المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صحّة ما قيل إنه معجزة في حديث " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشه " ؟


نسمات الفجر
16-02-2010, 07:42 PM
قرأت الموضوع التالي في أحد المنتديات وقد بحثت عن صحته في الإنترنت ، إلا أني وجدته انتشر انتشارا كبيرا دون الوصول إلى صحته
أفتونا في ذلك وجزاكم الله خيرا
======================
النفض ثلاث مرات على الفراش قبل أن ننام
هذه سنه يهجرها كثير من الناس والنفض على الفراش فيه إعجاز علمي
لقد أثبت العلماء والشيوخ الأفاضل أن الإنسان حين ينام إلى فراشه يموت في جسم الإنسان خلايا فتسقط على فراشه وحينما يستيقظ الإنسان تبقى الخلايا موجوده في فراشه وعندما ينام مره أخرى تسقط خلايا مره أخرى فتتأكسد هذه الخلايا فتدخل في جسم الإنسان فتسبب له أمراض والعياذ بالله
وهذه الخلايا لا ترى إلا بمجاهر ..
حاول الغربيون حل هذه المشكلة فقاموا بغسل هذه الفرش بمواد منظفة لكن دون جدوى
استخدموا جميع المنظفات لكن لم تتحرك هذه الخلايا ..
فقام أحد العلماء الغربيون بنفض هذه الخلايا بيده ثلاث مرات.. فإذا بالخلايا تختفي . ففرح هذا العالم أنه اكتشف كيف يزيل هذه الخلايا من الفراش.. عن طريق نفض الفراش ثلاث مرات .
فرد عليه رجل مسلم ..قال إن الرسول قد قالها من قبل إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه .... لأن كثير من الناس يعتقد أنه ينفض فراشه ليبعد الحشرات عليها ..

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:
وجزاك الله خيرا .

الحديث المشار إليه رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشه بِدَاخِلة إزاره ، فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه .

وفي رواية لمسلم : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ .

وفي رواية للإمام أحمد : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بِدَاخِلة إزاره ، فإنه لا يَدري ما حَدَث بعده .

ولا يَصِحّ ما قيل مِن الإعجاز العلمي التجريبي ؛ لِعِدّة اعتبارات :

الأول : قوله عليه الصلاة والسلام : فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ . وفي رواية : فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه .
وهذا دالّ على أن المقصود منه ما يدخل في الفراش مِن الهوامّ وغيرها مما قد يَخْفَى ولا يُعلَم .
قال البغوي في " شرح السنة " : قوله: " ما خلفه " يُريد : لعل هامة دَبَّت فصارت فيه بعده . اهـ .

الثاني : إذا قيل إن ما خَلَفه عليه وما حدث بعده هو : مَوت الخلايا ، لِم يكن لقوله عليه الصلاة والسلام : " فإنه لا يدري ما حَدَث بعده " معنى ؛ لأن هذا يدري ما حَدَث بعده ، ويدري ما خَلَفه على فراشه !

الثالث : ما ثبت طِبيا أن بعض الحشرات الصغيرة تموت بتعريض الفراش للشمس ، وليس بالنفض .

الرابع : ما جاء في رواية مسلم : " وَلْيُسَمِّ اللَّهَ " ، فالأمر بالتسمية يدلّ على أنه قد يكون ما خَلَفه عليه جنّ لا يرى .

الخامس : ما قاله العلماء التماسا من حِكمة تخصيص داخل الإزار دون ظاهرِه ، يتنافى مع ما قيل إنه إعجاز علمي .
قال النووي : " دَاخِلة الإزار " طرفه ، ومعناه أنه يُستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات . اهـ .
وقال ابن حجر : والمراد بالدَّاخِلة : طرف الإزار الذي يلي الجسد . قال مالك : دَاخِلة الإزار ما يلي داخل الجسد منه ...
ووقع في رواية أبي ضمرة في الأدب المفرد : " وَلْيُسَمّ الله ، فإنه لا يَعلم ما خلفه بعده على فراشه " أي : ما صار بعده خَلَفا وبَدلا عنه إذا غاب . قال الطيبي: معناه : لا يدري ما وقع في فراشه بعد ما خرج منه مِن تراب أو قذاة أو هوام .
ويُنظر لذلك : " فتح الباري ، لابن حجر " (11 / 126 ، 127) .

ولست ضدّ إثبات الإعجاز العلمي التجريبي ، وإنما ضدّ المسارعة في تصديق كل ما يَرِد ؛ لأن ذلك سيكون سببا لتكذيب نصوص الوحيين ؛ لأن حقائق النصوص قطعية ، والحقائق العلمية ليست قطيعة الدلالة ، ولا قطعية الثبوت .

ولأن ذلك يُشعر في كثير من الأحيان بالهزيمة النفسية التي تكون لدى بعض المسلمين ، فإذا ما سمعوا شيئا من الغرب سارعوا إلى تكلّف إيجاد ذلك في نصوص الوحيين .
ورُبّما كانت نظريات ، أو نُقولا لا تثبُت ، فتُعرَّض نصوص الوحيين للتكذيب ، إذا لم تثبت تلك الأقوال والنظريات .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض