المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تجوز للمرأة مصاحبة النصرانيات والشيعيات ؟


نسمات الفجر
20-02-2010, 08:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل :
هل لي أن أعلم حكم صحبتي لفتيات شيعيات أو نصرانيات أو ما شابه؟
و جزاكم الله كل خير و أسكنكم فسيح جناته مع الحبيب المصطفى - صلى الله عليه و سلم - و صحبه الكرام
في أمان الله

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وأسكنك فسيح جناته
قال عليه الصلاة والسلام : لا تصحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تَقِيّ , رواه الإمام أحمد .
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
والإنسان ابن بيئته يتأثّر ويُؤثِّر ، ومَن صَاحَب الأجرب أصابه الجرب !
قال عليه الصلاة والسلام : الرَّجُل على دِين خليله ، فليَنظر أحدكم من يُخالِل . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وقال الألباني : حسن ،
ومعنى " من يُخالِل " : أي لينظر من يُصاحِب .
كان فتى يعجب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرآه يوما وهو يماشي رَجُلا مُتَّهَمًا ، فقال له :
لا تصحب الجاهل ***إيـاك وإيـاه
فكم من جاهل أردى*** حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء *** إذا ما هو مَاشَاه
وللشيء من الشيء ***مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب *** دليل حين يلقاه
وقال الإمام مالك : الناس أشكال كأجناس الطير ؛ الحمام مع الحمام ، والغراب مع الغراب ، والبط مع البط ، والصعو مع الصعو ، وكل إنسان مع شكله !
قال ابن حبان :
العاقل يجتنب مماشاة الْمُرِيب في نفسه ، ويفارق صحبة الْمُتَّهَم في دِينه ؛ لأن من صحب قوما عُرف بهم ، ومن عاشر امْرأً نُسِب إليه .
وقال أيضا :
إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه وسكونه هو الاعتبار بمن يحادثه ويَودّه ، لأن المرء على دين خليله ، وطير السماء على أشكالها تقع ، وما رأيت شيئا أدلّ على شيء ولا الدخان على النار مثل الصاحب على الصاحب .
وأنشدني الأبرش :
يُقاس المرء بالمرء *** إذا ما هو ماشاه
وذو العرّ إذا احتكّ *** ذا الصحة أعداه
وللشيء من الشيء *** مقاييس وأشباه
وللروح على الروح *** دليل حين يلقاه
فلا تجوز مُصاحبة هؤلاء إلاّ على وَجَل ، ولِمَن أراد دعوتهم ، وعَرف شُبهاتهم ، وكان على عِلم وبصيرة .
وذلك أن هؤلاء مِن جنس نافخ الكير ، إما أن يُحرِق ثيابك ، وغما أن تجد منه ريحا خبيثة !
وأي خُبث فوق مسبة الله عزّ وَجَلّ ونسبة الصاحبة والولد إليه ؟
وأي خُبث بعد مَسَبّة خيار الأمة وأمهات المؤمنين ؟
فالأول هو دين النصارى !
والثاني هو دِين الرافضة !
وهم - كما يقول ابن القيم - كالخنازير ! تركوا ما أحلّ الله ووقعوا فيما حرّم الله !
فإن الخنْزِير يترك الطيبات ويأكل فضلاته !
قال ابن القيم رحمه الله :
واقرأ نسخة الخنازير مِن صُور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رَجِيعِه فيُبادِر إليه ! فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنطبقا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ، ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم ! فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين .
والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض