محب السلف
03-04-2010, 06:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نرجوا من فضيلتكم توضيح معنى شرك التشبيه ؟؟ مع ذكر بعض الأمثلة على ذلك ؟؟؟ وجزاك الله خير الجزاء
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
شرك التشبيه : أن يُشَـبَّـه الله - تعالى - بِشَيء مِن خَلْقِه ، أو يُشبِّـه مخلوقا بالله عزَّ وَجَلّ ، بأن يُضفي عليه شيئا مِن صِفات الله . وأهل السنة يُثبِتون ما أثبتَه الله لنفسه مِن غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل .
قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، لا فِي ذَاتِهِ ، وَلا فِي صِفَاتِهِ ، وَلا فِي أَفْعَالِهِ . وَلَكِنَّ لَفْظَ " التَّشْبِيهِ " قَدْ صَارَ فِي كَلامِ النَّاسِ لَفْظًا مُجْمَلا يُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ ، وَهُوَ مَا نَفَاهُ الْقُرْآنُ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ ، مِنْ أَنَّ خَصَائِصَ الرَّبِّ - تَعَالَى - لا يُوصَفُ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَلا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْء مِنْ صِفَاتِهِ .
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، رَدٌّ عَلَى الْمُمَثِّلَةِ الْمُشَبِّهَةِ ، (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، رَدٌّ عَلَى النُّفَاةِ الْمُعَطِّلَةِ . فَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ ، فَهُوَ الْمُشَبِّهُ الْمُبْطِلُ الْمَذْمُومُ ، وَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ ، فَهُوَ نَظِيرُ النَّصَارَى فِي كُفْرِهِمْ . اهـ .
وقال : الْمَشْهُورَ مِنِ اسْتِعْمَالِ هَذَا اللَّفْظِ عِنْدَ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ الْمَشْهُورِينَ : أَنَّهُمْ لا يُرِيدُونَ بِنَفْيِ التَّشْبِيهِ نَفْيَ الصِّفَاتِ ، وَلَا يَصِفُونَ بِهِ كُلَّ مَنْ أَثْبَتَ الصِّفَاتِ . بَلْ مُرَادُهُمْ أَنَّهُ لا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقَ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ . اهـ .
وقال الشيخ السعدي رحمه الله :
التعطيل معناه سلب الصفات ونفيها عن الله تعالى ...والتكييف معناه : بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات ، فلا يُقال : كيف استوى؟ كيف يده؟ كيف وجهه؟ ونحو ذلك ؛ لأن القول في الصفات كالقول في الذات ، يُحْتَذَى حَذوه ويُقاس عليه ، فكما أن له ذاتًا ولا نَعلم كيفيتها ، فكذلك له صفات ولا نعلم كيفيتها ؛ إذ لا يعلم ذلك إلا هو مع إيماننا بحقيقة فعناها.
وأما التمثيل فمعناه : التشبيه ، فلا يُقال : ذات الله مثل ذواتنا أو شِبْه ذواتنا ، وهكذا ، فلا يُقال في صفاته : إنها مثل صفاتنا أو شِبْه صفاتنا ، بل على المؤمن أن يلتزم قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، و (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) والمعنى : لا أحد يُسَامِيه ؛ أي : يُشَابِهه . اهـ .
ووجه كون التشبيه شِرْكًا : أن الْمُشبِّه إما أن يعبد بَشَرًا أضاف إليه صِفات الله أو بعضها ، أو يعبد صَنَمًا !قال الإمام الخطابي : الْمُشَبِّه يَعْبُد صَنَمًا ، والْمُعَطِّل يَعْبُد عَدَمًا ، والْمُوَحِّد يَعبد إله الأرض والسماء .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن نَفَى عنه ما أثبته لنفسه مِن الصفات كان مُعَطِّلا ، ومَن جعلها مثل صفات المخلوقين كان مُمَثِّلا ، والْمُعَطِّل يَعبُد عَدَمًا ، والْمُمَثِّل يَعْبُد صَنَمًا . اهـ .
وهنا :
استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109
تفويض المعنى ، هل هو مذهب أهل السنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3719
أريد أن أعرف معنى التفويض فى الأسماء والصفات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1135
هل الصفات هي عين الذات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3898
معنى الوَجه في قول النبي صلى الله عليه وسلم "...تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ..."
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3538
مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=4993
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نرجوا من فضيلتكم توضيح معنى شرك التشبيه ؟؟ مع ذكر بعض الأمثلة على ذلك ؟؟؟ وجزاك الله خير الجزاء
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
شرك التشبيه : أن يُشَـبَّـه الله - تعالى - بِشَيء مِن خَلْقِه ، أو يُشبِّـه مخلوقا بالله عزَّ وَجَلّ ، بأن يُضفي عليه شيئا مِن صِفات الله . وأهل السنة يُثبِتون ما أثبتَه الله لنفسه مِن غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل .
قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، لا فِي ذَاتِهِ ، وَلا فِي صِفَاتِهِ ، وَلا فِي أَفْعَالِهِ . وَلَكِنَّ لَفْظَ " التَّشْبِيهِ " قَدْ صَارَ فِي كَلامِ النَّاسِ لَفْظًا مُجْمَلا يُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ ، وَهُوَ مَا نَفَاهُ الْقُرْآنُ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ ، مِنْ أَنَّ خَصَائِصَ الرَّبِّ - تَعَالَى - لا يُوصَفُ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَلا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْء مِنْ صِفَاتِهِ .
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، رَدٌّ عَلَى الْمُمَثِّلَةِ الْمُشَبِّهَةِ ، (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، رَدٌّ عَلَى النُّفَاةِ الْمُعَطِّلَةِ . فَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ ، فَهُوَ الْمُشَبِّهُ الْمُبْطِلُ الْمَذْمُومُ ، وَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ ، فَهُوَ نَظِيرُ النَّصَارَى فِي كُفْرِهِمْ . اهـ .
وقال : الْمَشْهُورَ مِنِ اسْتِعْمَالِ هَذَا اللَّفْظِ عِنْدَ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ الْمَشْهُورِينَ : أَنَّهُمْ لا يُرِيدُونَ بِنَفْيِ التَّشْبِيهِ نَفْيَ الصِّفَاتِ ، وَلَا يَصِفُونَ بِهِ كُلَّ مَنْ أَثْبَتَ الصِّفَاتِ . بَلْ مُرَادُهُمْ أَنَّهُ لا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقَ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ . اهـ .
وقال الشيخ السعدي رحمه الله :
التعطيل معناه سلب الصفات ونفيها عن الله تعالى ...والتكييف معناه : بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات ، فلا يُقال : كيف استوى؟ كيف يده؟ كيف وجهه؟ ونحو ذلك ؛ لأن القول في الصفات كالقول في الذات ، يُحْتَذَى حَذوه ويُقاس عليه ، فكما أن له ذاتًا ولا نَعلم كيفيتها ، فكذلك له صفات ولا نعلم كيفيتها ؛ إذ لا يعلم ذلك إلا هو مع إيماننا بحقيقة فعناها.
وأما التمثيل فمعناه : التشبيه ، فلا يُقال : ذات الله مثل ذواتنا أو شِبْه ذواتنا ، وهكذا ، فلا يُقال في صفاته : إنها مثل صفاتنا أو شِبْه صفاتنا ، بل على المؤمن أن يلتزم قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، و (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) والمعنى : لا أحد يُسَامِيه ؛ أي : يُشَابِهه . اهـ .
ووجه كون التشبيه شِرْكًا : أن الْمُشبِّه إما أن يعبد بَشَرًا أضاف إليه صِفات الله أو بعضها ، أو يعبد صَنَمًا !قال الإمام الخطابي : الْمُشَبِّه يَعْبُد صَنَمًا ، والْمُعَطِّل يَعْبُد عَدَمًا ، والْمُوَحِّد يَعبد إله الأرض والسماء .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن نَفَى عنه ما أثبته لنفسه مِن الصفات كان مُعَطِّلا ، ومَن جعلها مثل صفات المخلوقين كان مُمَثِّلا ، والْمُعَطِّل يَعبُد عَدَمًا ، والْمُمَثِّل يَعْبُد صَنَمًا . اهـ .
وهنا :
استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109
تفويض المعنى ، هل هو مذهب أهل السنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3719
أريد أن أعرف معنى التفويض فى الأسماء والصفات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1135
هل الصفات هي عين الذات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3898
معنى الوَجه في قول النبي صلى الله عليه وسلم "...تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ..."
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3538
مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=4993
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض