المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حُكم لعن الشخص المعيّن


محب السلف
09-02-2010, 09:15 PM
السلام عليكم
يعطيك العافية شيخنا لو تسمح بهذا السؤال، حكم لعن صدام حسين ، الموضوع متضخم عندنا في الجامعة. حبيت أسأل
و سامحنا على الازعاج
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب

هذه المسألة تندرج تحت مسألة لعن الـمُـعـيّن
وهي محل خلاف بين أهل العلم

واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله

ويُقصد به أحد معنيين :

1 - الإخبار
2 - الدعاء

وقد فرّق بينهما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول .

فالأول : يجوز في حق من لعنه الله أو من مات على الكفر بالله عز وجل .

والثاني : يجوز في حق من يستحق اللعن .

ويجوز لعن المعيّن إذا كان مُستحقاً لذلك ، وقد دلّت عليه الأدلة ، فمنها :

أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم : يا رسول الله إن لي جارا يؤذيني ، فقال : انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق ، فانطلق فأخرج متاعه ، فاجتمع الناس عليه فقالوا : ما شأنك ؟ قال : لي جار يؤذيني ، فذكرت للنبي صلى الله عليه على آله وسلم فقال : انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق ، فجعلوا يقولون : اللهم العنه ، اللهم أخـزه ، فبلغه فأتاه فقال : ارجع إلى منـزلك فو الله لا أؤذيك . رواه الحاكم في المستدرك والبخاري في الأدب المفرد . وهو حديث صحيح .
فالصحابة رضي الله عنهم أوقعوا اللعن ودعوا به على مُعيّـن ، وهو ذلك الجار الذي آذى جاره .

وقوله عليه الصلاة والسلام : سيكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون على السروج كأشباه الرجال . ينـزلون على أبواب المسـاجد . نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف . اِلْعَنُوهنّ فإنهن ملعونات . رواه الإمامُ احمد وغيره ، وهو حديث صحيح .

ومن ذلك ما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأُتيَ به يوما فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم العنه ! ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله .

فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينههم هنا عن لعن المُعيّن إلا لأنه يُحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وعلى هذا فمن كان أهلاً لِلّعن فيجوز لعنه ، ولكن المؤمن ليس باللعان ولا بالطّعّان .

فقد روى مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه ، فلعنه ، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته ، فقالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .

وقال عليه الصلاة والسلام : إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الإمام أحمد .

وهنا :
هل يجوز لعن المتبرجات أم الأفضل الدعاء لهن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5253

حكم لعن الشيعة والروافض ولعن المعين والحكم بالكفر للجميع
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17454

ما معنى عبارة (الله يلعن جدفك) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11013

والله تعالى أعلى وأعلم

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض

ناصرة السنة
17-03-2010, 10:46 PM
;)السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

سمعت من أحدهم ان اللي يلعن أحد و لا يستحق اللعن تنرد على اللي لعن و لازم يجدد اسلامه؟
فهل هاذه صحيح؟
احنا نعرف اللي يلعن ينطرد من رحمة الله و هاذه اللي أعرفهه , بس شلون يجدد اسلامه؟

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لعن الشخص المعيّن فيه تفصيل ، سبق هنا :
حُكم لعن الشخص المعيّن .
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=470 (http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=470)

ولا شكّ أن لعن المؤمن عظيم ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْر فَهُوَ كَقَتْلِهِ . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : لا تلعن الريح ، فإنها مأمورة ، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رَجَعَت اللعنة عليه . رواه أبو داود والترمذي ، وصححه الألباني .

وفي حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : لعن رُجل دِيكًا صاح عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة . رواه الإمام أحمد . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين ، وقد اخْتُلف في وَصْله وإرساله ، فصحح أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وَصْله ، وقال الدارقطني : المرسل أشبه بالصواب . اهـ .

وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن العبد إذا لَعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء ، فتُغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مَساغًا رَجَعت إلى الذي لُعن ، فإن كان لذلك أهلاً وإلاَّ رَجَعت إلى قائلها . رواه أبو داود ، وحسّنه الألباني .

وليس صحيحا أنّ مَن لَعن شخصًا ليس أهلاً لِلّعن أن عليه أن يُجدد إسلامه .

ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِع رجلاً لَعَن بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا اللاعن بعيره ؟ قال : أنا يا رسول الله . قال : انْزِل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ، لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيَستجيب لكم .

وفي صحيح البخاري من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا ، فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَلْعَنُوهُ ، فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .

ومع ذلك لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة إسلامهم !

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد