المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم القراءة من المصحف في صلاة الفرض ؟


عبق
09-02-2010, 01:53 AM
السؤال :
السلام عليكم
ما حكم القراءة من المصحف في صلاة الفرض ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هناك قاعدة يُقرِّرها العلماء ، وهي :
ما جَاز في الفريضة جاز في النافلة ، والعكس ، ما جاز في النافلة جاز في الفريضة إلاَّ ما اخْتَصَّتْ به النافلة .

قال ثابت البناني : كان أنس رضي الله عنه يُصلي وغلامه يمسك المصحف خلفه ، فإذا تَعَايَا في آية فَتَحَ عليه . رواه ابن أبي شيبة .
وكان يؤم عائشة عبدٌ يقرأ في المصحف . كما عند ابن أبي شيبة .

قال الإمام النووي :
لَوْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِنْ الْمُصْحَفِ لَمْ تَبْطُلْ صَلاتُهُ ، سَوَاءٌ كَانَ يَحْفَظُهُ أَمْ لا بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ ذَلِكَ إذَا لَمْ يَحْفَظْ الْفَاتِحَةَ كَمَا سَبَقَ ، وَلَوْ قَلَّبَ أَوْرَاقَهُ أَحْيَانًا فِي صَلَاتِهِ لَمْ تَبْطُلْ وَلَوْ نَظَرَ فِي مَكْتُوبٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ وَرَدَّدَ مَا فِيهِ فِي نَفْسِهِ لَمْ تَبْطُلْ صَلاتُهُ ، وَإِنْ طَالَ لَكِنْ يُكْرَهُ . نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيّ . اهـ .


وقال العَينِي : ظَاهِره يدلّ على جَوَاز الْقِرَاءَة مِن الْمُصحف فِي الصَّلَاة ، وَبِه قَالَ ابْن سِيرِين وَالْحسن وَالْحكم وَعَطَاء ، وَكَانَ أنس يُصَلِّي وَغُلَام خَلفه يُمْسِك لَهُ الْمُصحف ، وَإِذا تَعَايَا فِي آيَة فَتَح لَهُ الْمُصحف . وَأَجَازَهُ مَالك فِي قيام رَمَضَان . اهـ .

وسَمِعتُ مرة شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول عن القراءة في المصحف في الفريضة :
القراءة من المصحف عند خوف النسيان لا بأس به ، فيجوز للإنسان أن يقرأ في المصحف عند خوف نسيان آية أو غلط فيها ، ولا حرج عليه .

وسُئل رحمه الله :
إمام في أحد المساجد ويتعذر عليه أن يقرأ من القرآن في صلاة الفجر عن ظهر قلب وذلك يقول بأنه يكثر عنده الخطأ ويقرأ من المصحف نظرا وليس عن ظهر قلب يقول لأني أكون مرهقا نفسيا ما رأي فضيلتكم فيما ذكر ؟

فأجاب رحمه الله :
لا حرج في هذا أعني لا حرج أن يقرأ القرآن في الفريضة أو النافلة من المصحف وهو يصلي لأن ذلك حاجة وهو وإن كان فهو يتحرك بتقليب الورق وحمل المصحف ووضعه على الأرض أو على كرسي حوله لكن هذا عمل يسير لمصلحة الصلاة وأكثر ما يقع هذا في صلاة الفجر يوم الجمعة فإن المشروع في صلاة الفجر يوم الجمعة أن يقرأ في الركعة الأولى ألم تَنْزيل السجدة ، وفي الركعة الثانية (هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) .
فهاتان السورتان طويلتان ، ربما لا يتيسر لكل إمام أن يحفظهما عن ظهر قلب ، فلا بأس أن يقرأ بالمصحف .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم