المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حُـكم عبارة (إذا سمعت الأذان فإن ربك يريد أن تتواصل معه )


نسمات الفجر
03-01-2015, 04:36 AM
ما رأيك بهذه القول ؟
إذا سمعت هاتفك يرن فهناك من يريد التواصل معك كذلك إذا سمعت الأذان فإن ربك يريد أن تتواصل معه !! فيارب علق قلوبنا بك

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

هذا فيه سوء أدب مع الله ، ويُخشى أن يكون فيه تشبيه لله عزّ وَجَلّ بِخلقه ، فإن الْخَلْق هم الذين يُريدون أن يتواصلوا مع بعضهم ، ولا يجوز تشبيه أفعال الله بأفعال خَلقه .

ومما تقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة : أن الله تبارك وتعالى لا يُوصَف إلا بما وصَف به نفسه ، أو وَصَفَه به رسوله صلى الله عليه وسلم .

قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه : إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ ، وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ ، وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ ، وَالْعَبْدُ وَالْحُرُّ ؛ فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُولَ : مَا لِلنَّاسِ لا يَتَّبِعُونِي ، وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ؟ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ ، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ ، فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ . رواه أبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

والأذان إعلام للناس بِدُخول الوقت ، وهو أمْر بالصلاة التي هي صِلَة بين العبد وربّه .
وحَسْب الإنسان أن يقف عند هذا القول ، ولا يزيد عليه ما ليس له به عِلْم .

ولو قال الإنسان : إذا سمعت الأذان ، فإن الله يدعوك للفلاح .. ونحو ذلك ؛ لم يكن فيه محذور .
وهذه العِبارات تُشبه ما قيل هنا :
ما الحكم في هذا المقال بعنوان : هاتفك السماوي معطل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1608

وسبق :
ما صِحة عِبارة ( اشتاق الله لسماع صوتك ) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4414

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض