راجية العفو
29-08-2014, 02:12 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الفاضل هل يجب علي أن ألبي طلب إنسان أقسم عليّ أن أفعل شيئا ما
مثال : تصلننا أحيانا بعض الرسائل البريدية وآخرها : ( أقسمت عليك بالله العظيم أن ترسلها لكل الموجودين عندك في القائمة )
فهل علي إثم لو لم أفعل لأي سبب كان ؟
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
لا يَجب إبرار القسم في هذه الحالة ؛ لأنه لا مصلحة فيه للشخص الذي اسْتَحْلَف صاحبه .
ولأن هذا مِن العبث الذي لا يَجوز .
ولِمَا فيه من تكليف الناس بِما لم يُكلَّفُوا به أصلا ، وإلزامهم بأمْر ليس بِلازِم .
فلا يَجوز لإنسان وسّع الله عليه أن يُضيِّق على نفسه وعلى الآخَرِين ، ويجعلهم في حَرَج لِم يأذَن الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا يُبَرّ قَسَم الْمُقْسِم على كُلّ حال ، بل إذا كان فيه مصلحة ، وقد أقْسَم أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فلَم يَبُرّ بِقَسَمِه .
ففي الصحيحين أن أبا بكر رضي الله عنه فَسَّر رؤيا بحضْرَة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال أبو بكر رضي الله عنه : فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ - بِأَبِي أَنْتَ - أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَصَبْتَ بَعْضًا ، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا . قَالَ : فَوَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ . قَالَ : لا تُقْسِمْ .
قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : هذا الحديث دَليل لِمَا قَاله العلماء أنَّ إبرار الْمُقْسِم المأمور به في الأحاديث الصحيحة إنما هو إذا لم تكن في الإبرار مَفْسَدة ولا مَشَقَّة ظاهرة ، فإن كان لَم يُؤمر بِالإبْرار ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَبُرّ قَسَم أبي بكر لما رأى في إبراره مِن المفسدة . اهـ .
وقال ابن المنذر : أمَر الشارع بِإبرار الْمُقْسِم أمْر نَدْب لا وُجوب ؛ لأن الصّدِّيق رضي الله تعالى عنه أقْسم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يَبُرّ قَسَمه ، ولو كان واجِبا لأبَرَّه .
وقال الْمُهَلَّب : إبرار الْمُقْسِم إنما يُسْتَحَبّ إذا لم يكن في ذلك ضَرر على الْمُحْلُوف عليه . نَقَله العيني .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الفاضل هل يجب علي أن ألبي طلب إنسان أقسم عليّ أن أفعل شيئا ما
مثال : تصلننا أحيانا بعض الرسائل البريدية وآخرها : ( أقسمت عليك بالله العظيم أن ترسلها لكل الموجودين عندك في القائمة )
فهل علي إثم لو لم أفعل لأي سبب كان ؟
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
لا يَجب إبرار القسم في هذه الحالة ؛ لأنه لا مصلحة فيه للشخص الذي اسْتَحْلَف صاحبه .
ولأن هذا مِن العبث الذي لا يَجوز .
ولِمَا فيه من تكليف الناس بِما لم يُكلَّفُوا به أصلا ، وإلزامهم بأمْر ليس بِلازِم .
فلا يَجوز لإنسان وسّع الله عليه أن يُضيِّق على نفسه وعلى الآخَرِين ، ويجعلهم في حَرَج لِم يأذَن الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا يُبَرّ قَسَم الْمُقْسِم على كُلّ حال ، بل إذا كان فيه مصلحة ، وقد أقْسَم أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فلَم يَبُرّ بِقَسَمِه .
ففي الصحيحين أن أبا بكر رضي الله عنه فَسَّر رؤيا بحضْرَة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال أبو بكر رضي الله عنه : فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ - بِأَبِي أَنْتَ - أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَصَبْتَ بَعْضًا ، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا . قَالَ : فَوَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ . قَالَ : لا تُقْسِمْ .
قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : هذا الحديث دَليل لِمَا قَاله العلماء أنَّ إبرار الْمُقْسِم المأمور به في الأحاديث الصحيحة إنما هو إذا لم تكن في الإبرار مَفْسَدة ولا مَشَقَّة ظاهرة ، فإن كان لَم يُؤمر بِالإبْرار ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَبُرّ قَسَم أبي بكر لما رأى في إبراره مِن المفسدة . اهـ .
وقال ابن المنذر : أمَر الشارع بِإبرار الْمُقْسِم أمْر نَدْب لا وُجوب ؛ لأن الصّدِّيق رضي الله تعالى عنه أقْسم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يَبُرّ قَسَمه ، ولو كان واجِبا لأبَرَّه .
وقال الْمُهَلَّب : إبرار الْمُقْسِم إنما يُسْتَحَبّ إذا لم يكن في ذلك ضَرر على الْمُحْلُوف عليه . نَقَله العيني .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية