المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يَظن نبي الله يونس عليه السلام أن الله لن يقدر عليه ؟


عبق
09-02-2010, 03:15 PM
شيخنا الكريم رزقك المولى رضــاه ومحبته الى يوم تلقاه
قرأت هذا السؤال في إحدى المنتديات
يقول الله تعالى عن يونس عليه السلام فظن أن لن نقدرعليه وسؤالي كيف يظن نبي أن الله لن يقدر عليه؟
أفتنا جزاك الله الجنة
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

آمين ، وإياك .

أولاً : لا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يظنّ بِنبيّ من الأنبياء ما لا يظُنّ بآحاد المؤمنين .
لأن الأنبياء هم صفوة الله مِن خلقه .
بل إن ذلك الظنّ كُفْر .
قال القرطبي : قيل : معناه اسْتَزَلّه إبليس ووقع في ظنه إمكان ألاَّ يَقْدر الله عليه بمعاقبته . وهذا قول مردود مرغوب عنه ؛ لأنه كفر . اهـ .

ثانيا : ما جاء بخصوص يونس عليه الصلاة والسلام مِن قوله تعالى : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) فهذا حمله العلماء على عِدّة معان ، أشهرها :
ظنّ أن لن نُضيِّق عليه ، وهذا معنى التقدير لُغة ، كما قال تعالى : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَة مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ) ، أي : ومن ضُيِّق عليه في رزقه .
وكما قال تبارك وتعالى : ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) .
فيكون المعنى : ظنّ يونس أن لن نُضيِّق عليه .
المعنى الثاني : هو من القَدَر الذي هو القضاء والْحُكْم ، أي : فَظَنّ أن لن نقضي عليه بالعقوبة .

والمعنى الثالث : إن معنى (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) الاستفهام . وتقديره : أفَظَن ، فَحُذف ألف الاستفهام إيجازا .

ذَكَر هذه الأجوبة القرطبي في تفسيره .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض