تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل تُشرع قراءة قصار السور في صلاة الفجر ، أو قراءة آيات يسيرة مِن أواخر السور ؟


عبد الرحمن السحيم
13-10-2016, 06:56 AM
هل تُشرع قراءة قصار السور في صلاة الفجر ، أو قراءة آيات يسيرة مِن أواخر السور ، كالذي يقرأ مثلا آخر ثلاث آيات مِن سورة البقرة ؟

الجواب :

تُكرَه قراءة قصار السور في صلاة الفجر ، ما عدا في السفَّر .
لأن الأصل هو إطالة القراءة في صلاة الفجر ، وقد سَمّى الله عزَّ وجَلّ صلاة الفجر : قُرآن الفجر ؛ لأنه يُقرأ فيها قراءة طويلة .
قال الله تبارك وتعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) .

ومِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُطيل القراءة في صلاة الفجر خاصة ، فكان يقرأ ما بين السِّتّين إلى مائة آية ، وسار على هذا النَّهْج خلفاؤه مِن بعده .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحثّ على طول القراءة في صلاة الفجر ويأمر به .

وكان الصحابة رضي الله عنهم يأمُرون بِطول القراءة في صلاة الفجر .
روى الإمام مالك عن عمه أبي سهيل عن أبيه أن عمر بن الخطاب كَتَب إلى أبي موسى أن صَلّ الظهر إذا زاغَت الشمس ، والعصر والشمس بيضاء نَقِيّة قَبل أن يدخلها صُفرة ، والمغرب إذا غَربت الشمس ، وأخّر العشاء ما لم تَنَم ، وصَلّ الصبح والنجوم بادِية مُشتبكة ، واقرأ فيها بِسُورَتين طَويلتين مِن الْمُفَصَّل .

قال ابن رجب : وقد نصّ أحمد على أنه يُكْرَه قراءة السورة القصيرة في صلاة الفجر؛ مثل : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و (أَرأَيْتَ) إلاّ في السَّفَر، وأنه لا تُكْرَه القراءة فيها بِِـ(مريم) و (طه) وأشْبَاهَهما مِن السُّوَر . اهـ .

وقال ابن القيم : وأما قراءته في الفجر بالمعوّذتين ؛ فهذا إنما كان في السَّفَر ، كما هو مُصرّح به في الحديث , والمسافر قد أُبيح له أو أُوجِب عليه قَصر الصلاة لِمَشَقّة السفر , فأُبِيح له تخفيف أركانها . اهـ .

وسبق الجواب عن :
هل وَرَد أن الرسول ﷺ قرأ في صلاة الفجر بِسورة الزلزلة في الركعة الأولى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4958

هل تجوز قراءة سورة الزلزلة في الصلاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13398

وسبق في شرح عمدة الأحكام :
الحديث الـ 84 في تخفيف الصلاة
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/078.htm

الحديث الـ 85 في النهي عن التطويل
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/079.htm


والله تعالى أعلم .



ربيع الأول 1437 هـ