحاضرات. هناك بعض فقرات من البرنامج التي أثارت تساؤلات لدي و حقيقة شعرت بريب من هذه الفقرات... 1) فقرة "تلاوة الأسماء الحسنى": بدأ الشيخ المدعو بقول "الله...الله...الله" و ردد ذلك معه بعض الإخوة...ثم قال "هو الله الذي لااااا إله إلا هو الرحمن الرحيم..." إلى آخر الأسماء الحسنى. و كان يرفع صوته عند قوله العلي و الرافع و يخفض صوته عند الخافض... و كان يتغنى بها-- أعني تلاوة الأسماء...و انهى "التلاوة" بقوله "جل جلاله جل جلاله جل جلاله"...و الإخوة يرددون معه بصوت منخفض... هذا العمل ليس من سنته صلى الله عليه و سلم - حسب علمي المحدود - الدعاء بالأسماء الحسنى و معرفة معانيها حسن...أما تلاوتها على هذا الوجه فإني أرى فيه نوعاً من التصوف...و الله أعلم... ما قولك يا شيخ و ما هو الواجب؟ 2) فقرة التلاوة الجماعية لسورة يس: قام الشيخ و أحد الإخوة المسؤولين (علماً بأن الأخ طالب لدى الشيخ) بتولي "قيادة" التلاوة الجماعية...و كان الكل يقرأ السورة بصوت مرتفع و تشتبك الأصوات و سبحان اللهّ؟!!؟ و قامت الأخوات بقراءتها بصوت منخفض أو بمجرد تحريك الشفاه. حقيقة يا شيخ الأصوات كانت غير متناسقة و البعض يسرع فيخطئ الآخرون و هكذا. سبحان الله...لو كانت فقرة "تعليم أو تحفيظ" لقلنا يعني ربما هناك حاجة لذلك...لكن حدث هذا الأمر من قبل حيث جمع الأخ المذكور أعلاه إخوة و قاموا بقراءة جماعية للسورة قبيل صلاة المغرب. إذا قرئ القرأن حسب علمي "فاستمعوا له و أنصتوا"؟ فهل الأعلى يجوز؟ سمعت فتوى على إذاعة القرآن الكريم من السعودية حيث كان برنامج "نور على الدرب" - و الله أعلم حسب ذاكرتي - حيث سئل الشيخ (نست اسمه) عن التلاوة الجماعية...فقال لا بأس لكنها ليست من السنة... لم أفهم ما قصد؟ إن كانت ليست من السنة...ألا تكون بدعة؟؟؟ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ سامحنى على الإطالة...لكن ليس هناك من نسأله هنا و للأسف الناس لا يسألون عن هذه الأشياء بل يتبعونها (عالعمياني) كما نقول بالعامية! و إن علموا منكراً لم ينكروه فيضِل الكثير و يعتقدون أن كل ما يعمله هؤلاء المسلمين من الإسلام و إن لم يكن كذلك... لعلي أخطأت في الحكم على هذه الأعمال... لكن أرجو أن تجيب على الأسئلة حتى يطمئن قلبي و نتمكن من النصح إن لزم ذلك حتى لا يقع الناس في شبهات أو بدع... والله المستعان. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته – بارك الله فيك – 1 = أما قراءة القرآن عبر مكبر الصوت فهو خلاف السنة سواء في الصلاة أو خارجها أما في الصلاة فلما فيه من تأذي الناس به لمن هم خارج المسجد ، ولما فيه من تعويد الناس على الكسل في القيام للصلاة ، فلا يقومون إلا عند سماع الإقامة أو قراءة الإمام . وأظن أن هذا لا يوجد في بلاد الغرب ، بل فيها الضرب بالنواقيس الذي هو غاية في الإزعاج ! أما الأذان فيُمنع رفعه عبر مكبرات الصوت خارج المسجد ( قالوا : بلاد حُـريّــة ) !! وأما داخل المسجد فيُمنع رفع الصوت بالقرآن لما فيه من التشويش على المصلين وقد سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوماً أصحابه وهم يرفعون أصواتـهم بالقرآن فقال : ألا إن كلكم يناجي ربه ، فلا يؤذي بعضكم بعضا ، ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة . رواه الإمام مالك في الموطأ والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ورواه غيرهما ، وهو حديث صحيح . وأما قول " صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن فلا أصل له بل هو بدعة . فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ القرآن بنفسه ، وقُرئ عليه ، فما قال تلك الكلمة . قال ابن مسعود – رضي الله عنه – : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ عليّ . قال : قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري . قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) قال لي : كُـفّ ، أو أمسِك . فرأيت عينيه تذرفان . رواه البخاري ومسلم . كما أن هذا اللفظ لم يكن معروفا عند الصحابة – رضي الله عنهم – والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي . ولو كان في هذا القول بعد قراءة القرآن خير لسبقونا إليه . 2 = أما توقف الإمام بعد أن يُصلي أربع ركعات ، فله أصل في السنة قالت عائشة – رضي الله عنها – : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ؛ يُصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا . رواه البخاري ومسلم . وهذا يدل على أنه كان يجلس بعد كل أربع ركعات ولكن لم يكن بينهن شيء من قراءة أو ذِكـر أو رفع صوت ، بل كانت تلك الجلسة للاستراحة نظرا لطول القيام . وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو في صلاة الوتر بعد النصف من رمضان ، لكن إذا وُجدت حاجة فلا حرج من الدعاء قبل النصف من رمضان . 3 = وأما برنامج الجامعة أ - لا شك أن ذِكر الله – عز وجل – لا يكون بهذا اللفظ " الله .. الله " فحسب كما لا يكون بلفظ " هو .. هو " لأن هذا لم يكن من هديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من فعل أصحابه رضوان الله عليهم ولو كان خيرا لسبقونا إليه . وذِكر الله الأصل فيه أن يُخفى ولا يُظهر ، لقوله تعالى : ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ) ولا يُظهر إلا فيما كان يُظهره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كتكبير العيد ونحوه . ولا يكون إلا بلفظ مفهوم وبكلمة لها معنى نحو : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا إله إلا الله ، فهذه أحب الكلام إلى الله ، لا يضرك بأيهن بدأت ، كما قال – عليه الصلاة والسلام – . ومثل : لا حول ولا قوة إلا بالله . ونحو ذلك من الأذكار النبوية المباركة . وأما مجرد ترديد الأسماء الحسنى دون فهم لمعانيها فليس من السنة في شيء فالأصل أن يتعلم المسلم معاني الأسماء الحسنى ، وهو من حفظ أسماء الله ، وكذلك الدعاء بها ، والعمل بمقتضاها كل ذلك مطلوب في الأسماء الحسنى . وبالنسبة لقراءة سورة ( يس ) جماعة ، أو قراءة القرآن عموما ، فإن كان للحفظ فلا حرج في ذلك ، وإن كانت مجرد قراءة فهي بدعة محدثة كما نص على ذلك الإمام مالك – رحمه الله – . علما أنه لم يثبت حديث في فضل سورة ( يس ) وفقنا الله وإياك للتمسك بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية |
الساعة الآن 04:54 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى