المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف اعود كما كنت أريد أن اهتم بدراستى وبالامور الدينيه؟


راجية العفو
11-02-2010, 01:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد،،
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،
فضيلة الشيخ...
أود أن أسأل سؤال ربما يكون محرج لي ولكن لم املك الخيار إلا لأن أسأل هذا السؤال وأتمنى الحصول على الإجابة في اقرب فرصة ممكنة

أنا فتاة عمري 22 سنة طالبة جامعية والحمد لله متميزة في العديد من مجالات الحياة ولدي العديد من الأنشطة والأعمال التطوعية التي تشعرني بالسعادة والرضا ولله الحمد ..

تتلخص مشكلتي أنه في الفترة الأخيرة قد حدثت عدة تطورات حيث إنه تمت خطوبه أقرب صديقة لي وكذلك واحده من قريباتي مما عزز فكرة الزواج في تفكيري .
ففي الفترة الأخيرة لا أعد أستطع لتفكير إلا بهذا الشيء وكيف يمكنني أن أتزوج وأستقر وذلك بسبب مغريات الحياة .
ولله الحمد أنا إنسانة أحاول بقدر المستطاع التمسك بالدين والالتزام بأموره وتجنب نواهيه والبحث عن رضا الله والوالدين ، فلذلك ازدادت الفكرة في بالي فلم أعد أستطع فعل شيء إلا التفكير في الزواج ..
تراجعت في الدراسة وكذلك بعلاقاتي مع صديقاتي والأهل . فلم أعد أستطع التركيز في المذاكرة ولا أريد أن أقابل صديقتي حتى لا تحكي لي عن قصص الزواج فيزداد تفكيري .. وإلى آخره

فماذا تنصحوني فضيلتكم لكي أنسى هذا الشيء ولكي أعيش حياة هانئة حيث بدأت حياتي تصبح جحيما ولم أعد أستطيع النوم ..
والبكاء ملأ عيني ..
في كل ليلة أريد أن أعود كما كنت أريد أن أهتم بدراستي وبالأمور الدينية وحتى لا يكون الزواج الشغل الشاغل بالنسبة لي إنما كوسيلة لكي أحقق رضا الله
وإن لم يتم لا سمح الله أن لا يسبب لي مشاكل في حياتي المستقبلية

جزاكم الله خيرا

وعذرا على الإطالة

وشكرا


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وأسأل الله لنا ولك العون والتوفيق .

أولاً : يُحاول الشيطان الدخول على الإنسان مِن الْمنافِذ الضعيفة ، والـثَّغَرَات القَاتِلة لدى الإنسان ، لِيَصُدّه عن الوصول إلى ما عند الله والدار الآخرة ، فإن لم يستطع أن يَصُدَّه بالكلِّـيَّـة حاول إضعاف سَيْرِه ، والقُعُود به عن العَمل .
قال ابن القيم : الشَّيْطَان يَشُمّ قَلْب العَبْد ويَخْتَبِره . اهـ .
ونَقَل عن بَعض السَّلَف قوله : مَا أمَرَ الله بأمْر إلاَّ وللشَّيْطَان فيه نَزْغَتان : إمَّا إلى تَفْرِيط وإمَّا إلى مُجَاوَزَة ، وهي الإفْرَاط ، ولا يَبَالِي بِأيّهِما ظَفِر ؛ زِيَادَة أوْ نُقْصَان .

ثانيا : " الـنَّفْس إن لم تشغلها بالحق شَغلتك بالباطل " كما قال ابن القيم .
و " الـنَّفْس حَرُون خَدَّاعة " كما قال ابن الجوزي .
فأشغلي نفسك بالحق تنشغل عما أنت فيه .
وحاولي أن لا تستطردي مع حديث الـنَّفْس ، ولا تَسْتَرْسِلي مع وساوس الفِكْر !
واعلمي أنّ الْمُسْتَعجَل قد يَكون فيه العَطَب ، ولعل الْخِيرة في التأخير .
وهذا المعنى كنت قد أشرُت إليه هنا :
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/277.htm

ثالثا : إذا ما ضاق بك الأمر فالْجَئي إلى الله ، ثم عليك بِدُعاء الغَمّ الذي علّمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمّـتِـه ، فقال عليه الصلاة والسلام : ما أصاب أحدًا قط هَمّ ولا حُزن ، فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك . أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو اسْتَأثَرْتَ به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونُور صدري ، وجَلاء حزني ، وذَهاب هَمّي ؛ إلا أذهب الله هَمَّـه وحُزنه ، وأبدله مكانه فَرَجًا . فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها . رواه الإمام أحمد .

وعليك عند الهم والغَمّ بِقِراءة القرآن .

وانطرحي بين يدي مولاك ، وتضرّعي إليه ، وأكثري مِن الدعاء ؛ أن يُيسِّر الله لك أمْرَك ، وأن يشرح لك صدرك ، وأن يُعينك على نفسك .

وكان الله في عونك .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد