المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل السماء والأرض تبكيان ؟


نسمات الفجر
17-02-2010, 10:15 PM
السلام عليكم
سماحة الوالد حفظك الله ماتقول في هذا الموضوع وخصوصا بدايته أن السماء والأرض الخ تبكيان
آ°.. دعوة للبكاء ..آ°o.O
كل شيء في الكون باك .. فلماذا لا نبكي نحن؟!.. السماء باكية بأمطارها.. الأرض باكية بعيونها وبحارها ومحيطاتها.. الحجارة القاسية تبكي عندما تلين فتتفجر منها الأنهار..
إذا فلنبك نحن؟؟!!.. لكن .. لتكن دموعنا دموع تنهمر من خشية الله فالبكاء علامة على الإخلاص..

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .

أما بُكاء الأرض والسماء فقد جاءت به النصوص ، كما في قوله تعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) .

وليس بُكاء السماء بالمطر ، ولا بُكاء الأرض بجريان الأنهار والعيون .
وهذا القول قول بلا علم .

فقد سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ) : فهل تبكي السماء والأرض على أحد ؟ قال : نعم ، إنه ليس أحد من الخلائق إلاَّ له باب في السماء ، منه يَنْزِل رِزقه، وفيه يصعد عمله ، فإذا مات المؤمن فأغْلِق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله، ويَنْزِل منه رزقه ، بكى عليه ; وإذا فَقَده مُصَلاه من الأرض التي كان يُصَلِّي فيها ، ويذكر الله فيها ، بَكَت عليه، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة ، ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير، قال : فلم تَبْكِ عليهم السماء والأرض .

وروى ابن أبي حاتم عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا : هَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالأَرْضُ عَلَى أَحَد ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْد إِلاَّ لَهُ مُصَلًّى فِي الأَرْضِ ، ومِصْعَدُ عَمَلِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَإِنَّ آلَ فِرْعَونَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ فِي الأَرْضِ، وَلا مِصْعَدٌ فِي السَّمَاءِ .

قال ابن كثير : وقوله سبحانه وتعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ) أي : لم تكن لهم أعمال صالحة تَصعد في أبواب السماء فتبكي على فَقْدِهم ، ولا لهم في الأرض بِقاع عَبدوا الله تعالى فيها فَقَدتهم ؛ فلهذا اسْتَحَقُّوا أن لا يُنْظَروا ولا يُؤخَّرُوا لِكفرهم وإجرامهم وعُتوهم وعِنادهم . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

ناصرة السنة
17-03-2010, 03:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عافاك الله يا شيخ ونفع بك ويجزاك عنا كل خير


سؤالي ( هل تبكي السماء والأرض على أحد ) ؟


يقول الله سبحانه وتعالى حين أهلك قوم فرعون


((فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ))


روى ابن جرير في تفسيره عن بن عباس رضي الله عنه في هذه الآية


أن رجلاً قال له: يا أبا العباس رأيت قول الله تعالى


"فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ "


فهل تبكي السماء والأرض على أحد ؟


فقال رضي الله عنه : نعم إنه ليس أحدٌ من الخلائق إلا


وله باب في السماء منه ينزل رزقه ومنه يصعد عمله


فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد


به عمله وينزل منه رزقه فقد بكى عليه..


وإذا فقده مصلاه في الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر


الله عز وجل فيها بكت عليه.



قال ابن عباس :- أن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً


فقلت له: أتبكي الأرض ؟


قال: أتعجب؟


وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود


وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل




وحين تعمر مكانك وغرفتك بصلاة وذكر وتلاوة كتاب الله عز وجل


فهي ستبكي عليك يوم تفارقها قريباً أوبعيدا..


فسيفقدك بيتك وغرفتك التي كنت تأوي إليها سنين عدداً


ستفقدك عاجلاً أو آجلاً فهل تراها ستبكي عليك؟



جعلنا الله واياكم من عباده الصالحين المتقين الخاشعين لوجهه سبحانه


جل جلاله


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وعافاك الله وجزاك الله خيرا

جاء هذا في تفسير الآية ، وهو مفهوم قوله تعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ)
فجاء عن ابن عباس ، كما في السؤال . وتتمته : وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير، قال: فلم تبك عليهم السماء والأرض.

وروى ابن أبي حاتم عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا : هَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالأَرْضُ عَلَى أَحَد ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْد إِلاَّ لَهُ مُصَلًّى فِي الأَرْضِ ، ومِصْعَدُ عَمَلِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَإِنَّ آلَ فِرْعَونَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ فِي الأَرْضِ، وَلا مِصْعَدٌ فِي السَّمَاءِ .

قال ابن كثير : وقوله سبحانه وتعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ) أي : لم تكن لهم أعمال صالحة تَصعد في أبواب السماء فتبكي على فَقْدِهم ، ولا لهم في الأرض بِقاع عَبدوا الله تعالى فيها فَقَدتهم ؛ فلهذا اسْتَحَقُّوا أن لا يُنْظَروا ولا يُؤخَّرُوا لِكفرهم وإجرامهم وعُتوهم وعِنادهم . اهـ .

ويَرى بعض العلماء أن المراد بـ " بكاء السماء " ما يكون في أطرافها مِن حُمرَة .
قال عطاء الخرساني : بكاؤها أن تَحْمَرّ أطرافها .

ويُشكل على هذا ذِكر بُكاء الأرض !

ولا يَصِحّ ما يُروى مِن بِكاء السماء واحمرارها عند مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما .
قال الحافظ ابن كثير : وقد وَقع ما هو أعظم مِن قتل الحسين رضي الله عنه ولم يقع شيء مما ذكروه ؛ فإنه قد قُتل أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وهو أفضل منه بالإجماع - ولم يقع شيء من ذلك ، وعثمان بن عفان رضي الله عنه قُتِل مَحصورا مظلوما ولم يكن شيء من ذلك ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قُتِل في المحراب في صلاة الصبح - وكأن المسلمين لم تطرقهم مُصيبة قبل ذلك - ولم يكن شيء من ذلك ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذَكَروه ، ويوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم خَسفت الشمس فقال الناس : خسفت لِمَوت إبراهيم ، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وخطبهم وبَيَّن لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته . اهـ .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد