"الواو لا تفيد إلا مطلق الجمع" فكيف بوب البخاري باب العلم قبل القول والعمل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ بوب البخاري "باب العلم قبل القول والعمل " واستدل بقوله تعالى :" فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. السؤال : من المقرر عند أهل اللغة كما ذكره ابن هشام في المغني والشذور : " أن الواو لا تفيد إلا مطلق الجمع " ، فكيف نوجه الآية على ما ذكره الإمام البخاري رحمه الله ، وكيف يصح استدلاله؟ وجزاكم الله خيراً الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا قد يكون قد نَظَر رحمه الله إلى أن ترتيب الألفاظ في القرآن مقصود ، مثل : تقديم السماوات على الأرض في الذّكْر غالبا ، مع تقدّم خَلْق الأرض قبل السماوات . ومثله تقديم المال على النفس في الجهاد . وتقديم الليل على النهار .. وغير ذلك . وهذا فنّ قد اعتنى به العلماء . وسَبَب التَّقْدِيم والتَّأخِير " إمَّا لِكَون السِّيَاق في كُلّ مَوْضِع يَقْتَضِي مَا وَقَع ... وإمَّا لِقَصْد البَدَاءة بِه والْخَتْم بِه للاعْتِنَاء بِشَأنِه ... وإمَّا لِقَصْد التَّفَنُّن في الفَصَاحَة ، وإخْرَاج الكَلام عَلى عِدَّة أسَالِيب " كما قال السيوطي . قال : وقد ألَّف فيه العلامة شمس الدين بن الصائغ كِتَابه "المقدِّمَة في سِرّ الألْفَاظ الْمُتَقَدِّمة" ، قال فيه : الْحِكْمَة الشَّائعَة الذَّائعَة في ذَلك الاهْتِمَام كما قال سِيبَويه في كِتَابِه ، كأنَّهم يُقدِّمون الذي بَيَانه أهَمّ ، وهُم بِبَيَانِه أعْنَى . أمَّا أسْبَاب التَّقْدِيم والتَّأخِير فَيَرَى السّيوطي أنها تَدُور عَلى عَشَرة أسْبَاب : 1 – التَّبَرُّك ، كَتَقْدِيم اسْم الله في الأمُور ذَوات الشَّأن . 2 – التَّعظِيم . 3 – التَّشْرِيف . 4 – الْمُنَاسَبَة ؛ وهي إمَّا مُنَاسَبة الْمُتَقَدِّم لِسِيَاق الكَلام ، وإمَّا مُنَاسَبَة لَفْظ هو مِن التَّقدّم أو التَّأخُّر . 5 – الْحَثّ عليه والْحَضّ على القِيام بِه حَذَرًا مِن التَّهَاون به ، كَتَقْدِيم الوَصِيَّة على الدَّين . 6 – السَّبْق ، وهو إمِّا في الزَّمَان باعْتِبَار الإيجاد ، كَتَقْدِيم الليل على النَّهار ، والظُّلُمَات على النُّور ، وآدَم على نُوح ... أو باعْتِبَار الإنْزَال ، أو باعْتِبَار الوُجُوب والتَّكْلِيف ، أو بالذَّات . 7 – السَّبَبِيَّـة ؛ كَتَقْدِيم " العَزِيز " عَلى " الْحَكِيم " ، لأنه عَزَّ فَحَكَم . و"العليم" عليه ؛ لأن الإحْكَام والإتْقَان نَاشِيء عَن العِلْم . وأمَّا تَقْدِيم " الْحَكِيم " عليه في سورة الأنْعَام ؛ فلأنَّه مَقَام تَشْرِيع الأحْكَام . 8 – الكَثْرَة . قِيل : ولهذا قُدِّم السَّارِق على السَّارِقة ؛ لأن السَّرِقة في الذُّكُور أكْثَر . والزَّانِيَة على الزَّاني ؛ لأنَّ الزِّنا فيهن أكْثَر . ومنه تَقْدِيم الرَّحْمَة على العَذَاب ، حيث وَقَع في القُرآن غَالبًا . 9 – التَّرَقِّي مِن الأدْنى إلى الأعْلَى . ومِن هَذا النَّوع تَأخِير الأبْلَغ ، وقد خُرِّج عليه تَقْدِيم " الرَّحمن " عَلى " الرَّحيم " ، و " الرَّءوف " على " الرَّحيم " ، و "الرَّسُول " على " النبيّ " . 10 – التَّدَلِّي مِن الأعْلى إلى الأدْنى . " هذا مَا ذَكَره ابن الصَّائغ ، وزَاد غَيره أسْبابًا أُخَر ؛ مِنها كَوْنه أدَلّ عَلى القُدْرَة وأعْجَب ... ومنها رِعَاية الفَواصِل " . ويُنظر : البُرْهَان في عُلُوم القرآن ، الزَّرْكَشي ، فقد ذَكَر سَبعة أسْباب . والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 08:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى