المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أريد منهجا متكاملا لدراسة الفقه والعقيدة


رولينا
14-02-2010, 11:19 PM
أريد منهجا متكاملا لدراسة الفقه والعقيدة فبِمَ أبدأ من المتون ؟ وماذا أحفظ ؟ وماذا أقرأ من الكتب ؟ وكيف اضبط العلوم ؟

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

أولى ما يُبدأ به ويُحفظ هو القرآن ، لأنه أصل العلوم .
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله : القرآن أصل العِلْم .
وقال رحمه الله : طلب العلم درجات ومناقل ورُتَب ، لا ينبغي تَعَدّيها ، ومن تَعَدّاها جُمْلة فقد تَعَدّى سبيل السلف رحمهم الله ، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل ، ومن تعداه مجتهدا زل ؛ فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه ، ولا أقول : إن حفظه كله فرض ، ولكني أقول : إن ذلك شرط لازم على من أحب أن يكون عالما فقيها ناصبا نفسه للعلم ، ليس من باب الفرض .
وروى عن الشافعي رحمه الله قوله : مَن حَفظ القرآن عَظُمت حُرمته ، ومن طلب الفقه نَبُل قَدْرُه ، ومَن عَرف الحديث قويت حُجته ، ومن نظر في النحو رقّ طبعه ، ومن لم يَصُن نفسه لم يَصُنْه العِلم .

وكنت ذكرت طرفا مما يبدأ به طالب العلم ، فالعلم ميراث النبوّة ، وهو اختيار واصطفاء والعلم إن أعطيته كلّك أعطاك بعضه
لأنه لا يمكن لعالم - مهما بلغ - أن يحوز العلم كلّه بين جنبيه
إذ أُمضيت في هذا العلم وتدوينه أعمار علماء
ولكن الموفّق من يأخذ من كل فن بطرف ، ويحرص على أصول العلم وقواعده التي تضبط له العلم ، ثم ينظر في نفسه ورغباتها وميلها إلى أي علم ، فيغوص فيه ويتخصص فيه ، فإنه ما من عالم إلا ويبرز لديه جانب دون آخر ، ويجد نفسه في علم دون آخر .
وقد ألّف العلماء كُتباً في طريقة طلب وضبط أصوله ، فمن ذلك :
المحدّث الفاصل للرامهرمزي
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي .
الكفاية في آداب الرواية للخطيب أيضا
الرحلة في طلب الحديث
حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد

ومنها الكتب التي أُلِّفت في الحث على طلب العلم والترغيب فيه
ككتاب شرف أصحاب الحديث للخطيب
وجامع بيان العلم لابن عبد البر
ومفتاح دار السعادة لابن القيم
وغيرها كثير وكثيرا جداً

وليحرص طالب العلم على البدء بصغار العلم قبل كباره
قال الإمام البخاري : ويُقال : الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره .
ومعنى ذلك أن يبدأ بالأصول والمتون القريبة الميسّرة
فيأخذ في كل فن متناً أو منظومة أو كُتيباً يقرأ فيه على شيخ أو يقرأ شرحه ، أو يستمع إليه من خلال الأشرطة .
ولا يحاول أن يأخذ العلم جُملة فإن من رامه جملة ذهب منه جملة
فيأخذ متناً أو كتابا في العقيدة
فإذا فرغ منه أخذ آخرَ في الحديث
وثالث في الفقه
ورابع في أصول الفقه
وخامس في أصول الحديث
وهكذا

ففي التفسير
يقرأ في " تيسير الكريم الرحمن " لابن سعدي أو في مختصره " تيسير اللطيف المنان " له أيضا .
أو في مختصر تفسير ابن كثير للرافعي

ويقرأ في علوم القرآن ، ككتاب " الاتقان في علوم القرآن " للسيوطي ، و" مباحث في علوم القرآن " للقطان

وفي العقيدة مثلاً يبتدئ بالأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وكشف الشبهات له أيضا .
ثم يترقّى إلى كتاب التوحيد وشروحاته ، وأيسرها لطالب العلم " القول المفيد " للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
ثم يأخذ بقراءة معارج القبول للشيخ حافظ حكمي
ثم يقرأ بعض الرسائل
ككتاب الولاء والبراء للقحطاني
وبعض رسائل علماء نجد

وفي الحديث يحفظ الأربعين النووية ويقرأ شرحها لابن رجب رحمه الله ، في " جامع العلوم والحِكم "
وإن أضاف شرح ابن دقيق العيد فحسن .
ثم يأخذ في قراءة وحفظ " عمدة الأحكام " للمقدسي ، فيأخذه مع شرح ميسر كشرح الشيخ البسام المسمى " تيسير العلاّم " أو " خلاصة الكلام " للمبارك ، ثم شرح ابن دقيق العيد بعد ذلك و" الإعلام بفوائد عمدة الأحكام " لابن الملقن .
ثم يأخذ في قراءة " بلوغ المرام " للحافظ ابن حجر ، وأفضل شروحه " سبل السلام " للصنعاني
وإن تمكن من حفظه فحسن .

ثم يأخذ طرفاً من علوم الحديث في المنظومة البيقونية ، ويأخذ معها القلائد العنبرية ، وطُبعت مع طراز البيقونية بتحقيق الحلبي
ونخبة الفكر مع شرحها نزهة النظر لابن حجر
والنكت على نخبة الفكر للحلبي
وإسبال المطر على قصب السكّر للصنعاني
وتيسير مصطلح الحديث للطحان
ثم يتدرّج إلى الباعث الحثيث للشيخ أحمد شاكر مع تعليقات الألباني والحلبي
ثم تدريب الراوي

وأما الفقه فيأخذ متنا واحداً مختصراً في مذهب معين ، ثم يتفقه به
كأن يأخذ الروضة الندية لصديق حسن خان
أو عمدة الفقه
وشرحها " العُدّة " للمقدسي
ويأخذ أيسر من ذلك " نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب " للبسام . فهو مفيد وميسر .
وفي أصوله يأخذ " الأصول من علم الأصول " للعثيمين
وشرح الورقات للفوزان
وإرشاد الفحول - بعد ذلك - للشوكاني

وإن تيسر له أن يأخذ نصيبا من علوم اللغة
كالتحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية لمحيي الدين عبد الحميد
ولشيخنا العثيمين رحمه الله شرح مسموع في الأشرطة
وقطر الندى وشرحه لابن هشام
والنحو الوظيفي لعبد العليم إبراهيم

ويأخذ مع ذلك في أوقات الراحة بعض الكتب المفيدة كالقراءة في السير ، كسير أعلام البنلاء ففيها فوائد ويمكن أن يأخذها الطالب في أوقات فراغه
وكتاب " الآداب الشرعية " لابن مفلح
وكتاب " روضة العقلاء " لابن حبان
هذه تكون فيها أوقات فراغه واستجمامه
وهنا توجد كتب شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأشرطته وفتاويه
يُفيد منها طالب العلم من خلال لمسة زرّ !
http://www.binothaimeen.com/

وغيره من المواقع الموثوقة ، مواقع علماء أهل السنة ، وهي كثيرة بحمد الله ، ومن المواقع التي جمعت كثيرا من دروس وفتاوى أهل العلم موقع البث الإسلامي ، وهو من المواقع النافعة التي يسّرت العلم للناس وحفظته لهم .

وقبل هذا وذاك عليه بأمور :
الإخلاص ، فإن الله يُبارك في اليسير مع الإخلاص ، فكم من عمل يسير خدمته نية صالحة .
تقوى الله لقوله تبارك وتعالى : ( وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ )

الجد والمثابرة والعزيمة ونبذ الكسل وترك التهاون
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار : هلم يا فلان فلنطلب العلم ، فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء . قال : عجبا لك يا ابن عباس ! ترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم ؟ قال : فتركت ذاك وأقبلت أطلب ، إن كان الحديث ليبلغني عن الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه فأجلس ببابه فتسفي الريح على وجهي ، فيخرج إليّ ، فيقول : يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك ، ما حاجتك ؟ فأقول : حديث بلغني ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : ألا أرسلت إليّ ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك . قال : فبقي ذلك الرجل حتى أن الناس اجتمعوا عليّ ، فقال : هذا الفتى كان أعقل مني . رواه الدارمي والحاكم .

مراتب العلم
قال ابن القيم رحمه الله : للعلم ست مراتب :
أولها : حسن السؤال
الثانية : حسن الإنصات والاستماع .
الثالثة : حسن الفهم .
الرابعة : الحفظ .
الخامسة : التعليم .
السادسة - وهي ثمرته - : وهي العمل به ومراعاة حدوده .
فمن الناس من يحرمه لعدم حسن سؤاله ، أما لأنه لا يسال بحال أو يسال عن شيء وغيره أهم إليه منه ، كمن يسأل عن فضوله التي لا يضر جهله بها ويدع مالا غنى له عن معرفته ، وهذه حال كثير من الجهال المتعلمين ، ومن الناس من يحرمه لسوء إنصاته فيكون الكلام والممارات آثر عنده وأحب إليه من الإنصات ، وهذه آفة كامنة في أكثر النفوس الطالبة للعلم ، وهي تمنعهم علما كثيرا ، ولو كان حسن الفهم .

ذكر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال : من كان حسن الفهم رديء الاستماع لم يقم خيره بشره .

وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب العلل له قال : كان عروة بن الزبير يحب مماراة ابن عباس ، فكان يخزن علمه عنه ، وكان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يلطف له في السؤال فيعزه بالعلم عزا .

وقال ابن جريج : لم أستخرج العلم الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به .

وقال بعض السلف : إذا جالست العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول .

وهنا :
ما هي المنهجية الأمثل في قراءة كتب أهل العلم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17643

ما هي الطريقة الأمثل لطلب العلم إذا تعذر الجلوس إلى العلماء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17644

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض