المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لا يهتمون بالقرآن وهو أشرف الكلام؟


*المتفائله*
26-02-2010, 09:18 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد...
فإن لدي سؤال أرجوا منكم إفادتي بما تعرفونه ...... لماذا يتجه طلاب العلم _ الكثير منهم _ إلى طلب العلوم من فقه وتفسير وعقيدة وترى أحدهم لا يتقن أحكام تجويد القرآن الكريم فترى لحونا جلية وخفية بل حتى مدرسو القرآن الكريم في المدارس والله إن أكثر من مدرس لدينا في الثانوية من مدرسو التفسير والفقه لا يجيدون التلاوة أنفسهم وهم يدرسون القرآن الكريم وقد يرد بعض الأحيان على الطلاب ردا خاطئا بل أخبرني من أثق به - وتوثيق الثقة مقبول عند علماء الحديث - أنه عندما كان في الابتدائية كان مدرس القرآن يجعلهم يقرؤون بعكس ترتيب الآيات أي من آخر السورة إلى أولها فأرجوا من إخوتي أن يردوني بما يشفي الغليل العليل وجزاكم الله الخير الكثير .





http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب

وجزاك الله خيرا

أولا : ليس هذا حُكما عاما ، ولله الحمد ، فإننا شاهدنا ونُشاهِد مِن مُدرِّسي القرآن من هم أكفاء ، ومن هم أكثر إتقانا .
ولا ينبغي تعميم الْحُكْم ؛ لأن فيه ظُلما للكثرة .

وقد يُوجَد من هو ليس أهلا لتدريس القرآن ، ويُوجَد من لا يُتقِن التجويد ، فهو جاهل ولا يَدري أنه جاهل ، بل قد يَكون يشعر بشيء مِن التقصير ولكنه لا يسعى لتصحيح ما وقع فيه ، ولا القراءة على شيخ مُتقِن .
وأعرف شخصين كلاهما خريج دراسات قرآنية ، أحدهما يلحن لحونا جلية ، والآخر مُتقِن ، وهما من دفعة واحدة ، إلا أن الذي لا يلحن يُراجِع ويقرأ على غيره ويستمع إلى قراءات القراء المتقنين .
وما يكون من عيوب وأخطاء سببه ضعف مُخرَجات التعليم ، وتعاطُف بعض الأساتذة وبعض الأقسام مع الطلاب ، بل والتساهل في تدريس القرآن في الجامعات والكليَّات .

وكذلك ضعف الاهتمام بالقرآن في البيوت .
وكيف يُرجَى الاهتمام بالقرآن في بيوت تملأها الفضائيات والْمَجَّلات الهابطة ؟
ضِدّان لا يجتمعان !

وأما القراءة بتنكيس الآيات فهي طريقة لبعض الأعاجم يقرؤون بها لترسيخ الحفظ ، إلا أنه لا يجوز أن يُقرأ بها ، لأن ذلك يتضمّن إذهاب الإعجاز ، والإخلال بالمعاني .

ثانيا : للفائدة :
عِلْم الجرح والتعديل انقطع من القرن الرابع .
وتوثيق الثقة غير مقبول عند جماهير الْمُحدِّثِين ، وقد نصّ على ذلك ابن الصلاح في " الْمُقدِّمَة " وتبعه العراقي في " التقييد والإيضاح " ، ورجّحه ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " والقاسمي في " قواعد التحديث " ، فقالوا عن الراوي وتوثيق الثقة : إن كان لا يَروي إلاَّ عن ثِقة فتوثيق ، وإلاَّ فلا . والصحيح أنه لا يكون توثيقاً له ، حتى ولو كان ممن يَنُصّ على عدالة شيوخه . ولو قال : " حدثني الثقة " ، لا يكون ذلك توثيقاً له على الصحيح ، لأنه قد يكون ثقة عنده ، لا عند غيره ، وهذا واضح . اهـ .

هذا إذا عُرِف الْمُوَثِّق ، فكيف إذا جُهِل الْمُوثِّق والْمُوثَّق ؟!

والله تعالى أعلم .



.المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد