المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقـاء مع الشيخ "عبد الرحمن السحيم" .. حول موضوع الخُلع وأحكامه


راجية العفو
23-04-2017, 02:43 PM
إن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على السكن ، والمودة ، والرحمة

وحسن المعاشرة ، وأداء كل من الزوجين ما عليه من حقوق.. ولكن قد يحدث أن يكره الرجل زوجته ، أو تكره هي زوجها .

والإسلام في هذه الحال يوصي بالصبر والاحتمال ، وينصح بعلاج ما قد يكون من أسباب الكراهية

قال الله تعالى :

( وعاشروهن بالمعروف ، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا

ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .

وفي الحديث الصحيح :

" لا يفرك مؤمن مؤمنة : إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر " ..

إلا أن البغض قد يتضاعف ، ويشتد الشقاق ، ويصعب العلاج ، وينفد الصبر

ويذهب ما أسس عليه البيت من السكن والمودة ، والرحمة ، وأداء الحقوق .

وتصبح الحياة الزوجية غير قابلة للإصلاح ، وحينئذ يرخص الإسلام بالعلاج الوحيد الذي لا بد منه .

فإن كانت الكراهية من جهة الرجل ، فبيده الطلاق ، وهو حق من حقوقه ، وله أن يستعمله في حدود ما شرع الله.

وإن كانت الكراهية من جهة المرأة ، فقد أباح لها الإسلام أن تُنهي هذه العلاقة الزوجية عن طريق ..

.. الخلـــــــــــع ..

وفي ذلك يقول الله ـ سبحانه وتعالى :

( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ، إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله

فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) .

ولقد أقرت بعض الدول العربية قانون الخلع ورفضته بعض الدول الأخرى ..

وقد أثار جدلاً واسعاً في كثير من الأوساط مما يترك أسئلة كثيرة تطرح نفسها لنبحث في هذه الظاهرة

- التي حدث إختلافاً عليها ما بين مؤيد ومعارض لها -

لنتعرف على حكمها وشروطها وأسبابها

وكل ما يتعلق بهذا الموضوع الذي يمس حياة المرأة المسلمة بشكل كبير .


ولهذا يسر مشكاة الشقائق ويشرفها أن تستضيف فضيلة الشيخ الكريم


" عبد الرحمن السحيم "

- عضو مركز الدعوة والإرشاد -

.. والداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة الرياض

بالمملكة العربية السعودية ...


في لقاءنا هذا ليجيب على أسئلة الإخوة والأخوات الكريمات فيما يتعلق بهذا الموضوع ..

ليضع لنا النقاط على الحروف ولتستبين المرأة المسلمة تفاصيل هذا الحكم الشرعي

من جميع جوانبه .



وإننا لنسأل الله عز وجل أن يجزي شيخنا الفاضل خير الجزاء على تفضله بقبول طلبنا

بإجراء هذا اللقاء المبارك مع فضيلته وعلى ما يبذله من الجهود المباركة

في إنارة سبل الحائرين والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .


فبارك اللهم لنا في شيخنا الفاضل وفي علمه وعمله

وتقبل جهوده خالصةً لوجهك الكريم .



تنبيه للأخوات :
على من تريد طرح سؤال أو استفسار على الشيخ الكريم بخصوص الموضوع
فلترسله على بريدي الخاص أو تكتبه في موضوعنا " إعلان هام " حتى أقوم بطرحه على الشيخ الكريم خلال اللقاء .
- وذلك تحقيقاً لرغبة شيخنا الفاضل في طريقة إجراء هذا اللقاء المبارك مع فضيلته -

راجية العفو
23-04-2017, 02:44 PM
الشيخ الكريم " عبد الرحمن السحيم " ..



وحياك الله فضيلة الشيخ وأهلاً وسهلاً بك معنا في هذا اللقاء المبارك

الذي أسأل الله أن ينفعنا به وجميع الأخوات الكريمات ..


شيخنا الفاضل ..

هناك سؤال يعرض لكثير من الناس : إذا كان الطلاق بيد الرجل .. فما الذي جعله الشرع بيد المرأة ؟


وما سبيلها إلى إنهاء العلاقة الزوجية مع زوجها إذا كرهت الحياة معه لغلظ طبعه , أو سوء خلقه , أو لتقصيره في حقوقها

أو لعجزه البدني أو المالي عن الوفاء بهذه الحقوق أو لغير ذلك من الأسباب ؟؟

راجية العفو
23-04-2017, 02:44 PM
فضيلة الشيخ :
ماهو الخلع في الشرع ؟
وما هي اسبابه ؟

راجية العفو
23-04-2017, 02:45 PM
هذه مقدمة بين يدي اللقاء تُعرّف بما نحن بصدده

الحمد لله الذي شرع لنا الدين القويم ( دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )

أحمده سبحانه وتعالى وأستعينه وأستغفره حيث ما جعل علينا في الدِّين من حرج .

والصلاة والسلام على من بعثه ربه بالحنيفية السمحة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة . رواه الإمام أحمد .

فديننا وسط بين إفراط اليهود وتفريط النصارى .

وهو وسط في العبادات ، ووسط في المعاملات .
يُعطي كل ذي حق حقّـه ، من غير إجحاف ولا تطفيف .

ومن هنا فإن قضايا المعاملات لم تُترك لأهواء البشر ولا لتصرّفاتهم إذ يَحْكُم ذلك النزعات الفردية ، والأهواء الشخصية ، والمصالح المشتركة لكل طائفة على حساب الأخرى .
فقد جاء الإسلام بقضايا المعاملات بين الناس أنفسهم ، كما جاء بقضايا المعاملات بين الناس وبين خالقهم .

والعلاقات الزوجية جزء من المعاملات بل من أهم المعاملات لطولها وملازمتها في الغالب ، لذا فقد جعل الإسلام فيها ومنها المخرج لكلا الطرفين نظرا لأنه قد يشوبها ما يشوبها من كدر وضيق .

ومن هنا كان اقتراح الأخت الفاضلة فدى – بارك الله فيها - في إجرءا هذا اللقاء حول هذه المسألة ، ألا وهي الخُـلْـع .

فأما تعريفه فـ :

الخُـلْـع في اللغة مأخوذ من خَلَعَ الثوب .
وهو بالضمّ (الـخُـلْـع ) اسم .
وبالفتح (الـخَـلْـع ) المصدر .
ومعناه في اللغة واسع .
وأما في اصطلاح الفقهاء فهو :
فراق الزوج زوجته بِعوض بألفاظ مخصوصة .

فائدته :

تخليص الزوجة من زوجها على وجه لا رجعة فيه إلا برضاها ، وبعقد جديد .


الأصل فيه :

قوله تعالى : ( وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )

ومِن السُّـنّة قصة امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنه وعنها
والقصة أخرجها البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟
قالت : نعم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقبل الحديقة ، وطلِّقها تطليقة .
و
في رواية له أنه عليه الصلاة والسلام قال : فَتَرُدِّينَ عَليْهِ حَديقَتَهُ ؟ فقالَتْ : نَعَمْ . فَرُدَّتْ عَليْهِ ، وأمَرَهُ ففارَقَها .

راجية العفو
23-04-2017, 02:46 PM
السؤال الأول :

إذا كان الطلاق بيد الرجل .. فما الذي جعله الشرع بيد المرأة ؟

وما سبيلها إلى إنهاء العلاقة الزوجية مع زوجها إذا كرهت الحياة معه لغلظ طبعه , أو سوء خلقه , أو لتقصيره في حقوقها

أو لعجزه البدني أو المالي عن الوفاء بهذه الحقوق أو لغير ذلك من الأسباب ؟؟



=========

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أولاً : ينبغي أن يُعلم أن الحياة الزوجية قائمة على ركنين :
المودّة والمحبة
والرحمة المتبادلة

وقد يضعف الركن الأول وعندها يجب أن يقوى الركن الثاني

أما لماذا ؟

فلأنه قد يكون هناك ما يدعو إلى بقاء هذه الحياة الزوجية بين الزوجين ، كوجود أولاد ونحو ذلك ، ولا يكون هناك بغض وكراهية ، بل تضعف المحبة والمودّة بين الزوجين .

ولذا قال عمر رضي الله عنه : ليس كل البيوت يبنى على الحب ، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام .

وقد يُحب الرجل في زوجته خلقا من الأخلاق أو صفة من الصفات فيُبقيها لأجل هذه الصفة ، ومثله الزوجة .
إلا أنه ينبغي أن لا يغيب عن أذهان كل من الزوجين رحمة كل طرف بالآخر ، وإن ضعفت المحبة والمودّة .

وأن تتذكّر المرأة فضل الصبر على الزوج ، وأنه يستحيل وجود زوج خال من العيوب .

إذا عُلم هذا فيأتي الجواب عن الشق الأول من السؤال :

وهو : ما الذي جعله الإسلام بيد المرأة ؟

عندما يكره الرجل زوجته وتقع البغضاء وربما العداوة والشحناء ، وعندما يُخفق في علاج هذه الأمراض الأُسريّة فإنه قد يلجأ إلى الطلاق ، وإن كانت الشريعة الغراء قد وضعت ضوابط وحلول قبل الإقدام على الطلاق ، كأن لا يُطلّق في حيض ولا في طهر جامع فيه ، وأن يلجأ إلى التحكيم قبل الطلاق .

وأما المرأة فإنها إذا وقع لها مثل ذلك فإنها تلجأ أولاً إلى الإصلاح ثم إلى التحاكم أيضا فإذا لم يُجد ذلك شيئا فإن لها حق المخالعة .
فتتفق مع زوجها على أحد ثلاثة أمور :
إما أن تُعيد له ما دفعه من مهر
أو أقل منه
أو أكثر

فإذا لم يقبل بذلك فإن لها حق اللجوء إلى القضاء ثم للقاضي أن يخلع الزوجة من ذمة زوجها ولو بالقوّة .

ولكن وإن قلنا بالمخالعة وأنه يجوز للزوج أن يقبل ويأخذ ما دفعته الزوجة إلا أنه ينبغي على الزوج أن لا يغيب عن ذهنه قوله تبارك وتعالى : ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ )


وهنا قد يرد السؤال :

لماذا جُعل الطلاق بيد الرجل دون المرأة ؟
فأقول :
القاعدة أن الغُنم بالغُرم
ما معنى هذا الكلام ؟

الغُنم من الغنيمة والكسب
والغُرم هو من الغرامة والخسارة

والعرب تقول : يتولّى حارّها من تولّى قارّها !
أي من تولى بارد الشيء ويسيره يتولّى شدّته .

فالذي تولّى النفقة وأُلزِم بها هو الذي يتولّى الطلاق
ثم إنه حُمّل القوامة فيكون الطلاق بيده

ثم إن المرأة عاطفية تغلب عليها العاطفة ، وهذا مدح وليس ذمّ ، إذ خلقها الله عز وجل عاطفية لحاجة الأم والولد إلى العاطفة وإلى مزيد من الحنان .

إذا السبيل إلى إنهاء تلك الحياة الزوجية التي لم يُكتب لها الاستمرار هو الطلاق من قبل الزوج ، والخُلع من قبل المرأة .

وهذا من حكمة الشريعة الإسلامية التي هي شريعة ربانية خالية من أهواء البشر

إذ أن بعض الديانات – كالنصرانية – لا يُمكن أن يوقع الطلاق ، ولذا يلجأ بعض الأزواج إلى التخلّص من زوجته ، وهذا موجود في زماننا هذا بالأرقام والإحصائيات في أوربا وأمريكا .

كما أنهم يجعلون الطلاق بيد المرأة !
وهذا إجحاف في حق الزوج
إذ الزوجة عندهم تُطلّق ، والزوج لا يستطيع ذلك !

مع أن هذا بخلاف ما جاء في كتبهم المقدّسة وإن دخلها التحريف !

راجية العفو
23-04-2017, 02:46 PM
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل وزادك الله من علمه وفضله

ونفع بكم الإسلام والمسلمين .



شيخنا الفاضل ..

- ما هي الشروط الواجب توفرها لصحة الخلع ؟؟


- وما هي الأسباب الموجبة لإقرار الخلع والتي يحق للمرأة بموجبها طلب إنفاذ الخلع من زوجها ؟؟


- وهل يمكن إعتبار الخلع هو الحل للخلافات الزوجية وللعديد من القضايا التي قد تستمر في المحاكم لسنوات طويلة بدون حل ؟؟

راجية العفو
23-04-2017, 02:47 PM
أما تعريف الخُـلع فقد سبق في المقدّمة


وأما أسبابه فمنها :

= كراهية المرأة لزوجها ، دون أن يكون ذلك نتيجة سوء خُلق منه ، كما قالت زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه .

= عضل الزوج لزوجته ، بحيث يكره الزوج زوجته ولا يُريد أن يُطلّقها فيجعلها كالمعلّقة ، فتفتدي منه نفسها بمالها ، وإن كان يحرم عليه فعل ذلك .

= سوء خُلُق الزوج مع زوجته فتُضطر الزوجة إلى المخالعة .

= إذا خافت الزوجة الإثم بترك حقِّ زوجها .

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 02:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ندعو الله أن يبارك في الشيخ، ويسكنه الفردوس الأعلى..

اختي حورية، اليكِ بعض من الاسئلة، كنت أريد ان اضعها على مراحل،
ولكن..تحمليني.

- شروط الخلع
- هل تمنع الزوجة من أن تشم رائحة الجنة ..إن طلبت الخلع!!
كما في الطلاق...حيث ان كل امرأة تطلب الطلاق من زوجها..لا تشم رائحة الجنة..
-هل للزوجة عدة..بعد الخلع !!
-هل يجوز للزوجة ان تعود الى زوجها..بعد الخلع،، إن ندمت..!!
وكيف يتم ذلك..!
-في كندا..ان لم يكن هناك امام، فهل يجوز أن يتم الخلع في المسجد..مع وجود الشهود..!!

وجزاكم الله خير
من الاخت أم رزان منتدى سفينة النصح

راجية العفو
23-04-2017, 02:48 PM
- ما هي الشروط الواجب توفرها لصحة الخلع ؟؟


أولاً : أن يكون هناك ما يدعو إليه ، إذ قد ورد الوعيد الشديد على من طلبت الطلاق دون سبب
قال عليه الصلاة والسلام : أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .

ثانيا : أن يكون على عِوض ، أي على مُقابل تدفعه الزوجة
فإن لم يكن مُقابل فهو طلاق من جهة الزوج .

ومن جهة الزوج أن لا يكون نتيجة عضل ومُضارّة بالزوجة لتخالعه ، لقوله تبارك وتعالى : ( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً )


ثم ذكّر الأزواج بما كان بينهم فقال : ( وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا )


- وما هي الأسباب الموجبة لإقرار الخلع والتي يحق للمرأة بموجبها طلب إنفاذ الخلع من زوجها ؟؟


وأما الأسباب التي تدعو إلى الخُلع فقد سبقت الإشارة إليها .

ويُضاف إليها أيضا ما لو كان الزوج ضعيف الدِّين ويرتكب بعض ما حرّم الله من الكبائر ولا تستطيع الزوجة الصبر على ذلك كما أنها لا تستطيع إثبات ذلك لدى المحاكم وهو لا يُريد أن يُطلّق فإنها تُخالعه .


- وهل يمكن إعتبار الخلع هو الحل للخلافات الزوجية وللعديد من القضايا التي قد تستمر في المحاكم لسنوات طويلة بدون حل ؟؟

والخُـلع هو أحد الحلول الشرعية للمشكلات الزوجية
إذ أن بعض الأزواج يحمله سوء الخلق أو اللؤم أحيانا على مُعاشرة زوجة لا تُحبه بل تكرهه
أو لا يُريد أن يوقع الطلاق بل يُريد أن تطلب منه ذلك ليذهب بما أعطاها من مهر أو يأخذ العِوض والمقابِل على الطلاق .

ومثله التحاكم الذي شرعه الله عز وجل لعباده في حال وقوع الخلاف والشقاق بين الزوجين .

راجية العفو
23-04-2017, 02:49 PM
ما هي شروط الخلع ؟

أما شروط الخُلع فقد سبقت الإشارة إليها أعلاه .



هل تمنع الزوجة من أن تشم رائحة الجنة إن طلبت الخلع كما في الطلاق ، حيث ان كل امرأة تطلب الطلاق من زوجها لا تشم رائحة الجنة ؟

سبقت الإشارة إلى حديث : أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد وغيره .
وهذا الحديث رواه أبو داود في كتاب الطلاق . بابٌ في الخلع .

وهذا مُقيّد بما إذا كان من غير بأس
من غير سبب
من غير وجود عُذر شرعي

أما إذا وُجد السبب من كراهية أو شقاق وخلاف مستمر أو غير ذلك مما سبقت الإشارة إليه من الأسباب فيجوز لها أن تطلب الطلاق أو أن تُخالعه .

ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُنكر على زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه لما قالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟
قالت : نعم . رواه البخاري .
وسبقت الإشارة إليه في المقدمة .

ففي هذا الحديث أنها سألته الطلاق ؛ لأنها لم تُحبّـه
وفيه أنها ردّت عليه المهر ؛ لأنها هي التي طلبت الطلاق .

فهي لا تعيبه في خلق ولا دين ولكنها لا تُحبّه

قال ابن حجر رحمه الله :
قولها : ولكني أكره الكفر في الإسلام : أي أكره أن أقمت عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر ، وانتفى أنها أرادت أن يحملها على الكفر ويأمرها به نفاقا بقولها : لا اعتب عليه في دين ، فتعيّن الحمل على ما قلناه . انتهى .

فهي تكرهه ، ومعلوم أن الحب من الله لا يأتي بوصفه
فبعض النساء من أول أيامها ربما لا تُطيق حتى النظر إلى زوجها
والحب والمحبة من الله ، فلا تأتي بالقوّة !
قال عليه الصلاة والسلام : إن الـمِـقَـة من الله . رواه الإمام أحمد وغيره .
والمقة هي المحبة .




هل للزوجة عِـدّة بعد الخلع ؟


أما المختلِعة فقد اختلف العلماء في عِدّتها : هل تعتد بعد الخلع بحيضة أو تعتد كعدّة المطلّقة ؟

والصحيح أنها تعتدّ بحيضة واحدة لما رواه أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت منه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم عدّتها حيضة .

وروى ابن أبي شيبة عن نافع عن بن عمر أن الرُّبيِّع اختلعت من زوجها فأتى عمها عثمان ، فقال : تعتد بحيضة . وكان بن عمر يقول : تعتد ثلاث حيض حتى قال هذا عثمان ، فكان يُفتي به ويقول : خيرنا وأعلمنا .
يعني بذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه .

فإذا حاضت بعد الخُلع ثم طهرت فقد انقضت عدّتها .



والسبب في ذلك - والله أعلم -


أن العِدّة جُعلت في حال الطلاق بثلاث حيض – في غير الحامل –
حتى يحصّل التّروّي والمراجعة ، ولذلك لا يُخرج الرجل زوجته من بيته إذا طلّقها طلاقا رجعيا ولا يحل له ذلك .
قال سبحانه وتعالى : ( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ )

أما لماذا ؟

فـ ( لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )

ومن الحكمة أيضا في التروّي والمراجعة ورأب الصدع أن لا يقع الطلاق في طُهر وقع فيه جماع ، ولا يوقع في حال حيض لتغيّر نفسية المرأة في ذلك الوقت .



هل يجوز للزوجة ان تعود الى زوجها..بعد الخلع ،، إن ندمت ؟
وكيف يتم ذلك ؟

رجوع الزوجة إلى زوجها بعد المخالعة محلّ خلاف أيضا .

والصحيح – والله أعلم – أنه يجوز لها أن ترجع إليه ، ولكن بعقد جديد ومهر جديد .

فإذا ندمت الزوجة بعد وقوع الخلع ورغب بها الزوج فإنه لا بّد من عقد جديد وتسمية مهر جديد أيضا ولو كان يسيراً .



في كندا.. إن لم يكن هناك امام، فهل يجوز أن يتم الخلع في المسجد مع وجود الشهود..؟

لا إشكال في أن يتم الخلع في المسجد ويشهد عليه الشهود لتُضبط الأمور .

لأنه لا يقع إلا في حال شقاق ونزاع فيُخشى من إنكاره .

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 02:49 PM
* الأخت الفاضلة " المؤمنة السلفيـــــة " تسأل فتقول :

1- معلوم ان الخلع حق من حقوق الزوجه تتنازل بموجبه عن بعض الحقوق لتكسب حريتها المتمثله بالطلاق متى يحق لها ان تستخدم هذا الحق ؟

2- ما هى الظروف التى اذا وجدت تعطى المراه الحق فى طلب الخلع ؟


******************************


* وسؤال آخر من أختنا الفاضلة " أم اليمـــــــــان " :

هل يكون حال الزوجة بعد الخلع كحالها بعد الطلاق من ناحية العدة ؟

وهل يصح الخلع في اي وقت ؟

راجية العفو
23-04-2017, 02:50 PM
1- معلوم ان الخلع حق من حقوق الزوجه تتنازل بموجبه عن بعض الحقوق لتكسب حريتها المتمثله بالطلاق متى يحق لها ان تستخدم هذا الحق ؟

2- ما هى الظروف التى اذا وجدت تعطى المراه الحق فى طلب الخلع ؟


المعنى في السؤالين واحد :

فيحق للزوجة أن تستخدم هذا الحق ( الخُلع ) عندما يكون هناك ما يُبرر طلب الطلاق .
كأن تكون المرأة تكره زوجها كرها شديداً .
أو لا ترضى دينه ( كأن يكون يشرب الخمر أو يتعاطى المخدّرات أو يرتكب فاحشة الزنا )
أو يكون سيئ الخُلُق ، ولو كان على دين وصلاح .
أو يكون كثير الضرب لها من غير مُبرر
أو ترى المرأة أن زوجها يُبغضها ويُضيّق عليها ويؤذيها لأجل أن تطلب هي الطلاق حتى تُفاديه بمالٍ مُقابِل ذلك .

ونحو هذه الأعذار

فهذه أعذار تُجيز للمرأة أن تطلب الخُلع ، وإن كان الصبر – أحياناً – أفضل من المخالعة .

وإنما جُعل الخُلع على عِوض ومُقابل مادي حتى لا تتسرّع إليه المرأة لأدنى سبب ، بل تعلم أنها سوف تدفع ما يُقابِل ذلك .

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 02:50 PM
هل يكون حال الزوجة بعد الخلع كحالها بعد الطلاق من ناحية العدة ؟

أما ما يتعلق بالعِدّة فقد سبق الجواب عنه ، وتفصيل القول فيه .


وهل يصح الخلع في أي وقت ؟

المسألة محلّ خلاف بناء على الاختلاف : هل الخُلع طلاق أو فسخ ؟

والذي يظهر أنه فسخ
ولا يُشترط له ما يُشترط للطلاق مِن أن يكون الطلاق في طُهر لم يقع فيه جماع ، وأن لا يكون في وقت حيض .
كما أنه لا يُشترط له – على الصحيح – عِـدّة ، كما سبق بيانه .

والنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءته زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه تُريد مخالعة زوجها سألها إن كانت تردّ عليه المهر ، وهو الحديقة التي أهداها إياها ، فلما قالت : نعم أمره عليه الصلاة والسلام أن يُفارقها ، ولم يسألها عن حالها .

بخلاف حال ابن عمر رضي الله عنهما الذي طلّق في حال حيض فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يردّ زوجته لأن هذا من الطلاق البدعيّ .

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 02:51 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وزادك من علمه وفضله ..


إحدى الأخوات تسأل فتقول :

- هل يجوز لبعض الأزواج المطالبة ببدل نقدي مبالغ فيه عدا عن تنازل الزوجة عن جميع حقوقها المالية ؟؟!!

- وهل يُشترط في الخلع التلفظ أم أن الكتابة تكون كافية ويُعتبر الخلع صحيح ونافذ ؟؟!!

راجية العفو
23-04-2017, 02:51 PM
بســــم الله الرحـــمــــن الـــرحـــيـــم

صاحب الفضيلة الشيخ \عبد الرحم السحيم ... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
أود مع بداية رسالتي ان اشكركم سلفا لاستجابتكم للرد على طلب الفتوى فيما ساعرضه .
على فضيلتكم كما يلي:
تزوج احدهم بابنة خالته منذ عشرين عاما وانجب منها ستة اطفال منهم الذكور ومنهم
الإناث وهو مقيم في مدينة الرياض وفي يوم واثناء قيادته لسيارته خارج الرياض ومعه الزوجة والاولاد تعرض لحادث مروري تسبب فيه بوفاة ولده البالغ 16 عاما وتعرض الزوجة لكسور ورضوض مما تسبب بفقدانها جزء كبير من حيويتها ونشاطها وجعلها عرجاء وبحاجة دائمة للعلاج الطبيعي خلاف الادوية المخففة00وبعد مدة من الزمن قام الزوج وتزوج امرأة ثانية من غير جنسيته ولم تعترض الزوجة الاولى لأنه شرع الله واستضافتها في منزلها حتى تمكن الزوج من ايجاد منزل مناسب للثانية00ولكن قبل ان تحضر الثانية وبعد ان تزوج امتنع عن النوم في نفس الغرفة مع الزوجة الاولى وأصبح ينام بغرفة أولاده لمدة ثلاثة أشهر ولم يقترب خلالها من الزوجة الاولى00ولما طال انتظار الزوج لوصول الزوجة الثانية من بلادها عاد ودخل في غرفة الزوجة الاولى ونام معها وعاشرها معاشرة الازواج حتى حضرت الثانية وبقي الحال هكذا ينام معها لمدة عام ونصف وهى لا تعلم انها مطلقة منه وان زوجها أودع صك الطلاق الصادر عن المحكمة الشرعية في الرياض لدى سفارة بلده ليوضع في ملف طلب الهجرة والتجنس للزوجة الثانية لأن بلد بالتجنس لا تسمح بتعدد الزوجات00وبعد أن علمت الزوجة الاولى بأنها طالق أمتنعت عنه لأنها تخاف الله وطالبت بحقها في صورة من صك الطلاق فرفض وأمتنع وأخذ جواز سفرها وأخفاه لدى أحد أصدقائه وطلب منها الاستمرار بهذا الوضع ولما رفضت لم يعد ينفق على أولاده ولايكسوهم00رغم حضوره اليومي للمنزل والنوم فيه مع الاولاد تارة وبالصالون تارة وهى كانت ماتزال تقوم على خدمته بالاجبار والإكراه منغسيل وطبخ وكوي وأعداد طعام إلا النوم معه00الى أن تمكنت من الذهاب مع اولادها لبيت اهلها في مدينة اخرى00وكررت طلباتها من حصولها على صك الطلاق وجواز السفر لتثبيت الطلاق والنفقة على اولاده وعليها حيث ان اولاده كلهم فوق السابعة من العمر ولا يريدون ان يكون والدهم وصي ولا قيم ولا حاضن لهم من كثرة الذل الذي تعرضوا له والاهانة والتجويع00والضرب وطلبه منهم ان يتركوا المدرسة ليقوموا بالانفاق على البيت رغم انه صاحب راتب كبير وثروة000مما تقدم ما هو الحكم الشرعي فيما عرض على فضيلتكم00وهل يطبق حد الزنى بالزوج عقابا لفعلته00ام لا ؟0
- ارجو الرد على الفتوى على العنوان المذكور في اعلى الصفحة وخطي اثابكم الله ونجانا من المحن واياكم
> وتقبلوا خالص الاحترام لشخصكم الفاضل النبيل
> والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
> أبو أحمد
نن منتدى سفينة النصح

راجية العفو
23-04-2017, 02:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفضيله الشيخ /عبد الرحمن السحيم ... حفظه الله

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته... وبعد

أرجو من فضيلتكم التكرم بالاجابة على هذه التساؤلات التى وقع فيها أحد المسلمين ونص الوقائع كما يلى ؟

1- فى عام 1980 ميلاديه تعرف ثرى ووجيه مسلم أثناء تواجده فى الغرب بشابه مسيحيه ونشأت علاقه بين الاثنين أستمرت لغايه العام 2002 فى هذه الاثناء توطدت العلاقه الحرام وطلب منها فى عام 1994 م . أن تترك عملها الذى تزاوله فى الغرب والتفرغ له وأصبحت تسافر معه الى أى مكان فى العالم . وكأنها زوجته بما تحمل العبارة من معنى .

2- فى العام 1999 م. قام بالزواج منها بحضور شهود ولم يسجل العقد فى الخارج لاسباب نجهلها والزوجه الاجنبيه تسأل أن لم يعترف الزوج بالعقد ماذا ستفعل ؟

3- فى عام 2000م. عقد عليها ثانيه بعقد زواج مدنى مسجل فى أوربا .

4- فى العام 2001 ولدت له ابنه

5- فى العام 2002م. طلب الطلاق من الزوجه وبدون اسباب وعرض عليها مبلغ من المال لقاء تنازلها عن الطفله ان وافقت على الطلاق المدنى المذكور اعلاه.

المطلوب الاجابه عنه هو الاتى :

1- هل الزواج الاول شرعى ام لا ؟

2- ان كان الزواج شرعى ماهو المطلوب لانهاؤه ؟

3- الطفله هل ولدت شرعيه ام لا؟ وما هى حقوقها ؟

4- العقدين ان لم يكونا شرعين ماهو الحل لاثبات الزوجه ...والحضانه ...والنفقه ...والميراث...وأسم العائله وثبوت النسب ... كل هذه الاسئله تحتاج لفتوى سعادتكم البالغه الاهميه ..

وجزاكم الله عنا الخير كله ووفقكم لمرضاته

وتقبلوا خالص التحيه ...

والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاتة

أبو نجيب

من منتدى سفينة النصح

راجية العفو
23-04-2017, 02:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله
جزى الله الخوان في منتدى مشكاة كل خير
وجزى الله الشيخ عبدالرحمن السحيم كل خير
وأشهد الله إني أحبهم في الله
وجزى الله كل من ساهم في هذا العمل الطيب
مدير عام منتدى وشبكة النصح
خالد العبد الله

راجية العفو
23-04-2017, 02:53 PM
هل يجوز لبعض الأزواج المطالبة ببدل نقدي مبالغ فيه عدا عن تنازل الزوجة عن جميع حقوقها المالية ؟؟!!


يجوز أن يكون الخُلع على مبلغ أقلّ من المهر
ويجوز أن يكون على مبلغ أكثر ، إلا أن القاعدة : لا ضرر ولا ضرار .
فلا يضارّ الزوج بزوجته
والأغلب أن يكون على مقدار ما دفعه من مهر

إلا أنه ينبغي أن تُبنى هذه الأمور على المسامحة لسابق العِشرة بين الزوجين .



- وهل يُشترط في الخلع التلفظ أم أن الكتابة تكون كافية ويُعتبر الخلع صحيح ونافذ ؟؟!!


إذا كانت الكتابة مِن قِبَل الزوج فتعتبر كافية
وهذا من إقامة الكتابة مقام العبارة ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

راجية العفو
23-04-2017, 02:54 PM
هذا اللقاء خاص بموضوع ( الخُلع ) وليس في المشكلات الزوجية وما يتعلق بها

والله يحفظك

راجية العفو
23-04-2017, 02:54 PM
شيخنا الفاضل ...

يرى بعض المحللين والمراقبين لتطبيق قانون الخلع في بعض الدول العربية مؤخراً أن قانون الخلع لا يُنصف
الزوجات لأنهن سوف يتنازلن عن كل مستحقاتهن المالية ويخسرن جميع الحقوق المستحقة لهن من مؤخر صداق
وأثاث منزلي وغير ذلك .ولذلك فعند حدوث أي مشكلة فالزوجات يرفضن اللجوء إلى الخلع لأن طرق التقاضي
بالطلاق تحفظ لها حقوق عديدة لا يكفلها الخلع .

فما رأي فضيلتكم في هذا الرأي ؟؟ وبماذا تردون عليهم ؟؟



- هل حكم الخلع في الإسلام مثل حكم الطلاق .. أم أن هناك فرق بينهما ؟؟ أي هل يعتبر الخلع طلقة أم لا ؟؟


- هل يُشترط إثبات المخالعة رسمياً في المحاكم أم تصح بمجرد وجود شهود عليها ؟؟


- هل يُشترط أن يكون الخلع مشروطاً بدفع النقود المتداولة بين الناس أم يجوز فيه أي منفعة تقابل بالأموال ؟؟
وهل يجوز أن يكون التخلي عن الأطفال هو بدل للخلع ؟؟

راجية العفو
23-04-2017, 02:55 PM
يرى بعض المحللين والمراقبين لتطبيق قانون الخلع في بعض الدول العربية مؤخراً أن قانون الخلع لا يُنصف الزوجات لأنهن سوف يتنازلن عن كل مستحقاتهن المالية ويخسرن جميع الحقوق المستحقة لهن من مؤخر صداق وأثاث منزلي وغير ذلك . ولذلك فعند حدوث أي مشكلة فالزوجات يرفضن اللجوء إلى الخلع لأن طرق التقاضي بالطلاق تحفظ لها حقوق عديدة لا يكفلها الخلع .

فما رأي فضيلتكم في هذا الرأي ؟؟ وبماذا تردون عليهم ؟؟



الخُـلع ليس ورقة رابحة في يد المرأة تلوّح بها متى شاءت !
وإنما هو حل من الحلول
والحلول منها ما يمكن أن يكون أولـيّـاً ومنها ما يكون كمبضع الجرّاح .
كما تكون الحلول في علاج النشوز ( وعظ فهجر فضرب غير مبرّح )

وقد يكون العلاج مؤلما ساعة تلقي المريض له ، ولكن عاقبته سليمة
وكذلك الأمر بالنسبة للخلع
لا تُكره عليه المرأة ولكنه حق من حقوقها إذا ما كانت الأسباب الداعية إليه من قِبلها أو أرادت أن تشتري كرامتها وتحفظ نفسها من أن تُهان .
وإن كان هذا الأمر محرّم في حق الرجل
أي أن يؤذيها ويعضلها حتى تطلب منه الطلاق .
قال سبحانه وتعالى : (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )

ولكن الزوجة قد تجد نفسها مُضطرّة لمخالعة زوجها في ظروف معينة .
والعلماء يُشبّهون المخالعة بفكاك الأسير نفسه من آسره .





هل حكم الخلع في الإسلام مثل حكم الطلاق .. أم أن هناك فرق بينهما ؟؟ أي هل يعتبر الخلع طلقة أم لا ؟؟




هناك فروقات بين الخلع والطلاق سبقت الإشارة إلى بعضها
ففرق بين الخلع والطلاق من حيث العِدّة
وفي وقت إيقاع كل منهما
ولا يترتب عليه نفقة ، بخلاف الطلاق الرجعي

وأما هل يُعتبر طلاقا أو لا ؟

فتقدمت الإشارة إلى خلاف العلماء : هل هو طلاق أو فسخ ؟
والتفصيل والترجيح .. كل ذلك تقدّم .

ولا يُعتبر طلاقا على الصحيح من أقوال أهل العلم .
وإن كانت تحصل به الفُرقة بين الزوجين كما سبق بيانه .






هل يُشترط إثبات المخالعة رسمياً في المحاكم أم تصح بمجرد وجود شهود عليها ؟؟




لا يُشترط أن يكون إثبات الخلع في المحاكم ، إلا أنه أثبت وأضبط للأمور إذا ضُبِطت وقُيّدت بالمحاكم الشرعية .





هل يُشترط أن يكون الخلع مشروطاً بدفع النقود المتداولة بين الناس أم يجوز فيه أي منفعة تقابل بالأموال ؟؟

لا يُشترط في الخلع أن يكون نقدا بل إذا كان المهر عيناً أو منفعة وردّتها إليه صح أن يكون خُلعا
ومثله لو اتفقت الزوجة مع زوجها على وضع مؤخر الصّداق – مثلا – جاز
ويصح أن يكون مُقابل أن تُسقط عنه نفقتها إذا كانت حاملا ؛ لأن الحامل تجب لها النفقة ، لقوله تعالى : ( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ )
ويصحّ الخلع مُقابل مجهول ، كأن تُخالعه على شاة من غنمها ونحو ذلك .





وهل يجوز أن يكون التخلي عن الأطفال هو بدل للخلع ؟؟



يجوز أن يكون تخلّي الزوجة عن حضانة أطفالها مُقابل الخُلع ؛ لأن الزوجة أولى بحضانة أطفالها ما لم تتزوّج .



والله أعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 02:56 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ورفع قدرك في الدنيا والآخرة .


شيخنا الفاضل ..

- ما أوجه الشبه والإختلاف بين الخلع وبين المباراة ؟؟



- نرجو أن تحدثنا شيخنا الكريم - بحكم موقعكم ومكانتكم الكريمة - عن مدى تطبيق هذا الحكم الشرعي ( الخلع ) في محاكم المملكة العربية السعودية .. ؟؟


وهل تجد النساء هناك حرجاً في اللجوء إلى هذا المنفذ - الذي أباحه الله لها ؟؟

راجية العفو
23-04-2017, 02:57 PM
ما أوجه الشبه والإختلاف بين الخلع وبين المباراة ؟؟


المباراة يُملِّكون بها المرأة أمر نفسها

ولا يُشترط فيها أن تكون على عِوض

بخلاف الخُلع
فإنه لا يُجعل فيه أمر المرأة إلى نفسها بل هو فسخ كما تقدّم بيانه
ويُشترط فيه أن يكون على عِوض


نرجو أن تحدثنا شيخنا الكريم - بحكم موقعكم ومكانتكم الكريمة - عن مدى تطبيق هذا الحكم الشرعي ( الخلع ) في محاكم المملكة العربية السعودية .. ؟؟

= أما ما أعرفه عن المحاكم أنه يُطبق فيها ، وهو حُكم شرعي لا حرج فيه ولا في طلبه من قِبل المرأة

وهل تجد النساء هناك حرجاً في اللجوء إلى هذا المنفذ - الذي أباحه الله لها ؟؟

وتلجأ بعض النساء إليه في بعض الظروف
وقد يتولّى المطالبة به أحيانا وليّ المرأة إذا وكّلته على ذلك .

راجية العفو
23-04-2017, 02:58 PM
امرأة كانت ذات زوج فطلقها .. ثم تزوجت غيره فطلبت الخلع لعلةٍ شرعية ..

هل يجوز لها أن ترجع لزوجها الأول ؟؟ أم لابد أن يكون الزواج الثاني انتهى بطلاق لا بخلع .

و بارك الله فيكم و رفع شأنكم في الدارين .

راجية العفو
23-04-2017, 02:58 PM
امرأة كانت ذات زوج فطلقها .. ثم تزوجت غيره فطلبت الخلع لعلةٍ شرعية ..

هل يجوز لها أن ترجع لزوجها الأول ؟؟ أم لابد أن يكون الزواج الثاني انتهى بطلاق لا بخلع .


شرط عودتها لزوجها السابق أن تنكح زوجا غيره بغير قصد التحليل
لقوله تبارك وتعالى : ( فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ )
فقوله : ( فَإِنْ طَلَّقَهَا ) يعني الطلقة الثالثة .

والمقصود أن تنكح زوجا غيره .
ويُشترط أن لا يكون تزوجها ليُحلِّلها لزوجها الأول
ولقوله عليه الصلاة والسلام : ألا أخبركم بالتيس المستعار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : هو المحلِّل ، لعن الله المحلِّل والمحلَّل له . رواه أبو داود .

ويُشترط في هذا النكاح أن تقع المعاشرة بين الزوجة وزوجها الثاني حتى تحلّ لزوجها الأول

فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت امرأة رفاعة القرظي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : كنت عند رفاعة فطلقني فَأَبَتّ طلاقي ، فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير إنما معه مثل هدبة الثوب ! فقال : أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك . وأبو بكر جالس عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر أن يُؤذن له ، فقال : يا أبا بكر ألا تسمع إلى هذه ما تجهر به عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فلا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم !

وقد أشرت فيما سبق إلى إمكان رجوع الزوجة إلى زوجها ولو بعد الخلع ، ولكن بعقد جديد ومهر جديد .

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 02:59 PM
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل ..

زادك الله من علمه وفضله .



شيخنا الفاضل ..

- هل يُقبل من الزوجة المريضــة مرض الموت أن تخالع زوجها كما للزوجة الصحيحة سواء بسواء ؟؟!! أم أن هناك شروط وضوابط لذلك ؟؟


- وهل يٌقبل الخلع من الزوجة الصغيرة غير المميزة ؟؟ وكذلك من الزوجة الصغيرة المميزة !! أم أنه يعتبر طلاقاً وليس خلعاً ؟؟ نرجو توضيح ذلك شيخنا الفاضل ؟؟

راجية العفو
23-04-2017, 02:59 PM
وإلا فمن التي سوف تدفع مالها وتُخالِع زوجها في مرض الموت ؟؟؟

كذلك الصغيرة !

فنحن نشكو اليوم في عالمنا العربي شرقا وغربا من مشكلات تأخر الزواج ( العنوسة ) وأين نحن وزواج الصغيرة !

زواج الصغيرة نادر بل يكاد يكون معدوما !

فإذا وقع ذلك يُسال عنه !

راجية العفو
23-04-2017, 03:00 PM
في البداية .. نشكر مشرفات الشقائق على جهودهن . وعلى حسن اختيارهن .

والشكر موصول للشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم .. على قبوله .الدعوة . والله نسأل له التوفيق والسداد .

أما سؤالنا : السؤال : هناك من النساء . من تستخدم الخلع .. لكي تتخلص من زوجها لأسباب تافهة أو أعذار واهية لا تستدعي فسخ هذه العلاقة الزوجية .. وعندما تنصح بأن تتقي الله وتحافظ على زوجها وأسرتها تحتج بأن الشرع أعطاها هذا الحق ولها أن تستخدمه وقتما تشاء .

ونحن نعلم أنه الشرع أعطاها هذا الحق إذا كانت الحياة مع زوجها لا تطاق أو استفحل أن تعود المياه بينهما إلى مجاريها .

فما حكم فعلها ذلك .. وما هي نصيحتكم لمن تحاول أن تسلك هذا المسلك ؟؟


أفيدونا أثابكم الرحمن وجزاكم الله خيرا

راجية العفو
23-04-2017, 03:01 PM
لسؤال : هناك من النساء . من تستخدم الخلع .. لكي تتخلص من زوجها لأسباب تافهة أو أعذار واهية لا تستدعي فسخ هذه العلاقة الزوجية .. وعندما تنصح بأن تتقي الله وتحافظ على زوجها وأسرتها تحتج بأن الشرع أعطاها هذا الحق ولها أن تستخدمه وقتما تشاء .

ونحن نعلم أنه الشرع أعطاها هذا الحق إذا كانت الحياة مع زوجها لا تطاق أو استفحل أن تعود المياه بينهما إلى مجاريها .

فما حكم فعلها ذلك .. وما هي نصيحتكم لمن تحاول أن تسلك هذا المسلك ؟؟


الجواب :

وأثابك الله
وبارك الله فيك

تقدّم أن الخُلع حل من الحلول للحياة التي تصل إلى طريق مسدود
وأنه ليست ورقة رابحة في يد المرأة تستعمله متى شاءت

كما سبقت الإشارة إلى أن قوله عليه الصلاة والسلام : أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد ، ورواه أبو داود في كتاب الطلاق . بابٌ في الخلع .
وأن هذا الوعيد يشمل الخُلع الطلاق .

وأُشير هنا إلى قوله عليه الصلاة والسلام : المختلعات هُنّ المنافقات رواه الترمذي ، وصححه الألباني .

وهذا إذا كان الخُلع من غير سبب .

فالخُلع يُشبه الكيّ ، لا يُلجأ إليه عند الاضطرار إليه .

ومما ينبغي أن يُعلم أن الخُلع يأخذ الأحكام الخمسة ، فيكون في بعض الحالات :
حراماً
أو مكروها
أو جائزا
أو مستحبا
أو واجباً

وتفصيل الحالات في كُتب الفقه .


وهذا يعني أنه ليس تسلية ولا ألعوبة في أيدي الناس !

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 03:02 PM
شيخنا الفاضل ..


- من خلال دراسة لقوانين الأحوال الشخصية في أثنى عشرة دولة عربية وموقفها من طلاق الخلع بحكم القضاء باعتباره من الحقوق
الشرعية للمرأة، تبين الاختلاف البين حيال هذا الحق للزوجة حيث اشترطت غالبية القوانين توافر الرضا الصريح والمسبق
للزوج قبل الحكم بها من القضاء في ثلاث دول عربية (الجزائر، ليبيا، ومصر) مما يؤكد أن الطبيعة القانونية لطلاق الخلع
غير محددة في هذه القوانين ..

فهل يُشترط شيخنا الفاضل موافقة الزوج ورضاه قبل المباشرة بتطبيق الخلع ؟؟



- وهل يجوز لشخص أجنبي أن يتفق مع الزوج على أن يخلع الزوج زوجته بحيث يتعهد هذا الشخص بدفع بدل الخلع للزوج لتتم الفرقة بينهما ؟؟


- وهل يتقيد الخلع بوقت معين أو حال معين بالنسبة للمرأة ( مثل الحيض والنفاس ) كما هو في حال الطلاق ؟؟



وجزاكم الله خيراً وزادكم من علمه وفضله ...

راجية العفو
23-04-2017, 03:03 PM
س - من خلال دراسة لقوانين الأحوال الشخصية في أثنى عشرة دولة عربية وموقفها من طلاق الخلع بحكم القضاء باعتباره من الحقوق
الشرعية للمرأة، تبين الاختلاف البين حيال هذا الحق للزوجة حيث اشترطت غالبية القوانين توافر الرضا الصريح والمسبق
للزوج قبل الحكم بها من القضاء في ثلاث دول عربية (الجزائر، ليبيا، ومصر) مما يؤكد أن الطبيعة القانونية لطلاق الخلع
غير محددة في هذه القوانين ..

فهل يُشترط شيخنا الفاضل موافقة الزوج ورضاه قبل المباشرة بتطبيق الخلع ؟؟


ج = يحتاج الكلام أحيانا إلى الدّقَّـة عند الإطلاق ، فالقول بأن دراسة القوانين في اثنتي عشرة دولة بحاجة إلى أن تكون الدراسة توافق الواقع .
هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى فإن أكثر الدول العربية لا ترفع بحكم الله رأساً ، ولا تعبأ به أصلاً .
أما اشتراط رضا الزوج ففيه تفصيل :
إن كان ابتداء فيُشترط رضاه ، نظرا لعِظم حق الزوج .
وإن امتنع فللقاضي أن يخلع الزوجة من زوجها ولو بغير رضاه .


س - وهل يجوز لشخص أجنبي أن يتفق مع الزوج على أن يخلع الزوج زوجته بحيث يتعهد هذا الشخص بدفع بدل الخلع للزوج لتتم الفرقة بينهما ؟؟

ج = يجوز لشخص أجنبي أن يتبرّع ببذل العِوض
ونص العلماء على أنه يصحّ بذل العوض ممن يصحّ تبرّعه ، وهو العاقل الرشيد .
وعلّلوا ذلك بأنه بذل مال في غير مُقابلة ولا منفعة .

ولكن ينبغي التنبه هنا إلى أنه لا يجوز لشخص أجنبي أن يتفق مع ذات زوج لا تُريده فيتّفق معها على أن تُخالِع زوجها ويدفع هو العِوض على أن تتزوّجه
لأن هذا من المواعدة في السرّ التي نهى الله عنها بقوله : (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا )

ولأن هذا من إفساد الحياة الزوجية بين الأزواج ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ليس منا من خَـبّب امرأة على زوجها . رواه الإمام أحمد وأبو داود .


س - وهل يتقيد الخلع بوقت معين أو حال معين بالنسبة للمرأة ( مثل الحيض والنفاس ) كما هو في حال الطلاق ؟؟

ج = لا يتقيّد الخلع بما يتقيّد به الطلاق
وقد تقدّم الكلام حول هذه المسألة ، وأن الخُلع فسخ وليس طلاقاً ، وسبقت الإشارة إلى الخلاف في المسألة .

كما سبقت الإشارة إلى سبب ذلك .

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 03:03 PM
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل وبارك الله فيك وزادك من علمه وفضله ..


شيخنا الفاضل ..

قبل أن ننهي لقاءنا المبارك مع فضيلتكم .. نرجو أن تتفضلوا بتوجيه كلمات ناصحة وبعض التوصيات للمرأة المسلمة

تعينها على إصلاح حياتها الزوجية مما لا يضطرها إلى اللجوء إلى طلب الطلاق أو الخلع اللذان قد ينبني عليهما

الكثير من المشاكل والأحقاد والظلم للأبناء كما نرى ذلك في كثير من الأسر في وقتنا الحاضر ؟؟

راجية العفو
23-04-2017, 03:11 PM
أما الوصية فهي وصية الله للأولين والآخرين ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ )
ووصيته لعباده المؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآية : حقّ تقاته : أن يُطاع فلا يُعصى ، وأن يُذكر فلا يُنسى ، وأن يُشكر فلا يُكفر .

والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى الأزواج فقال : استوصوا بالنساء خيرا . رواه البخاري ومسلم .

وقال : لا يَفْرك مؤمن مؤمنه ؛ إن كره منها خُلًقاً رضيَ منها آخر . رواه مسلم .

ويُقال مثل ذلك في حق المرأة
وإن كان حق الزوج على زوجته أعظم
وسبقت الإشارة إلى ذلك هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040
ثم ليُعلم أنه ليس كل البيوت يتُبنى على الحب ، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام . كما قال عمر رضي الله عنه .

فلا تتصوّر المرأة أن توجد حياة زوجية خالية مما يشوبها أو يُكدّرها ولو في وقت من الأوقات ، إذ هذه طبيعة هذه الحياة الدنيا :
طُبعت على كدر وأنت تُريدها = صفواً من الأقذاء والأكدار !

وقول الله أصدق وأبلغ : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)


ولا يتصور الزوج أيضا أن يجد زوجة خالية من العيوب

ولكن الحياة تؤخذ على التسديد والمقاربة
وتؤخذ على العفو والمسامحة

وليُعلم أيضا أن أحب شيء إلى إبليس هو الطلاق
فهو يسعى إليه جاهدا ، بل ويُرسل جنوده في ذلك ، ويؤزّهم أزّا ، ويدفعن دفعا ، لأجل التفريق بين الأزواج .
بل إن إبليس ليفرح إذا وقع الطلاق
وإذا ما توصّل جندي من جنوده إلى ذلك جعله مُقرّبا منه ، وأدناه إليه ، وضمّـه وأكرمه !

أخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بقوله :
إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منـزلة أعظمهم فتنة ؛ يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعتَ شيئا ! قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته ! قال : فيُدنيه منه ، ويقول : نِـعْـمَ أنت ! قال الأعمش : أراه قال : فيلتزمه رواه مسلم .

فإذا رُزقت المرأة بزوج صالح يحفظها ويرعاها فلتعلم أن هذه نعمة يجب شُكرها .

وإن طلب الطلاق من غير سبب هو كُفران لهذه النعمة

ولذا قال عليه الصلاة والسلام : أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة . وقد سبقت الإشارة إليه .

وإن مِن كرام الرجال من يأبى عليه كرمه أن يعود في شيء بذله

فقد ذكر الأمير أسمة بن منقذ أن امرأة وُصِفت لعمِّه عز الدين أبي العساكر ، قال : فأرسل عمّي عجوزاً من أصحابه تُبصرها ، وعادت تصفها وجمالها وعقلها ! إما لرغبة بذلوها لها ، وإما أرَوها غيرها ، فخطبها عمّي وتزوجها . فلما دخلت عليه رأى غير ما وُصف له منها . ثم هي خرساء !
فوفّاها مهرها ، وردّها إلى قومها .
فأُسِرتْ من بيوت قومها – بعد ذلك – فقال عمّي : ما أدع امرأة تزوجتها - وانكشفت عليّ – في أسْر الإفرنج . فاشتراها بخمسمائة دينار ، وسلّمها إلى أهلها . اهـ .
هكذا تكون مكارم الأخلاق .

وهكذا يجب أن تكون العِشرة ولو بعد الفراق

وهذا من حفظ العهد .

والله تعالى أعلى وأعلم .

راجية العفو
23-04-2017, 03:12 PM
في ختامنا لهذا اللقاء المبارك مع فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم .. حفظه الله

نتوجه بالشكر الجزيل إلى فضيلته على ما بذله معنا من وقته وجهده وعلمه
وعلى ما تفضل به من توضيح لجميع جوانب هذا الحكم الشرعي ( الخلـــــــــع )
الذي يخص المرأة المسلمة بشكل كبير .

وإننا لنسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء وأن يبارك له في علمه وعمله وولده وأن يتقبل جهوده
وأن يجعلها في ميزان حسناته يوم القيامة .

وجزى الله خيراً كل من شارك معنا في هذا اللقاء سواء بالسؤال أو بالمتابعة .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .