نسمات الفجر
23-01-2016, 11:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلغكم الله شهره الكريم وأعانكم على صيامه وقيامه وتقبل صالح أعمالكم قبولا حسنا
يا شيخ كيف الجمع بين حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:
{لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، " قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ،جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها}
وبين حديثه عليه الصلاة والسلام : { كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول : يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه}
وجزاكم الله خير ونفع بعلمكم
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
حديث ثوبان جاء في وصْف قوم استهانوا بِنظر الله لهم ، بل جعلوه أهون الناظرين .
وهذا هو أن المنافقين ، الذين إذا خلوا بِمحارِم الله انتهكوها ، أي : أن هذا هو شأنهم ودأبهم .
وأما ما في الأحاديث التي جاء فيها الستر ، كَقَوله عليه الصلاة والسلام : إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم أي رب ، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال : سَتَرْتُها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، فيُعطى كِتاب حسناته ، وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كَذَبُوا على ربهم ألاَ لَعنة الله على الظالمين . رواه البخاري ومسلم .
فهذا محمول على مَن لم يكن هذا شأنه وديدنه ، بل هو شأن بني آدم ؛ يضْعُف أحدهم فيقع في المعصية ، ثم يستتر بِسِتْر الله .
وهذا كَقَوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكِهِ حَتَّى يَمُوتَ ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفَتَّنًا خَطَّاءً نَسَّاءً فَإِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ . رواه عبد بن حُميد والطبراني والبيهقي في " الشُّعَب " ، وصححه الألباني .
وسبق :
هل المنتهك لمحارم الله أسبوعيا يحبط عمله وإن كان كجبال تهامة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16974
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
بلغكم الله شهره الكريم وأعانكم على صيامه وقيامه وتقبل صالح أعمالكم قبولا حسنا
يا شيخ كيف الجمع بين حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:
{لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، " قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ،جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها}
وبين حديثه عليه الصلاة والسلام : { كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول : يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه}
وجزاكم الله خير ونفع بعلمكم
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
حديث ثوبان جاء في وصْف قوم استهانوا بِنظر الله لهم ، بل جعلوه أهون الناظرين .
وهذا هو أن المنافقين ، الذين إذا خلوا بِمحارِم الله انتهكوها ، أي : أن هذا هو شأنهم ودأبهم .
وأما ما في الأحاديث التي جاء فيها الستر ، كَقَوله عليه الصلاة والسلام : إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم أي رب ، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال : سَتَرْتُها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، فيُعطى كِتاب حسناته ، وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كَذَبُوا على ربهم ألاَ لَعنة الله على الظالمين . رواه البخاري ومسلم .
فهذا محمول على مَن لم يكن هذا شأنه وديدنه ، بل هو شأن بني آدم ؛ يضْعُف أحدهم فيقع في المعصية ، ثم يستتر بِسِتْر الله .
وهذا كَقَوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكِهِ حَتَّى يَمُوتَ ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفَتَّنًا خَطَّاءً نَسَّاءً فَإِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ . رواه عبد بن حُميد والطبراني والبيهقي في " الشُّعَب " ، وصححه الألباني .
وسبق :
هل المنتهك لمحارم الله أسبوعيا يحبط عمله وإن كان كجبال تهامة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16974
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض