المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلة التفكر أثناء قراءة القرآن هل تبطل الثواب ؟


ناصرة السنة
27-02-2010, 04:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجزل الله ثوابكم وضاعف أجركم بغير حساب شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم ..
نسأل الله أن يبارك فيكم ويجزيكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء
اللهم آمين ..
سؤالي جزاكم الله خير ..
ما حكم قراءة القرآن مع ضعف التفكر إما بسبب السرعة في التلاوة أو بسبب التعب هل تنعدم فيها الحسنات ؟ وهل صحيح أن أجر الحرف الواحد في رمضان يصل إلى 700 حسنة ؟
وبارك الله فيكم ورزقنـا وإياكم الدرجات العلا من الجنة
اللهم آمين ..

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

المضاعفة إلى سبعمائة ضِعف لا تختص بشهر رمضان ، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كُلّ عَمَل ابن آدم يُضاعَف الحسنة عَشْر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به . رواه البخاري ومسلم واللفظ له .

وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا أسْلَم العبد فَحَسُن إسلامه يُكَفِّر الله عنه كل سيئة كان زَلَفَهَا ، وكان بعد ذلك القصاص ؛ الحسنة بِعَشْر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسيئة بمثلها إلاَّ أن يتجاوز الله عنها . رواه البخاري .

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قوله عليه الصلاة والسلام : عن ربه تبارك وتعالى قال : إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك ؛ فَمَن هَمّ بِحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هَمّ بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هَمّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هَمّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة . رواه البخاري ومسلم .

وقارئ القرآن مأجور ، سواء تفكّر فيما يقرأ أو لم يتفكّر ، فإن ثواب القراءة مُرتَّب على القراءة ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛ لا أَقُولُ " الم " حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ . رواه الترمذي .
وفي الحديث الآخر : مَن سَرَّه أن يَعلم أن يحب الله ورسوله فليقرأ في الْمُصْحَف . رواه البيهقي في شُعب الإيمان .

إلاّ أن قراءة القرآن بِتفكّر أعظم في الأثر وأعظم في الأجر .

قال رجل لابنِ مسعود رضي الله عنه : إني لأقرأ المفصَّل في ركعة . فقال له عبد الله : هَذًّا كَهَذِّ الشِّعر ؟ إن مِن أحسن الصلاة الركوع والسجود ، ولَيَقْرَأن القرآن أقوام لا يجاوز تراقيهم ، ولكنه إذا قرأه فَرَسَخ في القلب نَفَع . رواه الإمام أحمد .

قال ابن القيم رحمه الله : الأفضل في وقت قراءة القرآن : جَمْعِيَّة القلب والهمة على تدبره وتفهمه ، حتى كأن الله تعالى يخاطِبك به ، فتجمع قلبك على فهمه وتدبره ، والعزم على تنفيذ أوامره أعظم مِن جَمعية قَلْب مَن جاءه كتاب مِن السلطان على ذلك .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد