المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز الاشتراك في لعبة الجودو


رولينا
16-02-2010, 07:21 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

شيخي الفاضل
أنا ألعب لعبة الجودو (لعبة قتالية) و لا تحوي مخالفات شرعية كالضرب على الوجه مثلاً ..
و لكن سؤالي هل يجوز الإشتراك في البطولات التي تقام ؟
و جزاكم الله خيرا
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

يجوز الاشتراك في تلك المسابقات إذا لم تشتمل على محاذير ، فلا يكون فيها كشف للعورات ، ولا تتضمن شيئا من الميسر ، وهو أن يُلزَم كل لاعب بدفع مبلغ من المال ، ويكون للفائز .
فإذا كانت المسابقات فيها تُبذل مِن قِبَل جِهة مُعينة ، أو مِن قِبَل طرف ثالث ، فيجوز الاشتراك فيها .
وينبغي أن تكون النية للتقوية البدن .
وهي في حُكم المسابقة والمصارعة .
قال ابن قدامة : الْمُسَابَقَةُ جَائِزَةٌ بِالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ .
أَمَّا السُّنَّةُ ، فَرَوَى ابْنُ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ مِنْ الْحَفْيَاءِ إلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ ، وَبَيْنَ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْق . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَوَازِ الْمُسَابَقَةِ فِي الْجُمْلَةِ .
وَالْمُسَابَقَةُ عَلَى ضَرْبَيْنِ : مُسَابَقَةٌ بِغَيْرِ عِوَض ، وَمُسَابَقَةٌ بِعِوَض .
فَأَمَّا الْمُسَابَقَةُ بِغَيْرِ عِوَض ، فَتَجُوزُ مُطْلَقًا مِنْ غَيْرِ تَقْيِيد بِشَيْء مُعَيَّن ، كَالْمُسَابَقَةِ عَلَى الأَقْدَامِ ، وَالسُّفُنِ ، وَالطُّيُورِ ، وَالْبِغَالِ ، وَالْحَمِيرِ ، وَالْفِيَلَةِ ، وَالْمَزَارِيقِ ، وَتَجُوزُ الْمُصَارَعَةُ ، وَرَفْعُ الْحَجَرِ ، لِيُعْرَفَ الأَشَدُّ ، وَغَيْرِ هَذَا ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَر مَعَ عَائِشَةَ فَسَابَقَتْهُ عَلَى رِجْلِهَا ، فَسَبَقَتْهُ ، قَالَتْ : فَلَمَّا حَمَلْت اللَّحْمَ ، سَابَقْته ، فَسَبَقَنِي ، فَقَالَ : هَذِهِ بِتِلْكَ . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد .
وَسَابَقَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ ذِي قَرَد .
صَارَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُكَانَةَ ، فَصَرَعَهُ . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ .
وَأَمَّا الْمُسَابَقَةُ بِعِوَض ، فَلا تَجُوزُ إلاَّ بَيْنَ الْخَيْلِ ، وَالإِبِلِ ، وَالرَّمْيِ . وَاخْتُصَّتْ هَذِهِ الثَّلاثَةُ بِتَجْوِيزِ الْعِوَضِ فِيهَا ؛ لأَنَّهَا مِنْ آلاتِ الْحَرْبِ الْمَأْمُورِ بِتَعَلُّمِهَا ، وَإِحْكَامِهَا ، وَالتَّفَوُّقِ فِيهَا ، وَفِي الْمُسَابَقَةِ بِهَا مَعَ الْعِوَضِ مُبَالَغَةٌ فِي الاجْتِهَادِ فِي النِّهَايَةِ لَهَا ، وَالإِحْكَامِ لَهَا .

والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد