المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهات رافضية حول تحريف القرآن


ناصرة السنة
22-02-2010, 12:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المرويات يحتجُّ بها أعداء الإسلام وكذلك الشيعة على وقوع التحريف واللحن والأخطاء اللغوية في مصاحف أهل السنة , وعلى أنَّ الكتاب تصرَّفوا في المصاحف وترتيب السور كما وقع في أثر عثمان الخاص بعدم البسملة في سورة براءة فما الجواب عنها ؟
89 - حدثنا عبد الله قال حدثنا الفضل بن حماد الخيري ، حدثنا خلاد يعني ابن خالد ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن أشعث ، عن سعيد بن جبير قال : آ« في القرآن أربعة أحرف لحن : الصابئون ، والمقيمين ، فأصدق وأكن من الصالحين ، و إن هذان لساحران آ»
91 - حدثنا عبد الله قال حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، حدثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ، إن هذان لساحران ، وعن قوله : والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة وعن قوله والذين هادوا والصابئون فقالت : آ« يا ابن أختي ، هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب آ»
90 - حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن وهب ، حدثنا يزيد قال : أخبرنا حماد ، عن الزبير أبي خالد قال : قلت لأبان بن عثمان : آ« كيف صارت : لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ما بين يديها وما خلفها رفع ، وهي نصب ؟ قال : آ» من قبل الكتاب ، كتب ما قبلها ، ثم قال : ما أكتب ؟ قال اكتب المقيمين الصلاة ، فكتب ما قيل له آ«
88 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو حاتم السجستاني ، حدثنا عبيد بن عقيل ، عن هارون ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة الطائي قال : لما أتي عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأي فيه شيئا من لحن فقال : آ« لو كان المملي من هذيل ، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا آ»
88 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو حاتم السجستاني ، حدثنا عبيد بن عقيل ، عن هارون ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة الطائي قال : لما أتي عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأي فيه شيئا من لحن فقال : آ« لو كان المملي من هذيل ، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا آ»
86 - حدثنا عبد الله قال حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عمران بن داود القطان ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم الليثي ، عن عبد الله بن فطيمة ، عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان رضي الله عنه : آ« في القرآن لحن وستقيمه العرب بألسنتها آ» حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عمران بن داود القطان ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم الليثي ، عن عبد الله بن فطيمة ، عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : آ« إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها
85 - حدثنا عبد الله قال حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا بكر [ يعني ابن بكار ] قال : حدثنا أصحابنا ، عن أبي عمرو ، عن قتادة ، أن عثمان رضي الله عنه لما رفع إليه المصحف قال : إن فيه لحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها
83 - حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، وابن أبي عدي وسهل بن يوسف قالوا : حدثنا عوف بن أبي جميلة قال : حدثني يزيد الفارسي قال : حدثني ابن عباس رضي الله عنه قال : قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المائين فقرنتم (1) بينهما ولم تكتبوا بينهما : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ووضعتموهما في السبع الطوال ، ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : آ« ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وإذا أنزل عليه الآية يقول : آ» ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا آ« وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ووضعتهما في السبع الطوال حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : أخبرنا عوف ، عن يزيد الفارسي قال لنا ابن عباس : قلت لعثمان فذكر مثله . حدثنا عبد الله قال حدثنا زياد بن أيوب ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا عوف الأعرابي ، عن يزيد الفارسي قال : حدثني ابن عباس قال : قلت لعثمان فذكره نحوه . حدثنا عمي قال : حدثنا عثمان قال : حدثنا عوف بهذا


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً : لا يجوز الظنّ بأن الأمة تُجمِع وتجتمع على ضلالة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : سألت الله عز وجل أن لا يَجمع أمتي على ضلالة ، فأعطانيها . رواه الإمام أحمد .
فلا يُمكن أن تجتمع الأمة على قبول مُصحف فيه لحن .

ثانيا : ما يُزعم أن عثمان قال فيه برأيه فليس بصحيح ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا على ذلك ، وكَتَبُوه بِلَغُة قريش .
ففي صحيح البخاري من حديث أَنَس أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِت وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاثَةِ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِت فِي شَيْء مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْش ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ .
وفي رواية له : قَالَ : فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِت وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ ، وَقَالَ لَهُمْ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِت فِي عَرَبِيَّة مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْش ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ ، فَفَعَلُوا .
فهذا في الصحيح ، وهو أصحّ ، ولو افتُرض أن فيه لَحْنًا لما أقرّه عثمان رضي الله عنه ، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه بِلسان قريش .

وسبق :
هل ترتيب السور في المصحف، وتسمياتها، والتجزيء والتحزيب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=178


ثالثا : لا يصح من هذه الروايات شيء ، ولو صحّ لم يُقبل قول التابعي في مثل هذا .
ولو صحّ ما رُوي عن عائشة رضي الله عنها فهو قول صحابي خالفه آخرون ، وهم أكثر عددا .

ولا يصحّ ما جاء عن أبان بن عثمان .

قال القشيري : وهذا المسلك باطل ، لأن الذين جَمعوا الكتاب كانوا قدوة في اللغة ، فلا يُظن بهم أنهم يُدرجون في القرآن ما لم ينزل . نقله القرطبي في تفسيره .

وما جاء في قوله تعالى : (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره : وقد اختلفت القرّاء في قِراءة قوله : ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار : ( إنَّ هَذَانِ) بتشديد إن وبالألف في هذان ، وقالوا : قرأنا ذلك كذلك ، وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : "إن" خفيفة في معنى ثقيلة ، وهي لغة لِقَوم يَرفعون بها ، ويُدخلون اللام ليُفَرِّقوا بينها وبين التي تكون في معنى ما . اهـ .

وقد أطال القاسمي في تفسيره " محاسن التأويل " في بيان ذلك ، وأوجه اللغة فيها ، فلا معنى للقول باللحن فيها ، ولها أوجه في اللغة صحيحة معلومة .

والقول بأن في المصاحف نقص أو تحريف هو معتقد الرافضة ، وأما أهل السنة فهم مُجمعُون على صيانة المصاحف وحفظها ، وعدم دخول النقص أو التحريف إليها .
وقد بيّن ابن جرير أن هذا القول باطل ، إذ لو كان فيه لحن ، لَكان في جميع المصاحف قبل زمن عثمان ، كَمصحف ابن مسعود وأُبيّ ، وغيرها .
قال ابن جرير : مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخطِّ ، لم يكن الذين أُخِذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمون من علََّموا ذلك من المسلمين على وَجه اللحن ، ولأصلحوه بألسنتهم ، ولقَّنوه الأمة تعليمًا على وجه الصواب . وفي نَقل المسلمين جميعًا ذلك قراءةً ، على ما هو به في الخط مرسومًا ، أدلُّ الدليل على صحة ذلك وصوابه ، وأن لا صُنع في ذلك للكاتب . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد