المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل ترديد كلمات الأغاني حرام ؟


نسمات الفجر
20-02-2010, 03:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ...
الحقيقة أن هناك أمرٌ شغل بالي و لا أدري هل أنا محقة أم لا ؟؟
عندما يكتب أحد الأعضاء موضوعاً ثم يستشهد بأبيات شعرية هي أصلاً أغنية .. و الكلمات قد تكون غزلية و تحمل معاني الحب.. و الحقيقة أنني لا أدري ها تُنشر مثل هذه القصائد في أماكن أخرى فينقلها لنا أخونا العضو أو أختنا العضوة ؟؟ أم أنهم سمعوا الأغنية و نقلوها " الله أعلم "
مع العلم أنه لا يستخدمها ليقصد بها كاتب الموضوع و لكن رداُ على موضوع الكاتب .. و يرى هذا العضو أن الأبيات تناسب الموضوع ..
و السؤال هو ..
ما حكم استخدام مثل هذه الأبيات الشعرية و الاستشهاد بها .. رغم ما بها من غزل و حب ؟؟؟

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:
الشِّعر كلام ؛ قبيحه قبيح ، وحسنه حسن

وثبت الحديث بهذا المعنى عند الدراقطني والبيهقي .

قال الإمام النووي : بَاب كَرَاهَةِ تَسْمِيَةِ الْعِنَبِ كَرْمًا .
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَقُولَنَّ أَحَدكُمْ لِلْعِنَبِ الْكَرْم فَإِنَّ الْكَرْم الرَّجُل الْمُسْلِم . وَفِي رِوَايَة : " فَإِنَّ الْكَرْم قَلْب الْمُؤْمِن " ... قالَ الْعُلَمَاء : سَبَب كَرَاهَة ذَلِكَ أَنْ لَفْظَة ( الْكَرْم ) كَانَتْ الْعَرَب تُطْلِقهَا عَلَى شَجَر الْعِنَب ، وَعَلَى الْعِنَب ، وَعَلَى الْخَمْر الْمُتَّخَذَة مِنْ الْعِنَب ، سَمَّوْهَا كَرْمًا لِكَوْنِهَا مُتَّخَذَة مِنْهُ ، وَلأَنَّهَا تَحْمِل عَلَى الْكَرَم وَالسَّخَاء ، فَكَرِهَ الشَّرْع إِطْلاق هَذِهِ اللَّفْظَة عَلَى الْعِنَب وَشَجَره ؛ لأَنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا اللَّفْظَة رُبَّمَا تَذَكَّرُوا بِهَا الْخَمْر ، وَهَيَّجَتْ نُفُوسهمْ إِلَيْهَا ، فَوَقَعُوا فِيهَا ، أَوْ قَارَبُوا ذَلِكَ . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَمَنْ أَقْوَى مَا يُهَيِّجُ الْفَاحِشَةَ إنْشَادُ أَشْعَارِ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مِنْ الْعِشْقِ وَمَحَبَّةِ الْفَوَاحِشِ وَمُقَدِّمَاتِهَا بِالأَصْوَاتِ الْمُطْرِبَةِ ، فَإِنَّ الْمُغَنِّيَ إذَا غَنَّى بِذَلِكَ حَرَّكَ الْقُلُوبَ الْمَرِيضَةَ إلَى مَحَبَّةِ الْفَوَاحِشِ ، فَعِنْدَهَا يَهِيجُ مَرَضُهُ وَيَقْوَى بَلاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ الْقَلْبُ فِي عَافِيَة مِنْ ذَلِكَ جَعَلَ فِيهِ مَرَضًا . اهـ .

وقد يَستشهد الكاتب ببيت من الشِّعر وربما لا يعلم أنه مُغنّى أو أنه من كلما أغنية أصلاً .

ولا شكّ أن في كثير من كلمات الأغاني ما يدعو إلى العشق والهيام والتعلّق بغير الله ، بل ربما بالتعلق بالصبيان - عياذا بالله - .

وفي ترديد كلمات الأغاني تذكير بها ، وربما حنّ الإنسان إليها بسبب هذا الترديد ، وربما ذكّر غيره بها .

أما إذا تضمّن الشِّعر إثارة الغرائز أو تأجيج العواطف فإنه يُمنع منه ولو لم يكن من كلمات أُغنية .

وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن التغزّل في الْمُرْدَان وغير ذلك ؟

فكان مما أجاب به :

هذه الأقوال فيها مِن وصف المردان وعِشقهم ؛ ومُقدِّمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك ، وتهييج ذلك في القلوب . وكُلّ ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها : فهو حرام ؛ وتحريم هذا أعظم مِن تحريم الندب والنياحة ، وذلك يُثير الحزن ؛ وهذا يُثير الفسق . والحزن قد يُرَخَّص فيه ؛ وأما الفسق فلا يُرَخَّص في شيء منه . وهذا مِن جنس " القيادة " .

وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تنعت المرأة المرأة لِزوجها حتى كأنه ينظر إليها " فَنَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن وَصف المرأة ؛ لئلا تتمثَّل في نفسه صورتها فكيف بمن يَصِف المردان بهذه الصفات ، ويُرَغِّب في الفواحش بمثل هذه الأقوال المنكرات التي تُخرج القلب السليم ؛ وتُعمي القلب السقيم ؛ وتَسوق الإنسان إلى العذاب الأليم .

وقد أمَر عمر رضي الله عنه بِضَرب نائحة : فَضُرِبت حتى بَدا شعرها ؛ فقيل له : يا أمير المؤمنين إنه قد بَدا شعرها ؟ فقال : لا حُرمة لها ؛ إنما تأمُر بالجزع ، وقد نهى الله عنه ، وتنهى عن الصبر ، وقد أمر الله به ؛ وتَفْتِن الحي ، وتُؤذي الميت ؛ وتَبيع عَبْرَتها ، وتَبْكِي شجْو غيرها ؛ إنها لا تبكي على مَيّتكم ، وإنما تبكي على أخذ دراهمكم !

وبَلَغ عَمْر أن شابًّا يُقال له : " نصر بن حجاج " تغنّت به امرأة ، فأخذ شعره ثم رآه جميلا ، فنفاه إلى البصرة وقال : لا يكون عندي مَن تَغَنّى به النساء . فكيف لو رَأى عمر مَن يُغَنِّي بمثل هذه الأقوال الموزونة في المردان ، مع كثرة الفجور ، وظهور الفواحش ، وقِلّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ فإن هؤلاء مِن الْمُضَادِّين لله ولرسوله ولِدِينه . ويَدْعُون إلى ما نَهَى الله عنه ، ويَصدّون عما أمَر الله به ، ويصدون عن سبيل الله ويَبغونها عِوَجا . اهـ .

والشعر كما يُقال : ديوان العرب .

وكم من الكلمات أو المعاني الكثيرة يُعبر عنها بيت من الشعر .

وهنا
ما حُكم إنشاد كلمات الأغاني ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3077

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية