المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أن الآيات يتم تنزيلها بهذا الشكل


رولينا
16-02-2010, 10:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ

هذا شخص يسأل عن هذا الموضوع

وكيف أن الآيات يتم تنزيلها بهذا الشكل

البحر المسجور
ما دام الاندماج النووي وقوده الهيدروجين.. والهيدروجين في الماء.. والماء يغطي 71% من كوكب الأرض ؛ فهذا يعني أن الأرض مغطاة بوقود سريع الانفجار لا ينتظر سوى طفل يرمي فيه عود ثقاب.. وهذا الطفل قد يكون عالماً مخبولاً أو حرباً نووية أو نيزكاً مستعراً أو أي سبب كاف لإشعال عود الثقاب الذي لن يكون سوى 10 ملايين درجة تبدأ التفاعل الهيدروجيني.. في ذلك الوقت ستستعر البحار لهباً تذوب من حرارته الجبال كأحد المشاهد المتوقعة ليوم القيامة.. وإن كنت ترى الفكرة ضرباً من الخيال فتأمل معي قوله تعالى: (والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع)، (وإذا الوحوش حشرت وإذا البحار سُجِّرت)!!

... والسجر كما جاء في لسان العرب هو "البحر يسجر فيكون نار جهنم".. والبحر كما جاء عن كعب هو "جهنم تسجر وتسعر".. ولا سبيل للجمع بينهما بغير طاقة الاندماج الرهيبة !
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وأعانك الله .

قول الكاتب : (ستستعر البحار لهباً تذوب من حرارته الجبال كأحد المشاهد المتوقعة ليوم القيامة)
أقول : ليست المسألة توقّعات ! تكون أو لا تكون ! بل هي يقين ، وعقيدة المسلم أن البحار سوف تُسجَر وتوقد نارا ، ومشاهِد القيامة ليست توقّعا ، بل يقينا .

وأما البحر المسجور ، فقال ابن كثير : وقوله : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ) : قال الربيع بن أنس : هو الماء الذي تحت العرش ، الذي يُنَزِّل الله منه المطر الذي يحيى به الأجساد في قبورها يوم معادها. وقال الجمهور : هو هذا البحر. واختلف في معنى قوله : (المسجور ) ، فقال بعضهم : المراد أنه يُوقَد يوم القيامة نارا كقوله : ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) ، أي: أُضْرِمت ، فتصير نارا تتأجج، محيطة بأهل الموقف . رواه سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب، ورُوي عن ابن عباس. وبه يقول سعيد بن جبير، ومجاهد، وعبد الله بن عبيد بن عُمير وغيرهم . اهـ .
فهذا قول جمهور المفسِّرِين .
وقال البخاري في صحيحه : ( الْمَسْجُورِ ) الْمُوقَد . وَقَالَ الْحَسَنُ : تُسْجَرُ حَتَّى يَذْهَبَ مَاؤُهَا فَلا يَبْقَى فِيهَا قَطْرَة .
وقال أيضا : (سُجِّرَتْ ) ذَهَبَ مَاؤُهَا فَلا يَبْقَى قَطْرَة . وَقَالَ مُجَاهِد : الْمَسْجُورُ الْمَمْلُوءُ . وَقَالَ غَيْرُهُ : سُجِرَتْ : أَفْضَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْض فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا . اهـ .


وقوله الكاتب نقلا عن اللسان : (البحر يسجر فيكون نار جهنم) ، فالكاتب أخذ معنى واحدا مِن معان كثيرة ذكرها صاحب اللسان ، فإن صاحب اللسان قال :
وقوله تعالى : ( والبحرِ المَسْجُورِ ) جاء في التفسير أَن البحر يُسْجَر فيكون نارَ جهنم . وسَجَرَ يَسْجُر وانْسَجَرَ امتلأَ . وكان علي بن أَبي طالب عليه السلام يقول : المسجورُ بالنار ، أَي : مملوء . قال : والمسجور في كلام العرب المملوء ، وقد سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته إِذا ملأْته . قال لبيد : مَسْجُورةً مُتَجاوراً قُلاَّمُها . وقال في قوله : (وإِذا البِحارُ سُجِّرَت) أَفضى بعضها إِلى بعض فصارت بحراً واحداً . وقال الربيع : سُجِّرَتْ أَي فاضت . وقال قتادة : ذَهَب ماؤها ... وذَكَر قول كعب آخر الأقوال !

ونار جهنم ليست هي البحر ، ويُمكن حُمْل قول كعب على أنه يكون في نار جهنم ، أو يكون مثلها في الحرارة .

والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد