تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم الاستماع إلى أشرطة القصائد الزهدية حيث يغلب عليها المؤثرات الصوتية ؟


محب السلف
16-03-2010, 09:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الاستماع إلى أشرطة بعض المشايخ في القصائد الزهدية حيث يغلب عليها المؤثرات الصوتية والكورال .
وجزاكم الله خيرا
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبارك الله فيك .

الحث على الزهد في الدنيا له اصل في الشرع ، وهو غير ما يَفهمه بعض الناس من ترك ما أحلّه الله وأباحه لعباده ، ولكنه ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة ، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية .

فليس من الزهد ترك أكل الطيبات ، ولا لبس الجميل .

فإن سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام - محمد عليه الصلاة والسلام - لم يُعرض عليه طعام أو لباس وتَرَكه تزهّداً ، وهو عليه الصلاة والسلام الأسوة والقدوة .فلم يكن عليه الصلاة والسلام يتكلّف ضد حاله ، فلا يطلب معدوما ولا يردّ موجوداً إلا أن يكون لا يشتهيه أصلا .

وأما بالنسبة للقصائد الزهدية فالقصد منها أصلاً ترغيب القلوب في الدار الآخرة ، والحثّ على عدم التعلّق بالدنيا ، أما أن تُصحب بمؤثِّرات صوتية وغيرها فقد أصبح القصد منها السماع وحده ، أو السماع والتلذّذ بالصوت الحسن .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن أكثر مِن سَمَاع القصائد لِطَلب صلاح قَلبه ، تَنقص رَغبته في سماع القرآن ، حتى ربما كَرِهه ، ومَن أكثر مِن السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها ، لا يبقى لِحَجّ البيت الحرام في قلبه مِن المحبة والتعظيم ما يكون في قلب مَن وَسعته السُّنة ، ومن أدمَن على أخذ الحكمة والآداب مِن كلام حكماء فارس والروم ، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع ، ومن أدمَن قصص الملوك وسيرهم؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام ، ونظير هذا كثير . اهـ .

ولا يجوز استعمال مؤثِّرات صوتية في القصائد والأناشيد ، أعني المؤثِّرات التي تُعطي نغمات موسيقية ، كجهاز " السامبلر " وغيره .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض