المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سمع المنادي للصلاة ولم يذهب للمسجد صلى بالبيت هل تقبل صلاته؟


راجية العفو
11-02-2010, 04:13 PM
وما قولكم
في شخص سمع المنادي للصلاة ولم يذهب إلى المسجد وإنما صلى صلاته في البيت
في هذه الحالة هل تقبل صلاته ؟

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

أعانك الله .

مَن سَمِع الـنِّداء فلم يُجِب الـنِّداء ، وكان ممن يلزَمه إجابة الـنِّداء ، فقد عرّض نفسه للإثم العظيم ، وعرّض عِبادته للرَّد وعَدم القَبول .
فقد صحّ في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : مَن سَمِع النداء فلم يُجِب فلا صلاة له إلاَّ مِن عُذر . رواه ابن ماجه والحاكم وابن حبان وغيرهم ، وصححه الألباني .
قال الإمام الترمذي : قال بعض أهل العلم : هذا على التغليظ والتشديد ولا رخصة لأحد في ترك الجماعة إلا من عذر .

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لَم يأذن ولم يُرخِّص لِرجُل أعْمَى أن يتخلّف عن إجابة الـنِّداء ، فكيف بِغيره ؟
ففي صحيح مسلم مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رَجل أعمى فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُرَخِّص له فيُصلي في بيته ، فَرَخَّص له ، فلما ولَّى دَعاه فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ فقال : نعم . قال : فأجب .

وصلاة الرجل في بيته دون عُذر هو من أعمال المنافقين .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : لقد رأيتنا وما يَتخلف عن الصلاة إلاَّ منافق قد عُلِم نفاقه أو مريض ؛ إن كان المريض ليمشي بين رَجُلين حتى يأتي الصلاة . وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّمنا سنن الهدى ، وإنَّ مِن سُنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذّن فيه . رواه مسلم .
وفي رواية له قال : مَن سرّه أن يلقى الله غَدًا مُسْلِمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهنّ ، فإن الله شَرَع لِنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن مِن سُنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يُصَلِّي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سُنة نَبيكم ، ولو تَركتم سُنة نَبيكم لضَللتم ، وما مِن رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يَعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلاَّ كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلاَّ مُنافِق مَعلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يُؤتي به يُهادَى بين الرَّجُلين حتى يُقام في الصف .

وقال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا إذا فَقدنا الإنسان في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن . رواه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان .

فَمَن تَخَلّف عن صلاة الجماعة مِن غير عُذر وكان ممن تلزَمه الجماعة فقد عرّض نفسه لِخَطَر عظيم .
وإذا كان هذا فيمن يتخلّف عن صلاة الجماعة ، فكيف مَن يَترك الصلاة تماما ؟

نسأل الله العافية .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد