المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم قول الشاعِر : (جراحي وماذا تكون الجراح = أليست جراحي هدايا القدر)


راجية العفو
16-02-2010, 05:22 PM
لدي سؤال :

سمعت نشيدًا جميلا لكن فيه عبارة يساورني شك منها , فما رأيكم فيها ؟

ولولا الهدى ، ربنا واليقين *** لضاعت زهور الجراح سدى
جراحي وماذا تكون الجراح*** أليست جراحي هدايا القدر

بارك الله في علمكم

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وبارك الله فيك .

هذا وإن كان قصده صحيحا ، إلاّ أنه يُوهِم أن الأقدار لا تجري إلاّ بالجراح، ومن عقيدة أهل السنة : الإيمان بالقَدَر خيره وشرِّه .
ومن عقيدتهم أيضا : أن الله لم يَخلُق شَرًّا مَحضًا ، يعني : خَالِصًا .
فقد كان من دُعائه صلى الله عليه وسلم : والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك . رواه مسلم .
بِخِلاف المقضيّات فقد يكون فيها الشر بالنسبة للإنسان ، ولذا جاء في دعاء القنوت : وَقِنِي شَرّ ما قضيت ، فإنك تقضى ولا يقضى عليك . واه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وصححه النووي والألباني والأرنؤوط .

قال شيخنا العثيمين رحمه الله : فأضاف الشر إلى ما قَضاه ، ومع هذا فإن الشرّ في المقضِيّات ليس شرا خالصا محضا ، بل هو شرّ في محله مِن وَجه ، خير مِن وَجه ، أوْ شَرّ في محله ، خير في محل آخر . اهـ .

ولا يَصحّ قول (أليست جراحي هدايا القَدَر) لأنه لا تَصِحّ نسبة الأفعال إلى القَدَر ؛ فالقَدَر لا يُهدِي ولا يَمنح ولا يَمنع .

وسبق الجواب عن :
حكم قول ( وشاءت الأقدار ) و ( شاء القدر) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5391

ما حكم التسمية بـ ( بعثرات أنثى لا يُكررها القدر) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5459

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض

ناصرة السنة
14-10-2012, 10:33 AM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
شيخنا الفاضل بارك الرحمن فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء قرأت فتواكم بخصوص مقطع من نشيد " ينادي فؤادي "
ولولا الهدى ، ربنا واليقين *** لضاعت زهور الجراح سدى
جراحي وماذا تكون الجراح*** أليست جراحي هدايا القدر
الجواب :
وبارك الله فيك .
هذا وإن كان قصده صحيحا ، إلاّ أنه يُوهِم أن الأقدار لا تأتي إلاَّ بالجراح ، ومن عقيدة أهل السنة : الإيمان بالقَدَر خيره وشرِّه .
ومن عقيدتهم أيضا : أن الله لم يَخلُق شَرًّا مَحضًا ، يعني : خَالِصًا .
فقد كان من دُعائه صلى الله عليه وسلم : والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك . رواه مسلم. بِخِلاف المقضيّات فقد يكون فيها الشر بالنسبة للإنسان ، ولذا جاء في دعاء القنوت : وَقِنِي شَرّ ما قضيت ، فإنك تقضى ولا يقضى عليك . رواه الإمام أحمد وغيره .

والله تعالى أعلم .
شيخنا الفاضل :
الأخ في الأنشودة يقول : " أليست جراحي هدايا القدر " ثم في النهاية مقطع يقول : " جراحي ومالي جراح سوى ذنوبي فكيف أداوي الذنوب " إن كانت الذنوب هي الجراح والجراح هدايا القدر ألا يُقصد من النشيد بأن الذنوب هدايا القدر ؟ وهل يصح هذا القول ؟
وبارك الرحمن فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء .


http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا تبدو صِحّة هذا الفهم ؛ لأنه يقول : (جراحي ومالي جراح سوى ذنوبي)
ويبدو أن الكلام الأخير غير متعلِّق بالكلام الأول .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض