تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل يحِق للمسلمة أن تطلب الحجاب في الجنة إذا لم يكن مفروضًا ؟


نسمات الفجر
28-01-2016, 02:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وأنعم الله عليكم
إذا أكرمنا الله تعالى بدخول الجنّة وكتب الله لنا ذلك النّعيم ، وكان الحجاب غير مفروض على المرأة
فهل يحق للمرأة أن تطلب مِن الرحمن جلّ جلاله أن تتحجّب وألا يراها الرِّجال ؟

وهل يحق للمؤمن في الجنة أن يطلب من الله تبارك وتعالى أي أمر كان يحبه في الدنيا ؟ سواءً مِن الطاعات النوافِل أو الواجبات ؟

أحسن الله إليكم ووسّع الله عليكم فضيلة الشيخ وجزاكم الله عني وعن كل سائل خير الجزاء وبلّغ الله بكم الحق .

عبد الرحمن السحيم
01-02-2016, 08:58 AM
الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يجوز للمؤمن في الجنة أن يَطلب أي أمْر كان يُحبه في الدنيا مما يُمكن حصوله في الجنة ؛ لِقوله تبارك وتعالى : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) .
قال الإمام السّمعاني : وَقَوله : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) ، أَي : تَلَذّه أَنفسكُم . ويُقَال : مَا يَخْطر على قُلُوبكُمْ .
وَقَوله : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) ، أَي : تَتَمَنّون ، تَقول الْعَرب : ادْع على مَا شِئْت ، أي : تَمَنّ على مَا شِئْت . اهـ .

وقال الحافظ ابن كثير : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) ، أي : في الجنة مِن جميع ما تَختارون مما تَشتهيه النفوس ، وتَقَرّ به العُيون .
(وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) ، أي : مهما طَلبتم وَجَدتم وحَضر بين أيديكم كما اخْتَرْتُم .
( نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) ، أي : ضِيافة وعطاء وإنعاما مِن غفور لذنوبكم ، رحيم بكم ، رؤوف حيث غَفَر وَسَتَر وَرَحِم ولَطَف . اهـ .

ورَوى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يُحدّث وعنده رَجل من أهل البادية : أن رجلا مِن أهل الجنة استأذن ربه في الزّرع ، فقال له : ألستَ فيما شئتَ ؟ قال : بلى ، ولكني أحب أن أزرع ، قال : فَبَذَر فبَادَر الطَّرْف نَباته واستواؤه واستحصاده ، فكان أمثال الجبال ، فيقول الله : دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يُشبِعك شيء ! فقال الأعرابي : والله لا تَجده إلاّ قُرشيا ، أو أنصاريا ، فإنهم أصحاب زَرع ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع ! فضحك النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما ما لا يُمكن حصوله في الجنة ؛ فإنه لا يُسأل ولا يَتحقق .
وقد سأل رجُل النبيَّ صلى الله عليه وسلم : أَفِي الْجَنَّة نَوم ؟ قال : لا ، النَّوم أخُو الْمَوت ، والْجَنَّة لا مَوْت فيها . أخرجه الدارقطني والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشُّعَب ، وقال الهيثمي في المجمَع : رواه الطبراني في الأوسط والبزار ، ورجال البزار رجال الصحيح . وصححه الألباني .

وعلينا أن نسأل أنفسنا السؤال الأهَمّ : ماذا أعددنا لِدُخول الجنة ؟

وسبق الجواب عن :
سؤال عن حجاب المرأة وزواجها في الجنة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4424

إذا أدخلني الله الجنة فسألته أن يجعلني أجمل فتاة فيها ؛ يُحَقّق لي ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=672

المرأة التي لا تحب زوجها في الدنيا ودخلا الجنة ، هل تكون لزوجها في الجنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1114

هل في الجنة وَلَد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5354

والله تعالى أعلم .