المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال بني اسرائيل لموسى: (هل ينام ربك؟) في تفسير ابن أبي حاتم؟


*المتفائله*
28-02-2010, 11:06 AM
هل صح سؤال بني اسرائيل لموسى: (هل ينام ربك؟) في تفسير ابن أبي حاتم؟
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
كيف حالك شيخنا؟
وقفت في تفسير ابن أبي حاتم على هذه الرواية:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، ثنا الأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاس"أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالُوا: يَا مُوسَى هَلْ يَنَامُ رَبُّكَ ؟ قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ. فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا مُوسَى سَأَلُوكَ هَلْ يَنَامُ رَبُّكَ، فَخُذْ زُجَاجَتَيْنِ بِيَدَيْكَ، فَقُمِ اللَّيْلَ فَفَعَلَ مُوسَى فَلَمَّا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ ثُلُثٌ، نَعَسَ، فَوَقَعَ لِرُكْبَتَيهِ، ثُمَّ انْتَعَشَ، فَضَبَطَهُمَا حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ، نَعَسَ، فَسَقَطَتِ الزُّجَاجَتَانِ فَانْكَسَرَتَا، فَقَالَ: يَا مُوسَى: لَوْ كُنْتُ أَنَامُ. لَسَقَطَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، فَهَلَكْنَ كَمَا هَلَكَتِ الزُّجَاجَتَانِ بِيَدَيْكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ".
فلما اسقصيت حال هذا الراوي
وهو جعفر بن أبي المغيرة :روى له البخارى فى الأدب، وابن ماجه فى التفسير، والباقون سوى مسلم، وروى له أبو جعفر الطحاوى.
وثقه الإمام أحمد (نقله عنه ابن حبان),
ووثقه أبو حفص بن شاهين،
وقال الذهبي في تاريخ الاسلام: " كان صدوقا "،
وقال ابن حجر في التقريب: "صدوق يهم "
وذكره ابن حبان في الثقات
ولكن قد تكلم ابن منده في روايته بالأخص عن سعيد ابن جبير فقال: ليس بالقوي في سعيد بن جبير,
وقد روى هذا الحديث عن سعيد
فما رأي فضيلتكم في وجه تضعيفه؟ أهو قوي؟
ولو فرضنا صحته فهل هذا يعد مما أخذه ابن عباس عن أهل الكتب لاسيما ولم يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) أم يعد في أسباب النزول؟
وجزاكم الله خيراً


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وأنا بخير ، أحمد الله وأثني عليه .

هذا الأثر رواه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما . كما ذكر السيوطي في الدر المنثور .

ويتسمح العلماء في التفسير ما لا يتسمّحون في أحاديث الأحكام .
ولذلك قال قال ابن القيم عن حديث في إسناده " درّاج " :
لكنّ دَرّاجًا أبا السمح الذي = فيه يُضَعِّفه أولـو الإتقـان
هذا وبعضهم يُصَحِّح عنه في = التفسير كالمولود مِـن حِبّان
فحديثه دون الصحيح وإنـه = فوق الضعيف وليس ذا إتقان

وعلى هذا فرواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير مقبولة في التفسير .

وهذه الرواية مما يُحكَى عن بني إسرائيل .

وأما كون القصة هي سبب نزول الآية فلا يثبت ؛ لأن الخبر عن موسى ونزول الآية على محمد عليهما الصلاة والسلام .

بخلاف ما لو وَرَدَت قصة عن موسى في القرآن ، أو حدّث بها النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل القرآن بشأن تلك القصة .

ويُراد أحيانا بقولهم : ( فَنَزَلت الآية ) أي : أن الآية نَزَلت في مثل ذلك ، أو أن الآية تتضمّن مثل ذلك .

والله أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد