تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما الفرق بين قول ابن مسعود في ذمّ الاعتراض على القَضاء وبين قول مريم (ياليتني مت قبل هذا)؟


عبد الرحمن السحيم
13-10-2016, 12:11 AM
أحسن الله إليكم لم أفهم معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه : لأن يعضّ أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله : ليت هذا لم يكن .
وما الفرق بين قول ابن مسعود وبين قول مريم (يا ليتني مت قبل هذا) ؟
وأعلى الله شأنكم .

الجواب :

آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

المقصود بِقول ابن مسعود رضيَ اللّهُ عنه : أن لا يُعتَرَض على القضاء والقَدَر .
وأما قول مريم عليها السلام فليس اعتراضا على القضاء .
وإنما " تَمَنَّتِ الْمَوْتَ اسْتِحْيَاءً مِنَ النَّاسِ ، وَخَوْفَ الْفَضِيحَةِ " كما قال البغوي في تفسيره .

وقال القرطبي : تَمَنَّتْ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلامُ الْمَوْتَ مِنْ جِهَةِ الدِّينِ لِوَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا خَافَتْ أَنْ يُظَنَّ بِهَا الشَّرُّ فِي دِينِهَا وَتُعَيَّرَ فَيَفْتِنُهَا ذَلِكَ.
الثَّانِي: لِئَلاّ يَقَعَ قَوْمٌ بِسَبَبِهَا فِي الْبُهْتَانِ ، وَالنِّسْبَةِ إِلَى الزنا ، وَذَلِكَ مُهْلِكٌ . وَعَلَى هَذَا الْحَدِّ يَكُونُ تَمَنِّي الْمَوْتِ جَائِزًا . اهـ .

والله تعالى أعلم .