المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل صوت المرأة في الأناشيد الأسلامية جائز ؟


راجية العفو
15-02-2010, 06:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال / عن إنشاد المرأة البالغة فقد جاء السؤال التالي:

رقـم الفتوى : 101924
عنوان الفتوى : حكم استماع الرجال لصوت المنشدة البالغة
تاريخ الفتوى : 17 ذو القعدة 1428 / 27-11-2007
السؤال

سؤال / هل صوت المرأة في الأناشيد الأسلامية جائز ؟
لأنه جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة فوجد عندها جاريتين تغنيان بغناء بعاث ... إلى آخر الرواية
وهل يجوز أن يستمع الرجال لها إن كان ذلك في يوم عيد؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صوت المنشدة البالغة لا يجوز للرجال سماعه لما يخاف به من حصول الفتنة
ويشتد التحريم إذا كان معه آلة موسيقية.
وأما الجاريتان المذكورتان في حديث البخاري فكانتا غير بالغتين كما ذكره ابن القيم
فهما ليستا ممن تخشى بهما الفتنة لصغرهما
والله أعلم.
...............

تعجبت من أمر ما في هذه الفتوى
لم أتعجب من الحكم ، فالحكم لا مجال للنقاش فيه ، لكن تعجبت من تفسيره لكلمة "جارية"،
حيث قال كانتا صغيرتين ،، يبدوا أن اللغة العربية باتت بعيدة عن اهتمام الجميع

سؤالي/ هل هناك ما يثبت بأنهن جاريتين "أي لسن حرائر" ؟

فالعرب تقول جارية للفتاة أي أنها فتاة صغيرة ولم تبلغ الحلم وليست فتاة مملوكة و بقوله صغيرتين أي أنهن مملوكتين لكن لم يبلغن الحلم وهذا يترتب عليه أحكام خاصة بالأمة وأحكام خاصة بالحرة !

لذلك من البلاغة أنه ورد في القرآن الكريم "وما ملكت أيمانكم"، كي يكون الخطاب واضح و لا لبس فيه. لا أذكر أن كلمة جارية أو جواري وردت في القرآن ، هل من أحد ليفيدني في ذلك .

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً : في الفتوى نُسب القول بأن الجاريتين " غير بالغتين " إلى ابن القيم .
وهذا لم ينفرد به ابن القيم رحمه الله ، فقد قال القرطبي في " المفهِم " : قول عائشة رضي الله عنها : " وعندي جاريتان من جواري الأنصار " : الجارية في النساء كالغلام في الرجال ، وهما يُقالان على من دون البلوغ منهما . اهـ .

وجاء في حديث الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ رضي الله عنها قالت : جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي ، فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ . رواه البخاري ومسلم .

ثانيا : " الجارية " جاء في الأحاديث ويُراد به أحد معنيين :

المعنى الأول : يُراد به البنت الصغيرة ، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في العقيقة : عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة .
وكما في قول عائشة رضي الله عنها عن نفسها : فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن . رواه البخاري ومسلم .
وكما في قولها في خبر حجّتها وعمرتها : فَإِنِّي لأَذْكُرُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ أَنْعَسُ فَيُصِيبُ وَجْهِي مُؤْخِرَةَ الرَّحْلِ ! رواه مسلم .

وكما في قوله عليه الصلاة والسلام : يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلامِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .

قال الإمام البخاري : بَاب إِذَا حَمَلَ جَارِيَةً صَغِيرَةً عَلَى عُنُقِهِ فِي الصَّلاةِ .

وقد يُطلق على الفتاة البالغة التي لم تتزوّج ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه : فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ ، أَوْ قَالَ تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ ؟ رواه البخاري ومسلم .
ومنه قول عثمان رضي الله عنه لابن مسعود رضي الله عنه : أَلا نُزَوِّجُكَ جَارِيَةً شَابَّةً لَعَلَّهَا تُذَكِّرُكَ بَعْضَ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِكَ ؟ رواه مسلم .

والمعنى الثاني : يُراد به الأمَة ، وهي مُلْك اليمين .
ومنه ما جاء في خبر يوم خيبر ، وفيه : فَجَاءَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ . قَالَ : اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً ، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيّ ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ ، لا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ . قَالَ : ادْعُوهُ بِهَا ، فَجَاءَ بِهَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا . رواه البخاري ومسلم .

ومنه قول عليّ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ . فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَالَ : أَيْ بَرِيرَةُ ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْء يَرِيبُكِ ؟ قَالَتْ بَرِيرَةُ : لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا ، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ . رواه البخاري ومسلم .
ففي هذا الحديث جرى ذِكْر الجارية مرّتين ؛ الأولى يُقصد بها الأمَة ، والثاني يُقصد بها الفتاة الصغيرة السن .
فقولي عليّ رضي الله عنه : " وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ " يُقصد به بربرة ، وكانت أمَة لِعائشة رضي الله عنها ، ففي رواية لمسلم : وَلَقَدْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي فَسَأَلَ جَارِيَتِي .

وقول بريرة : " جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ " تعني بها عائشة رضي الله عنها .

وعلى كُل فقد فُسِّر قول عائشة رضي الله عنها : " وعندي جاريتان " على المعنيين ، وليس فيه ما يُفهم منه أنههما كانتا حُرّتين بالغتين .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض