المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " وننزل من القرآن ماهو شفاء " هل "من" للتبعيض أم للجنس ؟


نسمات الفجر
08-02-2010, 10:05 PM
فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم - حفظكم الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : " وننزل من القرآن ما هو شفاء "
فهل "من" للتبعيض أم للجنس – أي لبيان أن جنس القرآن كله شفاء- ؟
وما صحة من يستدل بأنها للتبعيض بحديث النفر من الصحابة الذين مروا على قوم قد لدغ سيدهم فقالوا هل منكم راق ... إلى أن قال له صلى الله عليه وسلم : وما أدراك أنها رقية – أي الفاتحة –

فدل على أن القرآن منه رقية ومنه غير رقية وإلا لما كان من قوله وما أدراك أنها رقية فائدة.

وجزاكم الله خيراً

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif


الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

قال الإمام السمعاني في تفسيره : قوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ) الآية . قيل : إن (مِن) ها هنا للتجنيس لا للتبعيض ، ومعناه : ونُنَزِّل القرآن الذي منه الشفاء . وقيل : ونُنَزِّل مِن القرآن ما هو شفاء ورحمة ، أي : ما كله شفاء ؛ فيكون المراد من البعض هو الكل . اهـ .

فالقرآن كله شِفاء ، كما أن القرآن كله حَسَن ، وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) .
قال البغوي في تفسيره : يعني القرآن ، والقرآن كله حسن .
وقال ابن جُزيّ في تفسيره : يعني : اتَّبِعُوا القرآن ، وليس المعنى أن بعض القرآن أحسن من بعض ؛ لأنه حسن كله . اهـ .

وأما رُقية الصحابي للّدِيغ بسورة الفاتحة ، فهذا ليس فيه ما يدلّ على أن مِن القرآن ما لا يكون رُقية ، ولا يكون شِفاء ، وإنما يَدلّ على أن الشفاء يحصل ببعض القرآن ، وان منه ما يُخصص للرقية ، كالعين والسحر وغير ذلك .
وإلا فإن القرآن كله شِفاء ؛ شِفاء لِمَا في الصدور ، وشِفاء للأبدان .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد