المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشكل علي تفسير الآية (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء)


ابنة الأنصار
08-01-2017, 04:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل زادك الله علما وحلما

قرأت في تفسير ابن كثير لأية في سورة النساء وهي قوله تعالى : {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} قال ابن كثير :
أي : إذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة وخاف ألا يعطيها مهر مثلها ، فليعدل إلى ما سواها من النساء ، فإنهن كثير ، ولم يضيق الله عليه .
وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا هشام ، عن ابن جريج ، أخبرني هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة; أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها ، وكان لها عذق . وكان يمسكها عليه ، ولم يكن لها من نفسه شيء فنزلت فيه : ( وإن خفتم ألا تقسطوا [ في اليتامى ] ) أحسبه قال : كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله . ثم قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ) قالت : يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ، ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق ، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن .

والسؤال : اليتيمة تكون في حجر وليها , أليس وليها هذا من محارمها ؟؟ فكيف له أن يتزوجها ؟؟

بارك الله فيك شيخنا الكريم

عبد الرحمن السحيم
12-01-2017, 07:58 AM
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الوَلِيّ هنا ليس مِن مَحارِم اليتيمة ، وتَدلّ عليه رواية البخاري مِن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها في قوله : (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ) إلى آخر الآية ، قالت : هي اليتيمة تكون في حَجْر الرَّجُل قد شَركته في مالِه فيَرغب عنها أن يتزوجها ، ويَكره أن يُزوِّجها غيره فيَدخُل عليه في مالِه ، فيَحبِسها ؛ فنهاهم الله عن ذلك .

قال ابن حجر : قوله : " في حجر وَلِيّها " أي : الذي يَلِي مَالَها . اهـ .
وقال القسطلاّني : " تكون في حَجْر وَلِيّها " القائم بأمُورِها .
وقال : تكون في " حَجْر الرجل " بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم . اهـ .

فالوَلِيّ هنا : هو الذي يَقوم على شؤونها ، ويَتولّى التصرّف في مَالِها حتى تبلغ وترشد ويُدفَع إليها مَالها .

قال الباجي : واليتيم هو الذي مات أبوه ، واحتاج إلى الولاية عليه . والحجر هو المنع . يُقال : فلان في حَجر فلان إذا كان قد مَنَعه مِن التَّصَرّف . اهـ .

والله تعالى أعلم .