المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة قول : إن الكذب فيه كذِب أبيض وفيه كذب أسود ؟


عبق
20-02-2010, 06:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم عبد الرحمن السحيم ..
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ..
اليوم قد سمعت عبارة قد سمعتها من قبل ذلك واريد منك التوضيح لمن يرددها ....
العبارة هي عن الكذب ....
يا شيخ اليوم وفي عصرنا هذا قد ترد عبارة مزخرفة عن الكذب وكيف أنهم يجعلونه مباحاً ..
مثلاً من يقول: أن الكذب فيه أبيض ومنهم من يقول أنه يوجد كذب أسود ... وأيضاً يقولون عن كذبة أبريل .. وهذه تقال بشهر إبريل ...
فيا شيخ أريد منك نصيحه لهؤلاء بارك الله فيكم .. وتوضيح هل يجوز قول مثل هذه العبارات وهل يجوز مثل هذا الكذب أم لا ...؟؟؟؟
هذا وأحسن الله إليكم.. وجزاكم الله عنا خير الجزاء ...
في حفظ الرحمن ووداعته
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

سبق أن سُئلت :
نسمع أحيانا من البعض يقول إذا سئل عن شيء ولم يرغب في الصدق فيه عبارة ( تبي الحق ولا ابن عمه ) يعني الكذب . فهل يجوز إطلاق مثل هذه العبارة ؟

فأجبتُ :
الحق ضدّه الباطل .
والصِّدْق ضدّه الكذب .

فليس بينهما صِلّة ولا نِسبة ، بل يُقال : تُريد الحق أو عدوّه ! تريد الحق أو نقيضه ، ونحو ذلك .
ومثله في الصدق والكذب .

والحق ليس بعده إلا الضلال .
قال تعالى : (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) .
قال الإمام الشاطبي : جَعل الله اتِّباع الهوى مُضَادا للحق وعَدّه قَسِيمًا له ، كما في قوله تعالى : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) ، فقد حَصَر الأمر في شيئين : الوحي ، وهو الشريعة ، والهوى ، فلا ثالث لهما ، وإذا كان كذلك فهما مُتَضَادّان ، وحِين تَعيّن الحق في الوحي ، تَوَجّه للهَوى ضِدّه ، فاتباع الهوى مُضَادّ للحق . اهـ .

ومن الخطأ قول بعض الناس : كِذْبة بيضاء !
فليس في الكذب أيضا كذب أبيض وأسود !

وسبق :
هل كل كذب يأثم عليه صاحبه ؟وهل يجوز الكذب لرد احد ما عن المعصية
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3038

هل يجوز الكذب من أجل رَدِّ أحد الناس عن معصية ما ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3110

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض