المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقة تلاوة منتشرة عند السودانيين اسمها "خلــوة خرسي"


ناصرة السنة
27-02-2010, 05:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم حياك الله وبيــاك وجعل الفردوس الأعلى مثواك
أود أن أستفســر عن تــلاوة لأول مرة أسمع بها وهي منتشــرة عند الســودانيين
واسمها "خلــوة خرسي" ويقــرأ بها شيخ معــروف عندهم باسم الزيــن وهذا الشيخ بحثت عنه ووجـــدت له تــلاوة تشبه الغنـــــاء الإفريقي .
أرجو الإطلاع عليها من الرابط التالي
http://alzain.sd/
واستفساري هو هل هذه التلاوة معتمدة عند أهل السنة والجماعة ؟
ورأي فضيلتك بتلاوة هذا القارئ بعد الاستماع لها في الرابط أعلاه
جزاكم الله خيرا ووفقنا وإيـــاكم لما يحبه ويرضاه
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لم أسمعها ، ولم أسمع بها !
والقراءة بالألحان بِدعة .
فقد سئل الإمام أحمد عن القرآن بالألحان فقال : بدعة لا تُسمَع .
وسُئل عن القراءة بالألحان فقال : هو بدعة ومُحدَثة . قيل له : تكرهه يا أبا عبد الله ؟ قال : نعم ، إلاّ ما كان مِن طَبع ، كما كان أبو موسى الأشعري ، فأما من تعلمه ، فألحان مكروهة .
وقال الأثرم : سألت أبا عبد الله [الإمام أحمد] عن القراءة بالألحان فقال : كل شيء مُحدَث فإنه لا يُعجبني إلاّ أن يكون صوت الرجل لا يتكلّفه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : نَدَب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَحْسِين الصَّوْت بِهِ وَقَالَ : زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ . وَقَالَ لأبي مُوسَى : لقد مَرَرْت بك البارحة وَأَنت تقْرَأ ، فَجعلت أستمع لقراءتك ، فَقَالَ : لَو علمت أَنَّك تستمع لَحَبّرته لَك تحبيرا .
وَكَانَ عُمر يَقُول : يَا أَبَا مُوسَى ذَكّرنَا رَبنَا ، فَيقْرَأ أَبُو مُوسَى وهم يَسْتَمِعُون .
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : مَا أذن الله لشيء كأذَنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويجهر بِهِ .
وَقَالَ : لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مِن صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته .
وَمَعَ هَذَا ، فَلا يسوغ أَن يُقْرَأ الْقُرْآن بألحان الْغناء ، وَلا أَن يُقْرَن بِهِ مِن الألحان مَا يُقرن بِالْغنَاءِ مِن الآلات وَغَيرهَا لا عِنْد من يَقُول بِإِبَاحَة ذَلِك وَلا عِنْد مَن يُحَرِّمه ، بل الْمُسلمُونَ مُتَّفِقُون على الإِنْكَار لأَن يُقْرَن بتحسين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ الآلات المطربة بالفَم كالمزامير ، وباليَد كالغرابيل . اهـ .

والعلماء ينهون عن قراءة القرآن بالألحان .

قال ابن القيم : قالت طائفة: تكره قراءة الألحان ، وممن نصّ على ذلك : أحمد ومالك وغيرهما، فقال أحمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الألحان : ما تعجبني ، وهو مُحْدَث . وقال في رواية المروزي : القراءة بالألحان بِدْعة لا تسمع ، وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب : قراءة الألحان بدعة ..
وروى ابن القاسم عن مالك ، أنه سُئل عن الألحان في الصلاة ؟ فقال : لا تعجبني ، وقال : إنما هو غناء يَتَغَنَّون به ليأخذوا عليه الدراهم ! وممن رُويت عنه الكراهة : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، والقاسم بن محمد ، والحسن ، وابن سيرين ، وإبراهيم النخعي .
وقال عبد الله بن يزيد العكبري : سمعت رجلا يسأل أحمد : ما تقول في القراءة بالألحان ؟ فقال : ما اسمك ؟ قال : محمد . قال : أيَسُرّك أن يُقال لك : يا مُوحَمَّد ممدودا ؟! قال القاضي أبو يعلى : هذه مُبالغة في الكراهة . وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي : أوصى إليّ رجل بوصية ، وكان فيما خَلَّف جارية تقرأ بالألحان ، وكانت أكثر تركته أو عامتها ، فسألت أحمد بن حنبل والحارث بن مسكين ، وأبا عبيد ، كيف أبيعها ؟ فقالوا : بِعْها ساذجة ، فأخبرتهم بما في بَيعها مِن النقصان ، فقالوا : بعها ساذجة . قال القاضي : وإنما قالوا ذلك ؛ لأن سماع ذلك منها مَكْرُوه ، فلا يجوز أن يُعَاوَض عليه كالغناء . اهـ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : لأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يَرِيه خير من أَن يمتلئ شعرًا . فَذَمّ الممتلئ بالشعر الَّذِي لم يسْتَعْمل بِمَا يُوجب الإِيمَان وَالْعَمَل الصَّالح وَذِكْر الله كثيرا ، وَلم يذم الشّعْر مُطلقًا ، بل قد يُبين معنى الحَدِيث مَا قَالَه الشَّافِعِي : الشّعْر كَلام ؛ فحسنه كحسن الْكَلام ، وقبيحه كقبيحه . هَذَا قَوْله فِي الشّعْر مَعَ قَوْله فِي التغبير .
ليبين أَن إِبَاحَة أَحدهمَا غير مستلزمة الآخر .
وَأما قَوْله : (فَإِذا جَازَ سماعهَا بِغَيْر الألحان الطّيبَة فَلا يتَغَيَّر الحكم بِأَن تسمع بالألحان الطّيبَة ) هَذَا ظَاهر مِن الأَمر ، فَإِن هَذِه حجَّة فَاسِدَة جدا ، وَالظَّاهِر إِنَّمَا هُوَ عكس ذَلِك ، فَإِن نفس سَماع الالحان مُجَردا عَن كَلام يحْتَاج إِلَى ان تكون مُبَاحَة مَعَ انفرادها ، وَهَذَا من أكبر مواقع الـنِّزاع فَإِن أَكثر الْمُسلمين على خلاف ذَلِك ، وَلَو كَانَ كل مِن الشّعْر أَو التلحين مُبَاحا على الانْفِرَاد لم يلْزم الإِبَاحَة عِنْد الاجْتِمَاع إِلاَّ بِدَلِيل خَاص ، فَإِن التَّرْكِيب لَهُ خَاصَّة يتَعَيَّن الحكم بهَا .
وَهَذِه الْحجَّة بِمَنْزِلَة حجَّة من قَالَ : إِن خبر الْوَاحِد إِذا لم يُفِد الْعلم عِنْد انْفِرَاده لم يُفِد الْعلم مَعَ نَظَائِره وَمَعَ الْقَرَائِن ، فَجَحَد الْعلم الْحَاصِل بالتواتر .
وبِمَنْزِلة مَا يُذكر عَن إِيَاس بن مُعَاوِيَة أَن رجلا قَالَ لَهُ : مَا تَقول فِي المَاء ؟ قَالَ : حَلال . قَالَ : وَالتَّمْر ؟ قَالَ : حَلال . قَالَ : فالنبيذ مَاء وتمر !
فَقَالَ لَهُ إِيَاس بن مُعَاوِيَة : أَرَأَيْت لَو ضربتك بِكَفٍّ مِن تُرَاب ، أَكنت أَقْتلك ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَإِن ضربتك بِكَفّ مِن تِبْن ، أَكنت أَقْتلك ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَإِن ضربتك بِمَاء ، أَكنت أَقْتلك ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَإِن أخذت المَاء والتبن وَالتُّرَاب فَجَعَلتهمَا طينا وَتركته حَتَّى جَفّ وضربتك بِهِ ، أَقْتلك ؟ قَالَ : نعم . فَقَالَ : كَذَلِك النَّبِيذ . يَقُول : إِن الْقَاتِل هُوَ الْقُوَّة الْحَاصِلَة بالتركيب ، والمفسد لِلْعَقْلِ هُوَ الْقُوَّة المسكرة الْحَاصِلَة بالتركيب .
وَكَذَلِكَ هُنَا : الَّذِي يسكر النُّفُوس ويلهيها ويَصدّها عَن ذِكر الله وَعَن الصَّلاة ، قد يكون فِي التَّرْكِيب وَلَيْسَت الأَصْوَات المجتمعة فِي استفزارها للنفوس وإزعاجها ، إِمَّا بنياحة وتحزين ، وَإِمَّا بإطراب وإسكار ، وَإِمَّا بإغضاب وحَمِيّة ، بِمَنْزِلَة الصَّوْت الْوَاحِد .
وَهَذَا الْقُرْآن الَّذِي هُوَ كَلام الله ، وَقد نَدَب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَحْسِين الصَّوْت بِهِ وَقَالَ زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ . وَقَالَ لأبي مُوسَى : لقد مَرَرْت بك البارحة وَأَنت تقْرَأ ، فَجعلت أستمع لقراءتك ، فَقَالَ : لَو علمت أَنَّك تستمع لَحَبّرته لَك تحبيرا .
وَكَانَ عُمر يَقُول : يَا أَبَا مُوسَى ذَكّرنَا رَبنَا ، فَيقْرَأ أَبُو مُوسَى وهم يَسْتَمِعُون .
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : مَا أذن الله لشئ كأذنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويجهر بِهِ .
وَقَالَ : لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ من صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته .
وَمَعَ هَذَا ، فَلا يسوغ أَن يُقْرَأ الْقُرْآن بألحان الْغناء ، وَلا أَن يُقْرَن بِهِ مِن الألحان مَا يُقرن بِالْغنَاءِ مِن الآلات وَغَيرهَا لا عِنْد من يَقُول بِإِبَاحَة ذَلِك وَلا عِنْد مَن يُحَرِّمه ، بل الْمُسلمُونَ مُتَّفِقُون على الإِنْكَار لأَن يُقْرَن بتحسين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ الآلات المطربة بالفَم كالمزامير ، وباليد كالغرابيل .
فَلَو قَالَ قَائِل : النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد قَرَأَ الْقُرْآن ، وَقد استقرأه من ابْن مَسْعُود ، وَقد اسْتمع لقِرَاءَة أبي مُوسَى ، وَقَالَ : لقد أُوتى مِزْمَارًا من مَزَامِير دَاوُد . فَإِذا قَالَ قَائِل إِذا جَازَ ذَلِك بِغَيْر هَذِه الألحان ، فَلا بِتَغَيُّر الحكم بِأَن يسمع بالألحان ؛ كَانَ هَذَا مُنْكرا من القَوْل وزورا باتِّفاق النَّاس . اهـ .

وهنا :
ما حكم التلاوة على ما يسمى بالمقامات السبعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=3016


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض