المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول الآية " وما يعلم تأويله إلا الله " وابن عباس


محب السلف
11-02-2010, 09:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد

قال ابن عباس في قوله تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله " وأنا ممن يعلم تأويله ، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في أنه لا يوجد في القرآن آية لا يعلمها أحد من أهل العلم

فالسؤال : الحروف المقطعة في أوائل السور مذهب الجمهور أنها من الإعجاز الذي لا يعرف معناه ويرد لله جل وعلا ، فكيف يكون الجمع بين القولين ؟

وجزاكم الله خيراً

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا

أولاً : ابن عباس رضي الله عنهما لم يَدّع أنه يعلم تأويل جميع آيات القرآن ، وإنما عَنى أنه يعلم تأويل مُتشابه القرآن الذي يهلك معه أهل البدع .

روى ابن جرير في تفسيره من طريق ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس - وذُكر عنده الخوارج وما يُلْقَوْنَ عند القرآن - فقال : يؤمنون بمحكمه ، ويَهلكون عند متشابهه ! وقرأ ابن عباس: ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ)، الآية .

وأهل الزيغ هم الذين جاء التحذير منهم في الحديث .

روى البخاري ومسلم من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ ) ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ ؛ فَاحْذَرُوهُمْ .

ثانيا : ما نُسِب في السؤال إلى أهل السنة والجماعة ليس صحيحا ، فأهل السنة يقولون بِقول ابن عباس رضي الله عنهما في أن القرآن على أربعة أقسام .

روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن ابن عباس قولَه : تَفْسِير القُرآن على أرْبَعَة وُجُوه : تَفْسِيرٌ تَعْلَمه العُلَمَاء ، وتَفْسِيرٌ تَعْرِفُه العَرَب ، وتَفْسِيرٌ لا يُعْذَر أحَد بِجَهَالَته - يَقول : مِن الْحَلال والْحَرَام - وتَفْسِيرٌ لا يَعْلَم تَأويلَه إلاَّ الله ، مَن ادّعَى عِلْمه فهو كَاذِب .

ثالثا : طريقة أهل السنة أنهم يؤمنون بِمُحْكَم القرآن ويَردّون المتشابِه إلى الْمُحْكَم ، فيظهر لهم الحق .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد