ناصرة السنة
03-12-2013, 05:37 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عافاكم الله على هذا المنتدى وجزاكم الله خير الجزاء
سؤالي يا شيخ عبد الرحمن بخصوص الغيبة ويتكون من شقين :
الأول :ما حكم غيبة الشخص في القلب يعني بالعامية (بينك وبين نفسك) ؟
الثاني : هل إذا اغتبته وأظهرت الصوت ولكن لم يكن هناك أي شخص كأن تكون بالسيارة مثلا تكون آثم أم لا ؟
وجزاك الله خير يا شيخنا .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
إذا تكلّم الإنسان بها حُوسِب عليها ، أما ما كان في النفس ولم يتكلَّم به صاحبه ، فإنه معفوّ عنه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حَدّثَتْ به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم .
ويُخشَى مِن الانسياق وراءها ، أن تَجُرّه نفسه وتُسوِّل له ما وراء ذلك ، بحيث يستسيغ ذلك الفعل .
قال ابن القيم : دافِع الْخَطْرة , فإن لم تفعل صارت فِكرة . فَدَافع الفِكرة , فان لم تفعل صارَتْ شهوة . فحارِبها , فإن لم تفعل صارَتْ عزيمة وهِمّة , فإن لم تُدافعها صارَتْ فِعلاً . اهـ .
ثم إن لدى كل إنسان من العيوب ما يشغله عن عيوب الآخَرين .
وقد قيل :
قَبِيحٌ مِن الإِنْسَانِ يَنْسَى عُيُوبَهُ ... وَيَذْكُرْ عَيْبًا فِي أَخِيهِ قَدْ اخْتَفَى
وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ ... وَفِيهِ عُيُوبٌ لَوْ رَآهَا بِهَا اكْتَفَى
كما قيل أيضا :
إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاسَ عَابُوا وَأَكْثَرُوا *** عَلَيْكَ وَأَبْدَوا فِيكَ مَا كَانَ يُسْتَرُ
وَإِمَّا ذَكَرَتْ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهم *** وَلا عَيْبَ إِلاَّ مِثْلَ مَا فِيكَ يُذْكَرُ
فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيكَ مِثْلُهُ *** فَكَيْفَ يَعِيبُ الْعُورَ مَنْ هُوَ أَعْوَرُ
وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيهِمْ *** فَذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَاللهُ أَكْبَرُ
وعادة لا تكون الغيبة إلاّ نتيجة سوء ظن !
وعلينا أن نُحسِن الظنّ بالناس ، وان تكون قلوبنا سليمة لهم .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
اعلم أن غيبة القلب : سوء ظَـنِّه بالمسلمين .
والظن ما تَركن إليه النفس ويميل إليه القلب . وليس لك أن تظن بالمسلم شرا إلاّ إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل ... ومتى خَطَر لك خاطر سوء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير ، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك ، فلا يلقي إليك خاطر السوء خيفة مِن اشتغالك بالدعاء والمراعاة .
وإذا تحققت هَفوة مُسلم فانصحه في السر .
واعلم : أن مِن ثمرات سوء الظن التجسس ، فإن القلب لا يقنع بالظن ، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس ، وذلك مَنهي عنه ، لأنه يُوصِل إلى هَتك ستر المسلم ، ولو لم ينكشف لك ، كان قلبك أسلم للمُسلم . اهـ .
وهنا :
غضيض الطّرف عن هفواتي
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7843
نصيحة للمغتابين والنمامين وكثيري اللغو ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7909
تصيبني وساوس وأتوهّم أني أعيب الناس وأسخر منهم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12501
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عافاكم الله على هذا المنتدى وجزاكم الله خير الجزاء
سؤالي يا شيخ عبد الرحمن بخصوص الغيبة ويتكون من شقين :
الأول :ما حكم غيبة الشخص في القلب يعني بالعامية (بينك وبين نفسك) ؟
الثاني : هل إذا اغتبته وأظهرت الصوت ولكن لم يكن هناك أي شخص كأن تكون بالسيارة مثلا تكون آثم أم لا ؟
وجزاك الله خير يا شيخنا .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
إذا تكلّم الإنسان بها حُوسِب عليها ، أما ما كان في النفس ولم يتكلَّم به صاحبه ، فإنه معفوّ عنه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حَدّثَتْ به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم .
ويُخشَى مِن الانسياق وراءها ، أن تَجُرّه نفسه وتُسوِّل له ما وراء ذلك ، بحيث يستسيغ ذلك الفعل .
قال ابن القيم : دافِع الْخَطْرة , فإن لم تفعل صارت فِكرة . فَدَافع الفِكرة , فان لم تفعل صارَتْ شهوة . فحارِبها , فإن لم تفعل صارَتْ عزيمة وهِمّة , فإن لم تُدافعها صارَتْ فِعلاً . اهـ .
ثم إن لدى كل إنسان من العيوب ما يشغله عن عيوب الآخَرين .
وقد قيل :
قَبِيحٌ مِن الإِنْسَانِ يَنْسَى عُيُوبَهُ ... وَيَذْكُرْ عَيْبًا فِي أَخِيهِ قَدْ اخْتَفَى
وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ ... وَفِيهِ عُيُوبٌ لَوْ رَآهَا بِهَا اكْتَفَى
كما قيل أيضا :
إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاسَ عَابُوا وَأَكْثَرُوا *** عَلَيْكَ وَأَبْدَوا فِيكَ مَا كَانَ يُسْتَرُ
وَإِمَّا ذَكَرَتْ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهم *** وَلا عَيْبَ إِلاَّ مِثْلَ مَا فِيكَ يُذْكَرُ
فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيكَ مِثْلُهُ *** فَكَيْفَ يَعِيبُ الْعُورَ مَنْ هُوَ أَعْوَرُ
وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيهِمْ *** فَذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَاللهُ أَكْبَرُ
وعادة لا تكون الغيبة إلاّ نتيجة سوء ظن !
وعلينا أن نُحسِن الظنّ بالناس ، وان تكون قلوبنا سليمة لهم .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
اعلم أن غيبة القلب : سوء ظَـنِّه بالمسلمين .
والظن ما تَركن إليه النفس ويميل إليه القلب . وليس لك أن تظن بالمسلم شرا إلاّ إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل ... ومتى خَطَر لك خاطر سوء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير ، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك ، فلا يلقي إليك خاطر السوء خيفة مِن اشتغالك بالدعاء والمراعاة .
وإذا تحققت هَفوة مُسلم فانصحه في السر .
واعلم : أن مِن ثمرات سوء الظن التجسس ، فإن القلب لا يقنع بالظن ، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس ، وذلك مَنهي عنه ، لأنه يُوصِل إلى هَتك ستر المسلم ، ولو لم ينكشف لك ، كان قلبك أسلم للمُسلم . اهـ .
وهنا :
غضيض الطّرف عن هفواتي
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7843
نصيحة للمغتابين والنمامين وكثيري اللغو ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7909
تصيبني وساوس وأتوهّم أني أعيب الناس وأسخر منهم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12501
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض