المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيع المسلم على بيع أخيه


*المتفائله*
25-02-2010, 11:46 AM
شيخنا الحبيب حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال:

الإخوة في هذا الموقع المبارك موقع طريق الجنة جزاكم الله كل خير
ارجوا ان تردوا على استفساري وامل ان يكون الرد من الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله

أنا رجل تاجر وقد تعبت كثيرا من الموزعين الذين يضاربون في الاسعار وويكون هذا غالبا على حساب جودة البضاعة
واحيانا يضارب في السعر لاجل اخراجك من السوق او لاجل خسارتك او لاجل توزيع بضاعته باي طريقة كانت
كثير ما ابيع لاحد المحلات بالسعر الذي يكفل لي الربح المعقول بحيث احسب قيمة البضاعة وقيمة الشحن وقيمة التالف وقيمة المستودع والعمال واجعل عليها ربح معقول لا يكون زائد ولا يكون مجحفا بحقي

فيأتي شخص اخر يبيع بالسعر الذي يكلفني البضاعة بدون الشحن وبدون الكاليف التي ذكرتها وهذا غالبا غرضه اخراجي من السوق

وياتي اخر ليس عليه التكاليف السابقة فهو بنفسه يوزع الخ وبعد ان انزل لاحد هذه المحلات يقوم بضرب السعر مع العلم انه يفعلها كلما نزلت انا بضاعة في محل ما يأتي هو بعدي وكأنه يتابع حركاتي

وغالبهم يخرج بضاعة بنفس النقش والترتيب ولكن يخفف في الخيوط ويدعي أنها نفسها ولا يمكن للشخص العادي أن يميز إلا إذا دقق فيها

والله ياشيخ لي في هذا العمل سنين ولم اضارب احد من الموزعين واوصي الموزع عندي بذلك
بل انني اذا رأيت في محل ان البضاعة موجوده احاول ان لاانزل نفس البضاعة لاترك له المجال للترزق والمحلات يشهدون لي بذلك
واذا اصر صاحب المحال فاني ابيع بنفس سعر الذي باع به هذا الموزع حتى لا يكون هناك مضاربة

ارجو بيان حكم هذا التصرف

وارجو توجيه رسالة لهؤلاء

جزاكم الله كل خير





http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

وأسأل الله لكم ولأخينا السائل كل عون وتوفيق .

لا يجوز للمسلم أن يبيع على بيع أخيه ، وذلك لِمَا يُسببه ذلك العمل من عداوة وبغضاء وشحناء ، ولذلك لَمَّا نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن أسباب البغضاء أرْدَف ذلك بالأمر بتحقيق الأخوّة بين المؤمنين ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : لا يَبِع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا . رواه البخاري ومسلم .

ونَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عِدّة أمور لِمَا تُسببه من عداوة وشحناء وبغضاء ، وذلك مثل :
الـنَّجَش ، وهو المزايدة والمساومة وهو لا يُريد الشراء .
بيع الرجل على بيع أخيه .
خِطبة الرجل على خطبة أخيه .
ونَهَى عن التنافس غير الشريف .
ونَهى عن سوم الرجل على سوم أخيه ، و " هو أن يكون قد اتفق مالك السلعة والراغب فيها على البيع ولم يعقداه ، فيقول الآخر للبائع : أنا أشتريه . وهذا حرام بعد استقرار الثمن ، وأما السَّوم في السلعة التي تُباع فيمن يَزيد ؛ فليس بحرام" قاله الإمام النووي .
ونَهى عن التدابر والتقاطع والتهاجُر

وأمَر عليه الصلاة والسلام بِترك الناس في غفلاتهم يرزق الله بعضهم من بعض .
وهذا المعنى كنت أشرتُ إليه في مقال بعنوان : دعوا الناس في غفلاتهم
وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/268.htm

وأنت يا أخي مأجور على صبرك ، وعلى عدم مُجاراتهم .
وهم آثمون بِفعلهم ذلك .

ومن يُقابِل الإساءة بالإحسان ، فهو على خير ، وهو مُؤيَّد من الله عزّ وجلّ .
ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ ، فقال : لئن كنت كما قلتَ فكأنما تُسِفهم الْمَلّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دُمْتَ على ذلك . رواه مسلم .
والمـلّ هو الرماد الحار .

والرسالة التي تُوجَّه إلى هؤلاء أن يتّقوا الله في بيعهم وكَسْبِهم ، وان يتّقوا الله في تعاملاتهم ، وأن لا يطلبوا الرزق بِما حرَّم الله ، مِن بيع على بيع ، أو تنافس غير شريف ، أو نَجَش ، ونحو ذلك .
وأن يعلموا أن رزقهم في السماء ، وأن الرزق لا يَزيده حَرْص حريص ، ولا يُنقصه حسد حاسد ، وأن الله هو الرزّاق ذو القوة المتين ، وما عند الله لا يُنال بمعصيته ، ورضا الله لا يُنال بِسِخَطِه .
وليعلم أولئك أنهم وإن اكتسبوا بعض الكسب في بيعهم ذلك ، وبطريقتهم تلك ، أنه لا يُبارَك لهم في ذلك الكسب .

والله أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد