المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاني كلمة (الفتنة) في القرآن الكريم


عبق
20-02-2010, 06:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت ُ أن اتأكد عن صحة ما ورد في هذا الموضوع
(( الفتـــنة في القران ))
- جاءت كلمة ( فتنة ) ومشتقاتها في القران الكريم في ستين موردا" وهي متعددة المعاني يرجع غالبها الى معنى واحد وهو الاختبار والامتحان 0 ومن تلك المعاني هي :
============
1- بمعنى الجنون : كما في قولة تعالى ( فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون) قال الشيخ الطبرسي (بأيكم المجنون)0

2- بمعنى الاحراق :كما في قولة تعالى( ان الذين فتنوا المؤمنين ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جنهم ولهم عذاب الحريق)0

3- بمعنى البلاء والامتحان :كما في قولة تعالى( انما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم)0

4- بمعنى الهلكة :كما في قولة تعالى (ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم)0

5- بمعنى الاثم :كما في قولة تعالى (ومنهم من يقول أئذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا)0

6- بمعنى الكفر:كما في قولة تعالى (ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين)0

7- بمعنى الشرك : كما في قولة تعالى (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة)0

8- بمعنى الاخلاص :كما في قولة تعالى ( وقتلت نفسا"فنجيناك من الغم وفتناك فتونا)0

9- بمعنى الافساد او الاخلال :كما في قولة تعالى (ما انتم علية بفـــا تـنـيـن)والفاتن الداعي الى الضلالة بتزينة له0

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا غير دقيق . ولعله مما أُخِذ مِن كُتب الروافض ! لأن الطبرسي مِن مُفسِّريهم .

وذلك لأن أصل الفتنة في اللغة راجع إلى أكثر من معنى .
قال الراغب في " المفرَدَات " : أصل الفَتْن إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته ، واسْتُعْمِل في إدخال الإنسان النار . قال : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ) ، أي : عذابكم ، وذلك نحو قوله : (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) ، وقوله : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا) الآية ، وتارة يُسَمُّون ما يحصل عنه العذاب فيُسْتَعْمَل فيه ، نحو قوله : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) ، وتارة في الاختبار ، نحو : (وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا) ، وجُعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يُدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء ، وهما في الشِّدَّة أظهر معنى وأكثر استعمالا ، وقد قال فيهما : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) ، وقال في الشِّدَّة : (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ) ، (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) ، (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) ، وقال : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) ، أي : يقول : لا تَبْلُنِي ولا تُعَذّبني ، وهُم بِقولهم ذلك وقعوا في البلية والعذاب ، وقال : (فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْف مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ) ، أي : يبتليهم ويُعذّبهم ، وقال : (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ) ، (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) ، أي : يُوقعونك في بَلية وشِدّة في صَرفهم إياك عمّا أُوحِي إليك ، وقوله : (فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) ، أي : أوقعتموها في بَلية وعذاب ، وعلى هذا قوله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) ، وقوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) ، فقد سَمَّاهم ههنا فتنة اعتبارا بِما يَنال الإنسان من الاختبار بِهم ، وَسَمَّاهم عَدُوًّا في قوله : (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ) اعتبارا بما يتولّد منهم ، وجعلهم زينة في قوله : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ) الآية ، اعتبارا بأحوال الناس في تزينهم بهم ، وقوله : (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) ، أي : لا يُخْتَبَرون ، فَيُمَيَّز خبيثهم مِن طَيبهم ، كما قال : (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) ، وقوله : (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَام مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) ، فإشارة إلى ما قال : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء مِنَ الْخَوْفِ) الآية ، وعلى هذا قوله : (وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ) .
والفتنة من الأفعال التي تكون من الله تعالى ومن العبد ، كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب ، وغير ذلك من الأفعال الكريهة ، ومتى كان مِن الله يكون على وَجْه الحكمة ، ومتى كان من الإنسان بغير أمْر الله يكون بِضِدّ ذلك ، ولهذا يَذِمّ الله الإنسان بأنواع الفتنة في كل مكان ، نحو قوله : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) ، (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ) ، (مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ) ، أي : بِمُضِلِّين ، وقوله : (بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ) قال الأخفش : المفتون الفتنة ، كقولك ليس له معقول ، وخُذ مَيسوره ودع مَعسوره ، فتقديره : بأيكم الفُتُون ، وقال غيره : أيكم المفتون والباء زائدة ، كقوله : (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) ، وقوله : (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) ، فقد عُدِّي ذلك بِـ " عن " تَعْدِية خَدَعوك لِمَا أشار بمعناه إليه .

وقال ابن الجوزي :
باب الفتنة :
تُذكر ويُراد بها الشرك (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) .
ويُراد بها القتل (أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) .
ويُراد بها المعذرة (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) .
ويُراد بها الضلال (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ) .
ويُراد بها القضاء (إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ) .
ويُراد بها الإثم (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) .
ويُراد بها المرض (يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَام مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ) .
ويُراد بها العِبرة (لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً) .
ويُراد بها العقوبة (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) .
ويُراد بها الاختبار (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) .
ويُراد بها العذاب (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ) .
ويُراد بها الإحراق (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) .
ويُراد بها الجنون (بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ) .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد