المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما تفسير الآية"قال رب أني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا "


راجية العفو
28-02-2010, 04:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضلة الشيخ هل صحيح أن تفسير الآية الكريمة تدل على هذا
قال تعالى: ( قال رب أني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا " هذه الآية تشير إلى أهمية دور العظام في إنجاب الأطفال والقوة وكمال الصحة وكان يظن الأقدمون أن العظام هي فقط دعامات صلبة لها دور في حفظ توازن الإنسان ولا كساء اللحم ، إلا أن الطب الحديث أثبت أن للعظام دورا مباشر الإنجاب الأطفال كما جاء في القرآن الكريم ، وله أدوار أخرى منها:
- يصنع ملايين الكريات الحمراء والبيضاء يوميا
- يخزن المواد الغذائية الزائدة عن حاجة الجسم فيعيد استعمالها إلى وقت الحاجة.
- يحتوي على الكثير من المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور... وذلك لكي ينظم ضربات القلب وحركة العضلات.
م ن ق و ل
كتاب الموسوعة العلمية في الإعجاز القرآني د سمير عبد الحليم
جزاك الله خيراً

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

ما ذُكِر عن أهمية العظام صحيح ، وأما ما يتعلّق بالآية فلو قيل بعكس ذلك ربما كان له حظّ من النظر ؛ لأن الله قال في خَبَر نَبِيِّه زكريا عليه الصلاة والسلام : (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) .

فهو يُخبر عن حاله بأن عظامه ضعُفَتْ ، ورأسه اشتعل شيبا ، وهو مع ذلك يرجو أن يُرزق بالذرية الصالحة .
وهذا خَبَر عن حاله بعد الكِبَر .
وإنما خصّ العظم لأن ضعفه دالّ على عموم الضعف .
قال الزمخشري : وإنما ذَكَر العظم ؛ لأنه عمود البدن ، وبه قوامه ، وهو أصل بنائه ، فإذا وَهن تداعى وتساقطت قوّته ، ولأنه أشدّ ما فيه وأصلبه ، فإذا وَهن كان ما وراءه أوهن . اهـ .

وقال ابن كثير : (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ) ، أي : ضَعُفت وخَارَتْ القُوى ، (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) ، أي : اضطرم المشيب في السواد ... والمراد مِن هذا : الإخبار عن الضعف والكِبَر ، ودلائله الظاهرة والباطنة . اهـ .

وقاال ابن عاشور : ووصَف مِن حاله ما تشتد معه الحاجة إلى الولد حالاً ومآلاً ، فَكَان وَهْن العظم وعموم الشيب حالاً مقتضيًا للاستعانة بالولد ، مع ما يقتضيه من اقتراب إبان الموت عادة ... والوهن : الضعف . وإسناده إلى العَظم دون غيره مما شمله الوَهن في جسده لأنه أوجز في الدلالة على عموم الوهن جميع بدنه ؛ لأنّ العظم هو قوام البدن ، وهو أصلب شيء فيه فلا يبلغه الوهن إلاّ وقد بلغ ما فوقه . اهـ .

وقد يُستروح منه ما أشير إليه في السؤال ، حيث ذَكَر أن عظامه ضعُفت وشاب رأسه وامرأته عاقر .
وسبق :
لماذا تعجّب زكريا عليه السلام من إجابة دعوته ؟

http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=38

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد