المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كلمة ( البنت عار ) صحيحة أم هي من عادات الجاهلية ؟


ناصرة السنة
16-02-2010, 04:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
نعلم بأنه يلزمنا المحافظه على البنت بكل شي
ولكن أريد منكم إفادتي هل كلمة ( البنت عار ) صحيحة أم هي من عادات الجاهلية ؟

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

هذا ليس بصحيح ، بل هو من عادات الجاهلية ، فإنهم كانوا يعتبرون البنت عارًا يجب التخلّص منه !
أما في الإسلام فقد اعتُبِرت بابًا إلى الجنة ، وسَببا في مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة .
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات ، فأعْطَتْ كل واحدة منهما تمرة ، ورفعت إلى فِيها تمرة لتأكلها ، فاستطعمتها ابنتاها ، فَشَقّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما ، فأعجبني شأنها ، فَذَكَرْتُ الذي صَنَعَت لِرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن الله قد أوجب لها بها الجنة ، أو أعتقها بها من النار .

وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ، وضمّ أصابعه .
قال النووي : وَمَعْنَى " عَالَهُمَا " قَامَ عَلَيْهِمَا بِالْمُؤْنَةِ وَالتَّرْبِيَة وَنَحْوهمَا . اهـ .
و قال ابن حجر : وَالظَّاهِر أَنَّ الثَّوَاب الْمَذْكُور إِنَّمَا يَحْصُل لِفَاعِلِهِ إِذَا اِسْتَمَرَّ إِلَى أَنْ يَحْصُل اِسْتِغْنَاؤُهُنَّ عَنْهُ بِزَوْج أَوْ غَيْره كَمَا أُشِيرَ إِلَيْهِ فِي بَعْض أَلْفَاظ الْحَدِيث ، وَالإِحْسَان إِلَى كُلّ أَحَد بِحَسَبِ حَاله . اهـ .
وقال العراقي : الْمُرَادُ بِالإِحْسَانِ إلَيْهِنَّ صِيَانَتُهُنَّ ، وَالْقِيَامُ بِمَا يُصْلِحُهُنَّ مِنْ نَفَقَة وَكُسْوَة وَغَيْرِهَا ، وَالنَّظَرُ فِي أَصْلَحِ الأَحْوَالِ لَهُنَّ ، وَتَعْلِيمُهُنَّ مَا يَجِبُ تَعْلِيمُهُ ، وَتَأْدِيبُهُنَّ وَزَجْرُهُنَّ عَمَّا لا يَلِيقُ بِهِنَّ فَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ الإِحْسَانِ ، وَإِنْ كَانَ بِنَهْر أَوْ ضَرْب عِنْدَ الاحْتِيَاجِ لِذَلِكَ ، وَيَنْبَغِي لِلإِنْسَانِ أَنْ يُخْلِصَ نِيَّتَهُ فِي ذَلِكَ وَيَقْصِدَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى ، فَالأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَمِنْ تَمَامِ الإِحْسَانِ أَنْ لا يُظْهِرَ بِهِنَّ ضَجَرًا وَلا قَلَقًا وَلا كَرَاهَةً ، وَلا اسْتِثْقَالا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُكَدِّرُ الإِحْسَانَ . اهـ .

إلى غير ذلك من لأحاديث التي جاء الأمر فيها بالإحسان إلى البنات .

وقد تكون البنت عارًا إذا لم تُحسن تربيتها ، أو تُرِك لها الأمر تفعل ما تشاء ، فهذا يتحمّل جنايته الوليّ ، وتتحمّل هي مسؤولية الحفاظ على نفسها .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد