نبض الدعوة
14-02-2013, 03:30 AM
السؤال
السؤال لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
كيف يتخلص الإنسان العائن من إعطاء العين وماذا يفعل الإنسان عند الجلوس مع العائن ؟
جزاك الله خيرا وأعاننا الله على طاعته
الجواب :
وجزاك الله خيرا ، وأعانك الله .
يتخلّص مِن ذلك بِكثرة ذِكْر الله ، فَكُلّما رأى ما يُعجبه قال : ما شاء الله تبارك الله ، ونحو ذلك .
وهديه صلى الله عليه وسلم في علاج ذلك ذِكْر الله والتبريك .
فإذا خاف الشخص أن يُصيب شيئا بعينه فليذكر الله عز وجل وليُبرِّك ، أي يقول : ما شاء الله تبارك الله .
ولذا لِمّا اغتسل سهل بن حنيف ، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جِلد مخبّأة ! فَلُبِطَ بِسَهْل ، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : يا رسول الله هل لك في سهل ؟ والله ما يرفع رأسه ، وما يفيق . قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيّظ عليه ، وقال : علامَ يقتل أحدكم أخاه ؟ هلاّ إذا رأيت ما يُعجبك برّكت ؟
ثم قال له : أغتسل له ، فغَسل وجهه ويديه ومرفقيه ، ورُكبتيه وأطراف رِجليه ، وداخِلة إزاره في قدح ، ثم صبّ ذلك الماء عليه ، يَصبّه رجل على رأسه وظهره مِن خَلفه ، ثم يُكفئ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراحَ سهل مع الناس ليس به بأس . رواه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما .
ومعنى يُكفئ : أي يَقْلِب .
ولعله من التفاؤل بانقلاب حال المريض وتغيّرها من المرض إلى السلامة .
ونَقَل ابن القيم عن الزهري قوله :
يَؤمَر العائن بِقَدَح فيُدخل كَفّـه فيه فيتمضمض ثم يمجّه في القدح ، ويغسل وجهه في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ، ثم يغسِل داخلة إزاره ، ولا يوضع القدح في الأرض ، ثم يُصَبّ على رأس الرجل الذي تُصيبه العين من خَلْفِه صَبّة واحدة .
فهذا الطبّ النبوي والطريقة السلفية لعلاج العين ، إذا عُرِف العائن .
وإذا خاف على شيء من مال أو ولد فليقل : ما شاء الله لا قوة إلا بالله . قال تبارك وتعالى : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ )
إذا أُصيب أحد بالعين وعُلم العائن فيُطلب منه أن يَغسِل له كما في قصة سَهل بن حنيف رضي الله عنه ، ولقوله عليه الصلاة والسلام : إذا اسْتُغْسِلتُم فاغسِلُوا . رواه مسلم .
وأن يَعْلَم الإنسان أن الحاسِد إنما يعترِض على قضاء الله وقَدَرِه .
وأن الإنسان قد يُعْطَى العطاء وفيه محنة وابتلاء ، فالدنيا متاع زائل ، وقد تكون استدراجا . كما قال عليه الصلاة والسلام : إذا رأيت الله يُعْطِي العبد مِن الدنيا على مَعَاصِيه ما يُحِبّ فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وأن يتذكّر أن الناس ليس لهم سوى ما ظَهر لهم ، فقد يكون الإنسان في زِيّ حسن ، أو في مركب جميل ، أو مسكن فارِه ، وعنده مِن الهموم ، أو مِن المصائب ما لا يعلمه إلاّ الله .
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : لا حَسَدَ إِلاّ فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ . رواه البخاري ومسلم .
وسبق :
ما صِحة موضوع : إذا رأيت ما يعجبك فلا تَقُل ما شاء الله تبارك الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10754
هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13985
ما حكم الوضوء لعلاج من أُصيب بالعين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13058
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
السؤال لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
كيف يتخلص الإنسان العائن من إعطاء العين وماذا يفعل الإنسان عند الجلوس مع العائن ؟
جزاك الله خيرا وأعاننا الله على طاعته
الجواب :
وجزاك الله خيرا ، وأعانك الله .
يتخلّص مِن ذلك بِكثرة ذِكْر الله ، فَكُلّما رأى ما يُعجبه قال : ما شاء الله تبارك الله ، ونحو ذلك .
وهديه صلى الله عليه وسلم في علاج ذلك ذِكْر الله والتبريك .
فإذا خاف الشخص أن يُصيب شيئا بعينه فليذكر الله عز وجل وليُبرِّك ، أي يقول : ما شاء الله تبارك الله .
ولذا لِمّا اغتسل سهل بن حنيف ، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جِلد مخبّأة ! فَلُبِطَ بِسَهْل ، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : يا رسول الله هل لك في سهل ؟ والله ما يرفع رأسه ، وما يفيق . قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً فتغيّظ عليه ، وقال : علامَ يقتل أحدكم أخاه ؟ هلاّ إذا رأيت ما يُعجبك برّكت ؟
ثم قال له : أغتسل له ، فغَسل وجهه ويديه ومرفقيه ، ورُكبتيه وأطراف رِجليه ، وداخِلة إزاره في قدح ، ثم صبّ ذلك الماء عليه ، يَصبّه رجل على رأسه وظهره مِن خَلفه ، ثم يُكفئ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراحَ سهل مع الناس ليس به بأس . رواه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما .
ومعنى يُكفئ : أي يَقْلِب .
ولعله من التفاؤل بانقلاب حال المريض وتغيّرها من المرض إلى السلامة .
ونَقَل ابن القيم عن الزهري قوله :
يَؤمَر العائن بِقَدَح فيُدخل كَفّـه فيه فيتمضمض ثم يمجّه في القدح ، ويغسل وجهه في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ، ثم يغسِل داخلة إزاره ، ولا يوضع القدح في الأرض ، ثم يُصَبّ على رأس الرجل الذي تُصيبه العين من خَلْفِه صَبّة واحدة .
فهذا الطبّ النبوي والطريقة السلفية لعلاج العين ، إذا عُرِف العائن .
وإذا خاف على شيء من مال أو ولد فليقل : ما شاء الله لا قوة إلا بالله . قال تبارك وتعالى : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ )
إذا أُصيب أحد بالعين وعُلم العائن فيُطلب منه أن يَغسِل له كما في قصة سَهل بن حنيف رضي الله عنه ، ولقوله عليه الصلاة والسلام : إذا اسْتُغْسِلتُم فاغسِلُوا . رواه مسلم .
وأن يَعْلَم الإنسان أن الحاسِد إنما يعترِض على قضاء الله وقَدَرِه .
وأن الإنسان قد يُعْطَى العطاء وفيه محنة وابتلاء ، فالدنيا متاع زائل ، وقد تكون استدراجا . كما قال عليه الصلاة والسلام : إذا رأيت الله يُعْطِي العبد مِن الدنيا على مَعَاصِيه ما يُحِبّ فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وأن يتذكّر أن الناس ليس لهم سوى ما ظَهر لهم ، فقد يكون الإنسان في زِيّ حسن ، أو في مركب جميل ، أو مسكن فارِه ، وعنده مِن الهموم ، أو مِن المصائب ما لا يعلمه إلاّ الله .
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : لا حَسَدَ إِلاّ فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ . رواه البخاري ومسلم .
وسبق :
ما صِحة موضوع : إذا رأيت ما يعجبك فلا تَقُل ما شاء الله تبارك الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10754
هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13985
ما حكم الوضوء لعلاج من أُصيب بالعين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13058
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض