المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبب نزول : ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف ....


عبق
15-02-2010, 04:00 PM
حبيت اورد عليكم سبب نزول هذه الايه العظيمه ..

قال الله تعالى ((ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون ))سورة البقره ايه(243)

يقال ان هناك قرية وقع فيها مرض الطاعون فهرب عامة اهلها فهلك من باقي فيها الا القليل
وعندما ارتفع عن القريه هذا المرض رجعوا من غادروها سالمين..فقالواالذين بقوا لو كنا فعلنا مثلكم وغادرنا لسلمنامن المرض ..ولكن لو وقع هذا المرض بنا مرة اخرى سوف نخرج من قريتنا ..

فوقع هذا المرض مرة آخرى فهربوا جميعا من القرية الى واد يقال له((واد افيح)) فناداهم ملك من اسفل الوادي ان موتوا فماتوا حتى اذا هلكوا وبقت اجسادهم مر بهم نبي يقال له حزقيل صلى الله عليه وسلم

فلمارأهم وقف يتفكر بهم فأوحى الله اليه : تريد ان أريك كيف احييهم ؟قال :نعم.. وانما كان تفكره انه تعجب بقدرة الله عز وجل عليهم فقيل له : ناد . فنادى :ياأيتها العظام ان الله يأمرك ان تتجمعي .فجعلت العظام يطير بعضها الى بعض حتى كانت اجسادا من عظام ثم اوحى الله اليه ان ناد : ياأيتها العظام ان الله يأمرك ان تكتسي لحما فأكتست لحماودما وثيابها التي ماتت فيها ثم قيل له :ان الله يأمرك ان تقومي فقاموا.
فحين شعروا بالحياه ..قالوا :سبحانك اللهم وبحمدك لااله الا انت فرجعوا الى قومهم أحياء يعرفون انهم كانوا موتى .

من كتاب ((قصص الانبياء))للامام ابي الفداء اسماعيل بن كثير

ماصحته ؟

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

هذا مما تتابع على ذِكْرِه المفسِّرون ، في تفسير الآية .
قال ابن كثير : وذكر غير واحد من السلف أن هؤلاء القوم كانوا أهل بلدة في زمان بني إسرائيل ، استوخموا أرضهم وأصابهم بها وباء شديد ، فخرجوا فِرارا من الموت هاربين إلى البرية ، فَنَزَلوا واديا أفيح ، فملأوا مابين عدوتيه ، فأرسل الله إليهم ملكين أحدهما من أسفل الوادي والآخر من أعلاه ، فصاحا بهم صيحة واحدة ، فماتوا عن آخرهم موته رجل واحد ، فَحِيزوا إلى حظائر وُبني عليهم جدران ، وفَنوا وتمزقوا وتفرقوا ، فلما كان بعد دهر مَرّ بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل ، فسأل الله أن يحييهم على يديه ، فأجابه إلى ذلك ، وأمره أن يقول : أيتها العظام البالية إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فاجتمع عظام كل جسد بعضها إلى بعض ، ثم أمره فنادى : أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما وعصبا وجِلدا ، فكان ذلك وهو يشاهده ، ثم أمره فنادى : أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره ، فقاموا أحياء ينظرون قد أحياهم الله بعد رقدتهم الطويلة ، وهم يقولون : سبحانك لا إله إلا أنت ، وكان في إحيائهم عِبرة ودليل قاطع على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة ، ولهذا قال (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْل عَلَى النَّاسِ)، أي : فيما يُريهم من الآيات الباهرة والحجج القاطعة والدلالات الدامغة (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) ، أي : لا يقومون بِشكر ما أنعم الله به عليهم في دينهم ودنياهم .
وفي هذه القصة عبرة ودليل على أنه لن يُغني حَذر مِن قَدر ، وأنه لا ملجأ من الله إلاّ إليه ، فإن هؤلاء خَرجوا فرارا من الوباء ، طلبا لطول الحياة ، فعوملوا بنقيض قصدهم ، وجاءهم الموت سريعا في آن واحد .

فائدة :
قال القرطبي : سُئل بعض المتقدمين عن رجل قيل له : أتؤمن بِفُلان النبي ، فسماه باسم لم يعرفه ، فلو قال نعم ، فلعله لم يكن نبيا ، فقد شهد بالنبوة لغير نبي ، ولو قال لا ، فلعله نبي ، فقد جحد نبيا من الأنبياء ، فكيف يصنع ؟ فقال : ينبغي أن يقول : إن كان نبيا فقد آمنت به .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد