راجية العفو
17-07-2013, 01:49 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خير الجزاء ألاحظ أحياناً في المنتديات النسائية من تكتب مشكلتها الزوجية , وتطلب الحلول من العضوات. ومشكلتها تتكلم عن حياتها الخاصة وتصفها بدقة للعضوات إلى درجة أن من يقرأ كلامها يخجل . وأحياناً يرد عليها بكلام غير لائق , ويدل الرد على صاحبه نسأل الله المعافاة من حاله .
السؤال : هل يجوز لها أن تصف حالها أو حالتها وتطلب من الجميع الحل لمشكلتها؟ أو يعتبر من الفحش في الكلام؟ أو إفضاء الأسرار الزوجية ؟
وهل من نصيحة لهن لا حرمك الله أجر من أخذ بها .
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
إذا كان وَصْف ما يكون بين المرأة وزوجها ؛ فلا يجوز ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا . رواه مسلم .
والنساء شقائق الرجال ، وحُكمهن في ذلك حُكم الرِّجال .
وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقبل على الرجال فقال : هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه ، وألْقَى عليه سِتره واستتر بِستر الله . قالوا : نعم . قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول : فعلت كذا ، فعلت كذا ؟ فسكتوا . فأقبل على النساء فقال : هل منكن من تُحدِّث ؟ فسكتن ، فَجَثَتْ فتاة كعاب على إحدى ركبتيها ، وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها ، فقالت : يا رسول الله إنهم ليتحدثون ، وإنهن ليتحدثنه . فقال : هل تدرون ما مثل ذلك ؟ فقال : إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى منها حاجته والناس ينظرون إليه . رواه أبو داود . وهو حديث صحيح لغيره بمجموع طُرقه .
ويَشْهَد له ولِمَا بعده : حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أشرّ الناس عند الله مَنْزِلة يوم القيامة : الرجل يُفْضِي إلى امرأته ، وتُفْضِي إليه ، ثم ينشر سِرّها . رواه مسلم .
وفي رواية : إن مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يُفْضِي إلى امرأته ، وتُفْضِي إليه ، ثم ينشر سِرّها . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال النووي : وفي هذا الحديث : تحريم إفشاء الرجل ما يَجري بينه وبين امرأته مِن أمور الاستمتاع ، ووصف تفاصيل ذلك ، وما يجري مِن المرأة فيه مِن قول أو فعل ونحوه ، فأما مجرد ذكر الجماع ، فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة ؛ فمكروه ؛ لأنه خلاف المروءة . اهـ .
وفي حديث أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: لَعَلَّ رَجُلا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ ، فَقُلْتُ : إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ . قَالَ : فَلا تَفْعَلُوا ، فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانُ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ . رواه الإمام أحمد .
قال السندي: قوله : " فإنما مثل ذلك" ، أي : إظهار ما جَرَى بين الإنسان وأهله بالقول ، كإظْهَاره بالفعل ، والثاني لا يجيء إلاَّ مِن مثل الشيطان ، فالأول كذلك . اهـ .
ومُشكلة أخرى : وهي استشارة بعض النساء لبعض ، وقد تَطرح المرأة مشكلتها في منتدى فيه صِغار سِنّ وأغمار بل وحَمْقَى – مِن الجنسين - !
ومَن يستشر الأحمق فعليه أن يتحمّل نتيجة حماقات الْحَمْقَى !
فإني أرى بعض الاستشارات التي تُدلي بها بعض الأخوات إنما هي بمثابة هَدْم بيوت ، من حيث لا يشعرن !
ومَن أرادت أن تستشير فعليها بمواقع الاستشارات الموثوقة ، والتي يقوم عليها مَن له خُبرة ودِرَاية بالأمور .
وليس في منتدى يكتب فيه كلّ أحد - صغيرا كان أو كبيرا - ، ولا تُطلَب الاستشارات في أشرطة القنوات الفضائية التي يُجيب عليها أيضا كلّ أحد ، ولا يُدرَى مَن الشخص الذي أشار ، أو أدْلَى بِرَأيه ؛ فقد يكون صغيرا – ذكرا كان أو أنثى – لا يحسِن سِوى الكتابة عبر الجوال أو عبر لوحة المفاتيح !
أخيرا :
لا يُستشار مَن لم تُحنَّكه التجارب ، وَمن لم تُربِّه الأيام ، ولم يكتسب مِن الحياة خبرة وحكمة .
وسبق :
ما الذي أغضبك أبا بحر ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7850
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خير الجزاء ألاحظ أحياناً في المنتديات النسائية من تكتب مشكلتها الزوجية , وتطلب الحلول من العضوات. ومشكلتها تتكلم عن حياتها الخاصة وتصفها بدقة للعضوات إلى درجة أن من يقرأ كلامها يخجل . وأحياناً يرد عليها بكلام غير لائق , ويدل الرد على صاحبه نسأل الله المعافاة من حاله .
السؤال : هل يجوز لها أن تصف حالها أو حالتها وتطلب من الجميع الحل لمشكلتها؟ أو يعتبر من الفحش في الكلام؟ أو إفضاء الأسرار الزوجية ؟
وهل من نصيحة لهن لا حرمك الله أجر من أخذ بها .
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
إذا كان وَصْف ما يكون بين المرأة وزوجها ؛ فلا يجوز ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا . رواه مسلم .
والنساء شقائق الرجال ، وحُكمهن في ذلك حُكم الرِّجال .
وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقبل على الرجال فقال : هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه ، وألْقَى عليه سِتره واستتر بِستر الله . قالوا : نعم . قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول : فعلت كذا ، فعلت كذا ؟ فسكتوا . فأقبل على النساء فقال : هل منكن من تُحدِّث ؟ فسكتن ، فَجَثَتْ فتاة كعاب على إحدى ركبتيها ، وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها ، فقالت : يا رسول الله إنهم ليتحدثون ، وإنهن ليتحدثنه . فقال : هل تدرون ما مثل ذلك ؟ فقال : إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى منها حاجته والناس ينظرون إليه . رواه أبو داود . وهو حديث صحيح لغيره بمجموع طُرقه .
ويَشْهَد له ولِمَا بعده : حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أشرّ الناس عند الله مَنْزِلة يوم القيامة : الرجل يُفْضِي إلى امرأته ، وتُفْضِي إليه ، ثم ينشر سِرّها . رواه مسلم .
وفي رواية : إن مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يُفْضِي إلى امرأته ، وتُفْضِي إليه ، ثم ينشر سِرّها . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال النووي : وفي هذا الحديث : تحريم إفشاء الرجل ما يَجري بينه وبين امرأته مِن أمور الاستمتاع ، ووصف تفاصيل ذلك ، وما يجري مِن المرأة فيه مِن قول أو فعل ونحوه ، فأما مجرد ذكر الجماع ، فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة ؛ فمكروه ؛ لأنه خلاف المروءة . اهـ .
وفي حديث أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: لَعَلَّ رَجُلا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ ، فَقُلْتُ : إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ . قَالَ : فَلا تَفْعَلُوا ، فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانُ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ . رواه الإمام أحمد .
قال السندي: قوله : " فإنما مثل ذلك" ، أي : إظهار ما جَرَى بين الإنسان وأهله بالقول ، كإظْهَاره بالفعل ، والثاني لا يجيء إلاَّ مِن مثل الشيطان ، فالأول كذلك . اهـ .
ومُشكلة أخرى : وهي استشارة بعض النساء لبعض ، وقد تَطرح المرأة مشكلتها في منتدى فيه صِغار سِنّ وأغمار بل وحَمْقَى – مِن الجنسين - !
ومَن يستشر الأحمق فعليه أن يتحمّل نتيجة حماقات الْحَمْقَى !
فإني أرى بعض الاستشارات التي تُدلي بها بعض الأخوات إنما هي بمثابة هَدْم بيوت ، من حيث لا يشعرن !
ومَن أرادت أن تستشير فعليها بمواقع الاستشارات الموثوقة ، والتي يقوم عليها مَن له خُبرة ودِرَاية بالأمور .
وليس في منتدى يكتب فيه كلّ أحد - صغيرا كان أو كبيرا - ، ولا تُطلَب الاستشارات في أشرطة القنوات الفضائية التي يُجيب عليها أيضا كلّ أحد ، ولا يُدرَى مَن الشخص الذي أشار ، أو أدْلَى بِرَأيه ؛ فقد يكون صغيرا – ذكرا كان أو أنثى – لا يحسِن سِوى الكتابة عبر الجوال أو عبر لوحة المفاتيح !
أخيرا :
لا يُستشار مَن لم تُحنَّكه التجارب ، وَمن لم تُربِّه الأيام ، ولم يكتسب مِن الحياة خبرة وحكمة .
وسبق :
ما الذي أغضبك أبا بحر ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7850
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض