المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حقيقة ( المَسِّ ) ؟


رولينا
14-02-2010, 11:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخى الجليل
بارك الله فيكم وعليكم لما تقدموه من علم نافع وهداية المسلمين الى صحيح الطرق فى عبادة رب العباد
أستاذى وشيخى الكريم
كثيراً من الأحيان أقوم للصلاة وأنا كسول جداً لدرجة تؤدى الى تأخيرها وربما لتركها بالكلية وأحياناً أقوم للصلاة وأنا مشتاق اليها وكأنى سأفارق الحياة بعد تأديتها
أما باقى العبادات أؤديها والحمد لله رب العالمين على أحسن وجه
كنت جالساً مع أصدقائى فذكرت ذلك فقيل لى ربما يكون مُلبسك جن وهو الذي يصدك عن الصلاة بهذه الصورة
فما قول فضيلتكم فى هذا ..... هل يمكن للجن لبس الإنسان
أم هذا هوى نفسى الأمارة بالسوء
أرجوا من فضيلتكم تفسير ذلك لى حيث أننى فعلاً مُتعب نفسياً من هذا الأمر
وجزاكم الله خيراً
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
وبارك الله فيك .
وأعانك الله .

قد يكون ما بِك من المسّ ، وهو حقيقة لا تُنكَر ، وجاءت به النصوص .

وقد لا يكون كذلك ، وهو الأقرب ؛ لأن المس يصدّ عن سائر الطاعات إذا كان الجني الذي تلبّس بالإنسي كافرا .

وعليك أن تُراقب الله ، وأن تُجاهِد نفسك ؛ لأنك لا تعلم متى يُفاجئك الموت .
تصوّر أنك تركت صلاة مكتوبة ثم جاءك الموت على تلك الحالة .
والمرء يُبعث على ما مات عليه .

وخُذ نفسك بالحزم ؛ لأن اتِّبَاع الهوى سَعْي للنّفْس في الرَّدى
ولا يندم من أخذ نفسه بالحزم وجاهدها في ذات الله ، وإنما يندم من فرّط وضيّع الفرائض وتعدّى الحدود .

ولا شكّ أن النفس لها إقبال وإدبار ، فتُقبِل حتى يودّ المسلم أن لا يخرج من المسجد ، وتُدبِر حتى تثقل عليه الفرائض ، ولذلك قال عمر رضي الله عنه : إن لهذه القلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل ، وإن أدبرت فألزموها الفرائض .
وقبله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل عمل شِرَة ، ولكل شِرَة فَترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك . رواه الإمام أحمد ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
والشِّرَة : هي القوة والنشاط .

وفي وصايا النبي صلى الله عليه وسلم : لا تشرك بالله شيئا وإن قُطِّعت أو حُرِّقت ، ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمداً ، ومن تركها متعمداً برئت منه الذمة ، ولا تشربن الخمر فإنها مفتاح كل شر . رواه ابن ماجه .

ولو أن كل إنسان وجد ضِيقًا أو مشقة ترك الفرائض ، لتعطّلت المساجد !

وتذكّر أخيرا أن التكاسل عن أداء الصلوات من صِفات المنافقين ، الذين قال الله فيهم : (الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلا) .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد