المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذا نمصت مافيها شئ كل الناس تسويه


محب السلف
08-02-2010, 02:33 PM
فضيلة الشيخ

اود ان اسال فضيلتكم عن حكم التلفظ ببعض الألفاظ في مثل هذا الموقف، في يوم ما جلست مع مجموعة من الفتيات كانت احداهن مشقرة وكنت انظر إلى حواجبها للتحقق مااذا كانت نامصة ام لا هذه الفتاة عرفت ماذا اريد فقالت لي

(مشقرة لاتخافين اعرف ان النمص حرام ) لم اجبها مع علمي بان التشقير حرام لاني ان قلت ذلك ستقول لي حتما موسوسة


فقلت لها النمص حرام، واحدى الأخوات نسال لنا ولها الهداية قالت: واذا نمصت مافيها شئ كل الناس تسويه، اجبن بعض الحاضرات بس النمص حرام، فقالت عادي وشفيها لوتسويه كل الناس تسويه جت عليها هي

السؤال: ما حكم قولها وبماذا تنصح علما ان الجدال مع هذه الفتاة لافائدة منه ، دائما ماتتلفظ بمثل هذه الأ لفاظ؟

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/ بارك الله فيك

أولاً : بالنسبة للتشقير فهو ظاهرة منتشرة ، وقد صدرت فيه فتوى من اللجنة الدائمة.

ثانياً : قولها ( وإذا نمصت ما فيها شيء ) هذا من القول على الله بغير علم ، والقول على الله بغير علم قرين الشرك .

قال سبحانه وتعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )

بل إن اعتقدت حلّ النمص فهو تكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم وكفر بالله عز وجل . وذلك أن النمص كبيرة من كبائر الذنوب ، والحديث الوارد فيه رواه البخاري ومسلم ، وتفصيل المسألة هنا
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/105.htm

فقولها : ( جت عليها ) يدل على التهاون بهذه الكبيرة
واللعن لا يرد إلا على كبيرة من كبائر الذنوب .

ثالثاً : لا يجوز التهاون بالذنوب حتى وإن كانت صغائر ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا ، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سوادا ، فأججوا نارا ، وأنضجوا ما قذفوا فيها . رواه الإمام أحمد وغيره .

وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب ، فإن لها من الله عز وجل طالبا . رواه الإمام أحمد .

ويُروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار . وقد أثنى الله عز وجل على المتقين ووصفهم بأنهم لا يُصرّون على الذنب ، بل إنهم إذا وقعوا في الذنوب استغفروا

قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : هذا الذِّكر هو أعظم الذِّكر . وذلك لما فيه من إجلال الله وتعظيمه والحياء منه سبحانه وتعالى أن يرى عبده أو أمَته على معصيته .

أخيراً :
متى كانت أفعال الناس هي المقياس هلك الناس ( كل الناس يفعلون ذلك ) ( لست وحدي ) وهل هذه أعذار يُعتذر بها أمام الله ؟ بل حجتهم داحضة عند ربهم والله المستعان وعليه التكلان

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد